تحت أي منطق. وبأي تبرير نظل في دوامة ما يجري الآن وما جري من قبل؟!.. اعتصام آخر.. في شارع آخر.. فض شائن آخر.. قتلي آخرون.. ذات الشيء بذات الحماقة.. انفعال.. ثم استنكار.. ثم كلام عن حرمة الدم والعاقبة.. ثم لجنة تقصي.. ثم هدوء.. ثم نعلق شارة سوداء أعلي صورة "بريء" يبتسم كالآخرين وفي النهاية نزين صفحاتنا بمقولة "كلنا هذا الشهيد". إلي أين تذهب الثورة.. وأي مصير غامض ينتظرها.. وهل هي تصعد إلي الهاوية؟! لا يكفينا كلام الجنزوري بأن ما يحدث هو انقضاض علي الثورة.. فمن ذا الذي ينقض عليها. ولمصلحة من؟! ولا يكفينا الحديث المرسل عن الأذرع الخفية التي تعيث في البلاد خراباً من دون أن نقبض ولو علي إصبع واحد منها.. كأنها كائنات تأتينا من الفضاء الخارجي!! وإذا كان هناك بالفعل جيش من المندسين والبلطجية وأناس تحرضهم علي الفساد. أفلا تستطيع دولتا الجيش والشرطة القضاء عليهم وقطع دابرهم؟! ومن المتسبب في الحرائق التي اشتعلت في المباني.. ولماذا وقفت جميع الأجهزة الحكومية وعلي رأسها رئيس الوزراء يشاهدون ما يحدث ولا يحركون ساكناً؟! أيضاً لن يكفينا اعتذار المجلس العسكري عما يحدث من سحل وضرب لنساء مصر وتعريتهن وكشف أجسادهن. ولن يكفينا أن تفتح المستشفيات العسكرية علي مصاريعها لعلاج المصابين.. إن لم تصرف التعويضات الكاملة لمصابي وشهداء 25 يناير وما تلاه حتي الآن!! ولن تكفينا أي أقوال بعد اليوم.. فهي ليست إلا دخاناً في الهواء وتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع.. فقد ملأ الشك صدور الناس وعقولها وصارت تنظر للمجلس العسكري بعين الريبة والشك. وبعد أن كان الشعب يري أنه والجيش "إيد واحدة" انفرط عقد العلاقة بينهما وصار كل منهما نحو الصدام بالآخر وجهاً لوجه. فالشعب عزم علي أن يحول ثورته إلي "دموية" بعد أن كانت "سلمية.. سلمية" لأن شمس التغيير لم تشرق في حياته بعد.. ولم يحدث أن عاش في حرية وعدالة وكرامة. صحيح كان الجيش الضامن الأعظم للثورة والثوار في البداية.. ولكنه بات الآن في نظرهم مسئولاً عما يحدث من أزمات ومشكلات.. فالبطء والتباطؤ سمة الفترة التي تولي فيها إدارة البلاد.. فبعد مرور 11 شهراً علي الثورة لم نلمس أي خطوة إيجابية.. وما يتحقق يتم علي الورق فقط وليس له أي ظل في الواقع. إن الوقت يسرقنا ولا نعرف إلي أين تمشي بنا سفينة الوطن وماذا تخبئ لها الأقدار.. والشعب في غضب عارم من المجلس العسكري وفي شك منه فهل ينتظر المواجهة بينه وبين الشعب ويحمل كل منهم السلاح للآخر.. وتدق الطبول لحرب أهلية وتهدر الدماء التي لن يستطيع إيقاف أنهارها أحد ليمر طريقنا إلي الديمقراطية عبر ليبيا وسوريا؟! مصر الآن تحتاج إلي رجل رشيد يحقن الدماء بين الشعب وقادته ويعيد إليهما الثقة في بعضهما البعض مرة أخري.. فهل هذا الرجل موجود علي أرضها؟!