قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرات من المنشقين عن الجيش السوري قتلوا رميا بالرصاص حين كانوا يحاولون الفرار من قاعدتهم للانضمام الي الاحتجاجات التي بدأت قبل تسعة أشهر ضد الرئيس السوري بشار الاسد. أضافت الجماعة ومقرها بريطانيا نقلا عن شهود عيان ممن نجوا من الهجوم ان القوات السورية هاجمت المنشقين بنيران البنادق الآلية. وقال احد الناجين ان ما بين 60 و70 منشقا قتلوا. افقت سوريا علي السماح لمراقبين من جامعة الدول العربية بدخول البلاد لمراقبة تنفيذ اتفاق قبلته دمشق الشهر الماضي لسحب القوات من البلدات التي تشهد احتجاجات والافراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة. رفضت المعارضة الرئيسية للرئيس بشار الاسد الاتفاق ووصفته بأنه يهدف لكسب مزيد من الوقت. قالت دمشق ان التوقيع جاء بناء علي نصيحة من حليفتها روسيا التي ابدت علامات علي بدء نفاد صبرها. قال وزير الخارجية السوري أيضا انه انتزع تنازلات من الجامعة مشيرا الي أن المراقبين سيسمح لهم في البداية بالعمل لمدة شهر واحد.. قالت ايران الحليف الرئيسي للاسد انها تعتبر اتفاق السماح بدخول المراقبين "مقبولا" ان لم يكن مثاليا. قالت الجامعة العربية انها غير مستعدة لرفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها علي سوريا لمنعها من المراوغة. غير أن وفدا سيصل الي دمشق هذا الاسبوع للتمهيد لوصول المراقبين. ستعد الجامعة بعثة لمراقبة التزام سوريا بالاتفاق. أصر وزير الخارجية السوري وليد المعلم علي أن بلاده لم تجبر علي الاذعان وقال انه تمكن من ادخال تعديلات لم يحددها قبل التوقيع. قال في مؤتمر صحفي في دمشق عرضه التلفزيون "لو لم ندخل تعديلات علي صلب البروتوكول ما كنا لنوقع مهما كانت الانذارات والتهديدات." منعت سوريا هذا العام أغلب وسائل الاعلام الاجنبية من العمل هناك. انتقد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الاتفاق قائلا ان توقيع سوريا اتفاق الجامعة العربية كذبة الهدف منها كسب الوقت واثناء الجامعة عن اللجوء الي الاممالمتحدة. غير أن معارضا اخر هو سمير عيطة قال انه يأمل أن يساعد الاتفاق بشأن السماح بدخول المراقبين في وقف العنف معتبرا أنه نقطة تحول. أضاف أنه عندما يكون المراقبون هناك يمكن تنظيم مظاهرات سلمية ويمكن أن تعود الانتفاضة في المدن الرئيسية الي طابعها السلمي المدني. كانت حكومة الرئيس بشار الاسد قد وافقت بوجه عام الشهر الماضي علي مبادرة السلام العربية التي تهدف لنزع فتيل المواجهة العنيفة التي سقط خلالها اكثر من خمسة الاف قتيل. تقول سوريا ان أكثر من 1100 من قوات الامن قتلوا بيد من تصفهم بعصابات ارهابية مسلحة مدعومة من الخارج. بعدما أحجمت سوريا عن توقيع بروتوكول المراقبين الشهر الماضي صوت وزراء الخارجية العرب لصالح فرض عقوبات علي دمشق وهددوا الاسبوع الماضي باحالة اقتراحهم الي مجلس الامن الدولي وهي خطوة يمكن أن تعرض دمشق لمخاطر تحرك دولي أوسع. قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي معلقا علي عدم رفع عقوبات الجامعة العربية في مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاق بالقاهرة "تعليق العقوبات هو قرار يحتاج الي عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري." قال انه سيتم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا هذا الاسبوع لبحث اتخاذ اجراء ضد سوريا الي أجل غير مسمي. وقال المعلم للصحفيين ان سوريا لم تطلب رفع العقوبات. قال "نحن لا نستجدي احدا. اذا ظنوا ان عقوباتهم الاقتصادية ستؤثر علي صمود الشعب السوري فهم واهمون. هم من وضع العقوبات وهم من يرفعها. لن نطلب بعد الان." أضاف أن دمشق وافقت علي توقيع الاتفاق بناء علي نصيحة موسكو الحليفة لسوريا والتي تزودها بالسلاح.