جدد المجلس الأعلي للقوات المسلحة أسفه للأحداث التي وقعت أمام مقر مجلس الوزراء معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا والتمنيات لهم بسرعة الشفاء. أكد عضو المجلس الاعلي مساعد وزير الدفاع اللواء أركان حرب عادل عمارة في مؤتمر صحفي بمقر الهيئة العامة للاستعلامات التزام المجلس الأعلي للقوات المسلحة برعاية الثورة وأهدافها حتي تتحول مصر الي دولة مدنية ديمقراطية. قال اللواء عمارة إن القوات المسلحة ومجلسها الأعلي المسئولة عن إدارة شئون البلاد آلت علي نفسها الالتزام بما تعهدت به أمام الله والشعب من رعاية الثورة وأهدافها وتحول مصر لدولة مدنية ديمقراطية حديثة يكون الحكم فيها للشعب مصدر السلطات. أضاف أن النموذج الراقي لتلاحم الشعب المصري مع قواته المسلحة منذ بداية الثورة أزعج القوي التي تريد الشر لمصر. وأرادت أن تدخل مصر في دوامة الفوضي التي لم تسلم منها كثير من دول المنطقة من حالة الفوضي واصطدام الجيش بالشعب.. مشيراً إلي أن المجلس الأعلي دائما ما حذر من إساءة استخدام الحرية التي تؤدي إلي الفوضي وإسقاط الدولة بدلاً من إسقاط النظام. مشيراً إلي أن تشابه الأحداث ومنهجيتها بداية من أحداث مسرح البالون وماسبيرو ثم شارع محمد محمود وأخيراً قصر العيني من إدعاء سلمية التظاهر علي خلفية مطالب لبت الدولة معظمها أو استغلال ملفات مثل ملف المصابين والشهداء والاصطدام بقوات الشرطة والجيش والادعاء باستخدام القوة المفرطة. تابع اللواء عمارة أن هذا التوجه يدعمه رأي سياسي لا يبرأ من حسن النوايا أو ضيق الأفق وبعض وسائل الإعلام التي تعمل ضد مصالح الوطن ولكن لابد أن يعلم الجميع أن التاريخ سوف يحاسب كل من أخطأ في حق هذا الوطن. مشيراً إلي أن كل ما حدث من بعض الأفراد أو المؤسسات أو وسائل الإعلام تطبيق خاطئ للديمقراطية يهد ولا يبني. إثارة الفتن أكد أن ما شهدته مصر من نجاح المرحلة الأولي والثانية من الانتخابات البرلمانية بشكل أبهر العالم يعد نموذجا مصريا يحتذي به من جيش ينقل الوطن إلي رحاب الديمقراطية وشعب علم العالم كيف تبني الدولة. خيبت هذه النتيجة ظن البعض ممن راهن علي عدم قدرة القوات المسلحة والشرطة علي تنظيم وتأمين الانتخابات. وعلي أن إرادة الشعب في التحول الديمقراطي غير موجودة. أشار إلي أن هذه الجهات بدأت في إثارة الفتن وتنفيذ مخطط يحرق الوطن ويقضي علي الثورة وأهدافها ويمنع أولي خطوات الديمقراطية. وخاصة ونحن علي أعتاب أول مجلس نيابي منتخب بإرادة شعبية حقيقية ورغبة أكيدة في بناء مصر الحديثة. أكد أن الثوابت الأساسية التي أعلنتها القوات المسلحة منذ بداية الثورة لم ولن تتغير من صدق النية في تسليم السلطة إلي سلطة مدنية منتخبة من الشعب. مشدداً علي ضرورة أن يدرك الجميع أن اللحظة فارقة والوطن في خطر. أكد اللواء عمارة أن القوات المسلحة تنأي بنفسها عن تزييف الأشياء وعرض حقائق غير موجودة.. مشيراً إلي أن القوات المتواجدة لتأمين مجلس الوزراء ومجلس الشعب من الداخل ولم تتعرض بأي شكل من الأشكال إلي المتظاهرين منذ بداية التظاهر أمام مجلس الوزراء رغم محاولات الاحتكاك والاستفزاز ضد هذه القوات. مؤكداً أن هؤلاء الأبطال تحملوا ما لا يتحمله بشر ليس عن ضعف ولكن عن إدراك بضبط نفس لإضاعة الفرصة علي من يريد بمصر الشر. سلمية التظاهر تابع اللواء عمارة كيف ندعي سلمية التظاهر ونمنع السيد رئيس مجلس الوزراء من الدخول لمقر المجلس.. مشيرا إلي أن الواقعة بدأت فجر الجمعة 16 ديسمبر باعتداء أحد المتظاهرين علي أحد الضباط أثناء مروره علي الخدمة.. وحدث احتكاك بين المتظاهرين والضابط وقذف بالحجارة ومع بدء إهانة الضابط خرج جنود الخدمة.. لافتاً إلي أن الجنود التي تؤمن مجلسي الشعب والشوري من قوات الصاعقة والمظلات وتربوا في مدرسة العسكرية علي الإقدام والشجاعة.. مشيراً إلي أنه لا يمكن أن يتحمل أي بشر مثل ما تحمله هؤلاء الجنود منذ بدء الاعتصام أمام مجلس الوزراء من إهانة ممنهجة ومتعمدة واستفزاز مقصود ضدهم من قبل المتظاهرين. أشار اللواء عمارة إلي أنه عندما قام المتظاهرون بالاحتكاك بالضابط خرج أفراد الخدمة لمساندته وحدث احتكاك بين أفراد الخدمة والمتظاهرين الذين التحموا مع الضابط في أثناء هذا الاحتكاك دخل أحد المتظاهرين مقر مبني مجلس الشعب ونتيجة هذا الاحتكاك أصيب المتظاهر ببعض الإصابات ثم تم إخراجه من مجلس الشعب وبدأ المتظاهرون من الخارج بإلقاء الحجارة والمولوتوف حتي صباح يوم الجمعة. معدات التأمين أكد اللواء عمارة أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة والشرطة تعهدت ألا تستخدم العنف ضد المتظاهرين فعلا وقولا وبالتالي أصبحت أسلحة الجندي الذي يقوم بتأمين المرافق معدات فض شغب والسلاح الذي يستخدمه الطرف الآخر يشتمل علي مولوتوف وأنابيب بوتاجاز وأسلحة بيضاء.. مشيراً إلي أن جندياً بترت ساقه نتيجة استخدام السلاح الأبيض. اقتحام البرلمان أضاف اللواء عمارة أن ال 300 شخص اقتحموا مجلس الشعب تم القبض علي 80 شخصاً منهم وخلال ساعتين تم الافراج عن 60 من خلال تدخل أحد النشطاء من أبناء الثورة. مضيفا أن الشائعة انتقلت من قصر النيل إلي ميدان التحرير بأن الجيش يضرب في المتظاهرين فاندفعت أعداد كبيرة وبدأ قذف الطوب والمولوتوف ولكننا طالبنا الجنود بضبط النفس ثم امتدت يد عابثة مساء الجمعة وقامت بحرق مبني الهيئة العامة للطرق والكباري. واستمرت أعمال العنف حتي صباح اليوم التالي. أضاف أنه عندما حاولت السيارات والأوناش الاقتراب من المنطقة لبناء الحواجز تم رشقها بالمولوتوف وأنابيب البوتاجاز. مؤكداً أن الهدف منها منع الاحتكاك بين القوات العسكرية والمتظاهرين لأن إصابة أي مواطن حتي لو كان بلطجياً سنشعر بالأسف عليه لأنه في النهاية مصري. أعرب اللواء عادل عمارة عن أسف المجلس الأعلي للقوات المسلحة لإضرام النيران في المجمع العلمي المصري. مؤكداً ان التاريخ سيحاسبنا علي ما حدث بعد أن حافظت عليه الأجيال السابقة. قال اللواء عمارة إن حريق المجمع كارثة بكل المقاييس حيث كان يحتوي علي أكثر من 200 ألف مخطوط نادر ودوريات. مؤكداً ان إحراق المجمع متعمد وليس عفوياً حيث فقدت مصر أغلي ما تملك لأنه يحتوي علي تاريخ مصر والعالم. أكد أن الجندي الذي يقوم بتأمين المنشآت الحيوية يحق له قانوناً الدفاع عن نفسه وعن المنشأة.. متسائلا عن إمكانية ترك المنشآت المملوكة للدولة دون الحماية والدفاع عنها. مشيراً إلي وقوع العديد من الخسائر في صفوف الشرطة المدنية نتيجة استخدام القوة من جانب الآخر. أوضح انه كان هناك مخطط للوصول إلي وزارة الداخلية وإحراقها وإعادة سيناريو شارع محمد محمود. مؤكداً أنه لا يقبل مصري وطني بهذا التخريب المتعمد. رداً علي سؤال بشأن موقف القوات المسلحة من وسائل الإعلام التي تحاول إثارة الفتنة. قال اللواء عادل عمارة مساعد وزير الدفاع انه منذ قيام القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد التزمت بأنها لن تصادر علي الأفكار. وهي مستمرة علي هذا المنهج ولن نحاكم صاحب فكر. ومع ذلك فإن بعض وسائل الإعلام تقوم بإثارة الفتن ليس ضد المجلس الأعلي بل ضد الدولة بغرض إسقاطها. دعا الجهات المعنية بتفعيل الميثاق الصحفي والإعلامي. مناشدا كل من يستخدم قلمه في التحريض علي وطنه أو من نشروا الأكاذيب بأن يتقوا الله في وطنهم. عناصر التحريض رداً علي سؤال بعدم كشف القوات المسلحة عن المسئولين سواء داخليا أو خارجيا عن احداث الفوضي التي شهدتها البلاد. قال اللواء عمارة "نحن متوافقون تماما علي وجود عناصر تحرض ولا تريد الخير لهذا الوطن. ونحن نطالب جهات التحقيق بسرعة الإعلان عن هؤلاء المسئولين. ولكننا لا نستطيع أن نقول للنائب العام بأن يظهر ما لديه من نتائج قبل اكتمال كافة التحقيقات". وبشأن قدرة الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض علي ما تسمي بالأيدي الخفية. ان الأجهزة الأمنية لديها كل الصلاحيات كما تمارس الأجهزة القضائية عملها بحرية مطلقة وليس عليها رقيب. مؤكدا ان المجلس الأعلي لا يتدخل في أي شأن قضائي أو في عمل النائب العام. الأمن مسئولية الشعب أوضح انه منذ اندلاع الثورة حدث سقوط أمني كبير ولكننا نلاحظ بأن الأمن يتحسن ويعود وخاصة بعد حكومة د. كمال الجنزوري. إلا أنه أكد أن الأمن ليست مسئولية عناصره فقط ولكنها مسئولية الشعب. داعياً الجميع إلي مساعدة جهاز الشرطة علي عودته بقوته من جديد. كشف اللواء عمارة عن وصوله معلومات خلال انعقاد المؤتمر الصحفي بوجود مخطط لحرق مجلس الشعب. ثم أمر بإذاعة شريط فيديو يرصد أعمال الشغب التي دارت خلال اليومين الماضيين. قال اللواء "إنه لا يجب ألا يتصور أحد أن ضبط النفس من قوات الجيش هو ضعف ولكنه إدراك لمصالح الوطن العليا وأن المساس بأفراد الجيش ومنشآته ومعداته خط أحمر يجب ألا يظن مخطئ اننا لن نتصدي له بكل قوة.. وإلي هؤلاء الأبطال من ضباط وأفراد القوات المسلحة تحية إعزاز وتقدير وعرفان بالجميل عما تقدمون في سبيل الوطن سيذكره التاريخ فأنتم فخر الوطن وخير أجناد الأرض.. حمي الله مصر وشعبها وجنبها الفتن وظلت راياتك يا مصر مرفوعة شامخة في السماء أبد الدهر.