بدأت النيابة العامة بإشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء أمس. التحقيق في واقعة تفجير خط الغاز المؤدي لإسرائيل والأردن. حيث قام فريق من أعضاء النيابة بالانتقال إلي منطقة ابي طبل جنوب حي الزهور ومعاينة موقع التفجير. وقررت النيابة انتداب فريق من الأدلة الجنائية وخبراء المفرقعات لجمع الأشلاء الناتجة عن التفجير وإرسالها إلي المعامل لبيان نوع المادة المستخدمة في التفجير والطريقة التي تم بها. إضافة إلي انتداب لجنة من المهندسين والفنيين والخبراء من وزارة البترول وشركات الغاز لتحديد حجم الخسائر والتلفيات الناجمة عن تفجير خط الغاز. كما طالبت إدارة البحث الجنائي بعمل تحرياتها حول ظروف وملابسات الواقعة. كان ملثمون مسلحون قاموا. صباح أمس. بتفجير خط تصدير الغاز المتجه إلي الأردن وإسرائيل. بمنطقة الزهور غرب مدينة العريش أمس. للمرة العاشرة علي التوالي منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير. قالت مصادر أمنية وشهود عيان أن ثمانية من المسلحين الملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي قاموا بتفجير خط الغاز المؤدي إلي الأردن وإسرائيل بمنطقة أبي طبل غرب مدينة العريش بعشرة كيلو مترات. بوضع المتفجرات علي خط الغاز بنقطتين تبعد الواحدة عن الأخري مسافة 50 مترا بعد الحفر علي الخط لمسافة متر ونصف. أضافت المصادر أن الخط تعرض لإنفجارين متتاليين محدودين يفصل بينهما ثوان. ولم تندلع ألسنه النيران نظرا لعدم وجود غاز بالأنبوب منذ التفجير السابق الذي وقع في الثامن والعشرين من الشهر الماضي. لفتت المصادر أن المسلحين قاموا بكتابة رسالتين علي الرمال علي بعد 100 متر من مكان التفجير إحداهما تقول "لن نسمح بنهب وسرقة ثروات المسلمين" و الأخري تقول "يا مشير اتق الله وتب عن دعم اليهود بالغاز". فضلا عن إلقاء منشورين مطبوعين بموقع التفجير الأول تحت عنوان "تفجيرات الغاز...لماذا" وتوضح فيه خسائر مصر وأرباح إسرائيل جراء تصدير الغاز المصري للكيان. والثاني تحت عنوان "بيان جبهة علماء الأزهر ضد تصدير الغاز" أكدوا فيه أن تصدير الغاز لإسرائيل جريمة وخيانة يجب علي القائمين عليها التوبة الي الله. لفتت المصادر أن المسلحين استهدفوا هذه المرة الأنبوب للمرة الرابعة علي التوالي دون استهداف المحطات لوجود حراسة أمنية مشدده عليها وتزويدها بوسائل إنذار مبكر وكاميرات مراقبة. يذكر انه عاشر هجوم منذ فبراير الماضي يتعرض له هذا الخط الذي ينقل الغاز المصري إلي إسرائيل والأردن. كما تم إحباط عدد من محاولات الاعتداء عليه. وتصدر مصر 43% من الغاز الطبيعي المستهلك في إسرائيل أي 1.7 مليار متر مكعب سنويا . حيث أن 40% من الكهرباء تنتج بواسطة الغاز المصري. وبالإضافة إلي ذلك يغطي الغاز المصري 80% من حاجات الأردن في إنتاج الكهرباء أي 6,8 مليون متر مكعب يوميا من الغاز المستورد. وتستورد سوريا 35ر1 مليون متر مكعب من الغاز يوميا بشكل وسطي من مصر عبر خط الغاز العربي. وأن الكمية المستوردة من مصر تستخدم في تشغيل محطة "دير علي" لتوليد الطاقة الكهربائية التي تقع في جنوبدمشق. وشرعت الشركة المصرية للغازات الطبيعية "جاسكو" المشغلة للخط إلي الاستعانة بأبناء القبائل من بدو سيناء في حراسة الأنبوب والمحطات التابعة له. بعد موافقة وزارة البترول ومحافظة شمال سيناء.