* يسأل حسن طه الاسناوي من مدينة المقطم: تتزايد حوادث الطرق للرعونة في قيادة المركبات والاستهانة بقواعد المرور.. فهل من نصح من وجهة الشريعة الإسلامية لهؤلاء السائقين؟ ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: تشكل الحوادث بصفة عامة وحوادث الطرق بصفة خاصة هذه الأيام نسبة عالية من أسباب الموت والتعوق من هنا ظهر علم السلامة الذي يقوم علي تحليل أسباب الحوادث ودراسة الوقاية لأن كل حادثة نتيجة لأسباب يمكن تلافيها وقد وضع الإسلام القواعد الاساسية للوقاية من الحوادث قبل ان يظهر علم السلامة ويحصر في مجالات الصناعة وحوادث الطرق وحوادث المنازل لكن التوجيهات الإسلامية عامة فمن ذلك: قول الله عز وجل "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة" من سورة البقرة وقوله جل شأنه "ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما" سورة النساء وقوله سبحانه "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم".. النساء.. والإنسان العاقل مطالب بألا يكتفي بالموقف السلبي ويقنع بأنه لا يحدث الضرر للناس ولكن عليه ان يحمي المجتمع من أي ضرر محتمل فيكون بهذا ايجابياً قال تعالي: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا" سورة النور وروي أبوبكر رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ملعون من ضار مؤمناً أو مكرمه" اخرجه الترمذي وروي أنه صلي الله عليه وسلم قال: "ان الله تعالي يكره أذي المؤمن" اخرجه الترمذي وللطرق حقوق علي الإنسان منها كما جاء في الحديث النبوي الشريف "كف الأذي".. ان التسبب والمباشرة في جرح الإنسان أو قتله أو تدمير وتخريب ممتلكات الناس أو المرافق العامة بتحمل فاعلة الوزر والاثم يوم القيامة ولا يتكل أحد علي ان ذلك من الخطأ المعفو عنه لأن الخطأ المعفو عنه انما في حقوق الله عز وجل أما حقوق الناس فلا عفو بل علي الفاعل المسئولية الجنائية في الدنيا والمحاسبة يوم القيامة وان أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة من حقوق الناس "الدماء".. ان علي رواد الطرق من مارة وقائدي مركبات استشعار مسئولية حرمة الدماء لأنه من احياها فكأنما احيا الناس جميعاً ومن ادي إلي اتلافها فكأنما قتل الناس جميعاً.. "وان ربك بالمرصاد" و"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار". * يسأل صالح السيد سعفان من كفر الشيخ: كيف يتم عملية نزع الروح من الجسد؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: الموت لابد منه لكل مخلوق ولا يترك أحدا قال الله تعالي: "كل نفس ذائقة الموت" أما خروج الروح فتختلف حسب كل وعمله فمن الناس من يسهل عليه خروجها ومن الناس من يجد شدة وكرباً عند خروجها وقد بين النبي صلي الله عليه وسلم حال الإنسان فعن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا من القبر ولما يلحد "أي قبل ادخال الميت في اللحد وهو القبر" فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن علي رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً ثم قال ان العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال علي الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط "طيب" من حنوط الجنة حتي يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتي يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلي مغفرة من الله ورضوان قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فم السقاه يريد خروج روحه بسهولة كسهولة تقطير الماء من القربة وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزلت إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر "والمسوح اللباس الخشن الممقوت" ثم يجيء ملك حتي يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلي سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود "وهي حديدة ذات شعب يشوي بها اللحم" من الصوف المبلول فيأخذها فإذا اخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتي يجعلها في تلك المسوح.