دائماً ما تحمل صناديق اللحظات الأخيرة بالانتخابات مفاجآت غير متوقعة ومن هنا كانت صدمة سقوط الدكتور "حمدي حسن" القيادي الإخواني المعروف وعضو مجلس الشعب السابق بالدائرة الرابعة وزميله علي مقعد العمال "محمود محمد" والذي كان مكتسحاً في المرحلة الأولي وأنعكس الوضع في الاعادة ليفوز مرشحو السلف "عصام حسنين" "فئات" وحصل علي 168 ألفاً و870 صوتاً مقابل حصول حمدي حسن علي 147 ألفاً وحصل "عصام عمر محمود" "عمال / النور" علي 155 ألف و715 صوتا مقابل حصول المرشح العمالي لحزب الحرية والعدالة "محمود محمد" علي 154 ألف صوت. .. والحقيقة أنه لا حديث بالإسكندرية سوي عن نتائج الإعادة ومن المسبب في النجاح ومن المسبب في رسوب شخصيات معروفة مثل طارق طلعت مصطفي "مستقل / فئات" وعبدالمنعم الشحات "النور / فئات" بالدائرة الأولي والثانية ثم السقوط المروع "لحمدي حسن" وأصبح الجميع ينسب لنفسه الفضل في النجاح والفضل في اسقاط الجانب الآخر.. وكالعادة فإن النجاح له ألف أب والفشل يتحمل وزره صاحبه إلا أن المتابع لعملية الانتخابات في المرحلة الاولي وما أعقبها للاعادة نجد أن "طارق طلعت مصطفي" اسقطته حساباته الخاطئة وعبدالمنعم الشحات وحمدي حسن اسقطهما تصريحاتهما المستفزة. فالواقع أن بالرغم من دعم جماعة الإخوان المسلمين للمستشار "محمود الخضيري" إلا أن تواجد طارق طلعت مصطفي" وأسرته بالرمل وسيدي جابر الاقوي والاقدم ودعم حزب النور لطارق في الإعادة واضح بلا شك بالرغم من ضعف الحزب بالرمل وسيدي جابر وظهر ذلك جليا في نتائج المرشح العمالي لحزب النور "مصطفي المغني" علي الجانب الآخر فإن حملات شباب الثورة بالثغر ضد "طارق طلعت" لم تكن ذي جدوي لكونه من الفلول لكونهم كتلة تصويتية ضعيفة وظهر ذلك في الارقام الهزيلة التي حصل عليها حزب الاصلاح والتنمية والذي تصدر قائمته الدكتور "علي قاسم" عم خالد سعيد وضمت القائمة شباباً من الثورة.. وبالتالي فان نتيجة "طارق طلعت" المفاجئة للكثيرين خاصة للملايين التي أنفقها في الدعاية والحشد والطعام والشراب والمناديب يتحملها "طارق" نفسه لسوء تخطيطه "فطارق طلعت" دعم بمالا يقبل مجالا للشك قائمة حزب الوفد بدائرته في المرحلة الأولي ليحصل الوفد علي "73 ألف صوت" لا يستطيع الحصول عليها في أي مرحلة انتخابية سابقة أو لاحقة بدون دعم طارق طلعت لكتلته التصويتية المعروفة وانعدام شعبية قائمته وفي المقابل لم يستطع "حزب الوفد" دعم "طارق طلعت" وقيل في ذلك الوقت ان دعم طارق جاء بعد مقابلة خاصة بينه وبين محمد مصطفي شردي في زيارته الخاطفة للاسكندرية أسفرت عن دعم المرحلة الأولي ليحصل منها الوفد علي مقعد ويحصد "طارق" كراهية باقي القوائم التي تكتلت ضده بصورة كانت ملحوظة حتي أن باقي القوائم بما فيها الكتلة المصرية فضلت الانحياز لحزب الحرية والعدالة لأنه الأقوي الآن علي الساحة السياسية ونكاية في تصريحات عبدالمنعم الشحات ضد الاقباط.. ولم تكن هذه هي سقطة رجل الاعمال "طارق طلعت" الوحيدة بل انه ايضا عقد العديد من الاتفاقيات مع العمال في المرحلة الاولي ولم يعط لاحد منهم فانقبلوا عليه وأصبح دعمهم له لا يخرج عن حدود النية دون الفعل.. أما عملية الفرز وممارسة تجمعات الإخوان خارج قاعة الفرز من غناء وأناشيد وحشد ممنوع من الارهاب العددي فهي عادة اخوانية تمارس في جميع الانتخابات ولا يتفوق عليها سوي حزب النور لكتلته العددية وقدرته علي الحشد. سقطات الشحات *** أما القيادي السلفي والمتحدث باسم الجماعة السلفية "عبدالمنعم الشحات" "فئات / المنتزه" فمن حق جماعة الإخوان المسلمين ان ترسل له خطاب شكر لأن "لسانه" قد اسقطه والغرور قتله.. فتصريحات "عبدالمنعم الشحات" اتسمت بالتعصب القاتل فنال سخط الاقباط والمسلمين معا وظهر ذلك في الفارق الرهيب في الأصوات بينه وبين مرشحي الإخوان في المرحلة الاولي والإعادة.. فقد هاجم المرشح السلفي في لقاءاته الجماهيرية عمل المرأة وطالب بعودتها للمنزل مقابل دفع اعانة لها و"الاقباط" بصور متعددة لا داعي لذكرها كما هاجم السياحة والآثار..انتشرت اشاعة انه يسعي لهدم أبو الهول والاهرامات وأكد أن السياحة في مصر ستقتصر علي السياحة العلاجية بالرغم من ان مصر غير متميزة في هذا المجال والبيئية ومصر تعاني من التلوث وهكذا.. كما هاجم قبل الاعادة الروائي المعروف "نجيب محفوظ" والديمقراطية والاطرف حقا هو اطلاقه علي ميدان "فيكتور عمانويل" بسموحة اسم "ميدان الكفار" لكونه يحتوي علي تماثيل اغريقية. ** وقد أكد "بسام الزرقا" أمين حزب النور بالإسكندرية ان أنصار عبدالمنعم الشحات اطمأنوا علي أن التصويت سيكون بين السلف والاخوان فلا فرق كبير واعتمدوا علي شهرة "الشحات" وان النجاح مضمون له فكانت تحركاتهم بطيئة في ظل تحرك سريع من خصومه كما أن التركيز الاعلامي علي الشحات مستهدف ايضا وأثر عليه بالسلب خاصة وان خصومه تكتلوا ضد من يرونه لا يعبر عن مصالحهم. هكذا فإننا نري أن "عبدالمنعم الشحات" لم يخطط جيدا لمعركته والا انتبه لتصريحاته المستفزة والاهم ان الاسبوع الذي سبق الانتخابات ترك معركته لينضم إلي معتصمي التحرير كدور سلفي في الاعتصام أثر بدوره علي تواجده بانتخاباته خاصة أن ثوار التحرير لا يملكون اصواتا بالاسكندرية وثوار الاسكندرية لا يدعمون "الشحات" ولعل الأغرب حقا هو أن "الشحات" كان وراء تكتل الاقباط خلف حزب "الحرية والعدالة" فأثر سلبا حتي علي زميله علي مقعد العمال بالمنتزه الذي سقط معه. حمدي حسن ورأس برأس *** وأخيراًَ كانت المفاجأة بسقوط حمدي حسن القيادي الإخواني بغرب الاسكندرية والطريف أن اعضاء الحزب الوطني بغرب الاسكندرية يرددون انهم أسقطوا مرشح الإخوان مقابل اسقاطهم للنائب الوطني السابق "طارق طلعت" فأصبحت المسألة "رأس" "برأس" ولكن الحقيقة الفعلية هي أن الدكتور "حمدي حسن" لم يتمكن من ترك انطباع طيب لدي ابناء دائرته حينما كان نائبا للدائرة في "2005" بالاضافة إلي أنه بالفعل وبما لا يقبل مجالا للشك شهد تكتلاًَ ضده ولصالح مرشحي السلف من القيادات الطبيعية ورجال الاعمال بمينا البصل واللبان وشيوخ القبائل بالعامرية بعد أن وصف اعضاء الحزب الوطني انهم احفاد "يأجوج ومأجوج" وهو ما أثر سلبا عليه.. وللأسف علي المرشح العمالي معه "محمود محمد" الذي كان مكتسحا في المرحلة الأولي وفي المقابل فإن التيار السلفي بغرب الاسكندرية يلقي قبولا كبيرا وعلاقات طيبة حتي مع الفلول الذين خرجوا في الإعادة لدعم مرشحي السلف بكثافة خاصة "الصعايدة" بمنطقة مينا البصل اصحاب الكتلة التصويتية الكبيرة.