مفاجآت بالجملة شهدتها مرحلة الإعادة بالإسكندرية علي المقاعد الفردية بدوائر الإسكندرية الأربع لعل أهمها انخفاض نسبة الإقبال لتتراوح ما بين 15% و 20% مما دعي الإخوان والسلف علي حد سواء إلي استخدام الميكروفونات بالشوارع لدعوة الناخبين للنزول بالإضافة إلي قيام الإخوان باستخدام سياسة طرق الأبواب لدعوة الناخبين للنزول للانتخاب.. أما المفاجأة الثانية فهي تكمن في الصراع العنيف والمعلن بين طارق طلعت مصطفي المرشح المستقل والمستشار محمود الخضيري علي مقعد الفئات بالدائرة الثانية حيث ظهرت دعاية "للخضيري" لأول مرة تحمل "صوره" باللون الأحمر بدلا من دعاية الإخوان الصفراء ولم يظهر معه المرشح العمالي الإخواني محمد سيد أحمد معه أسوة بدعاية الإخوان وحملت دعاية "الخضيري" شعارا جديدا وهو "للحق رجال تحميه". علي الجانب الآخر أكد الخضيري أثناء إدلائه بصوته بمركز شباب سموحة علي انه مستقل ولكنه يلقي دعم الإخوان والسلف و25 يناير والائتلافات وحملة البرادعي بالرغم من ان دعاية الخضيري كانت مشتركة مع الإخوان خلال المرحلة الأولي. علي الجانب الآخر كثفت المراكز الحقوقية من تقاريرها ضد طارق طلعت مصطفي لدرجة وصلت إلي تجاهل باقي الدوائر الانتخابية ومنها ان "طارق" قد دفع "50 جنيها" لكل "توك توك" بمنطقة العوايد لنقل مؤيديه للصناديق الانتخابية والدعاية له والنقل الجماعي بميكروباص وأتوبيسات لموظفي شركاته وتوزيع تي شيرتات علي اللجان كهدايا.. والأطرف هي توزيعه "200 جنيه" وكيلو لحمة بمكتبه بسوق خضر وفاكهة بكيلوباترا. ولعل الأهم هو ظهور طارق طلعت بنفسه في تحركات مكثفة له لم تشهدها انتخاباته السابقة خاصة ان طارق لم يشاهده أحد طوال أيام الانتخابات وتشير المؤشرات الأولية إلي سيطرته علي أصوات اليوم الأول لخطته المحكمة في التحرك. من ناحية أخري شبت مشاجرة بين اتباع طارق طلعت وآخرين بمدرسة محمد كريم بسموحة وتدخلت الشرطة العسكرية لفضها وذلك بسبب توزيع الدعاية لطارق أمام اللجان. كما قام مندوبو طارق بضبط سيدة تدعي "ألطاف.ع" مقيمة بعزبة سعد تمنح الناخبين "50 جنيها" نظير قيامهم بالتصويت لطارق طلعت وتم تحرير محضر 147 إداري الرمل ضدها بعد ضبطها أمام مدرسة عباس العقاد واتهم مندوبو طارق حزب الحرية والعدالة بالقيام بهذه اللعبة العلنية للإساءة لمرشحهم. وبالدائرة الرابعة "غرب الإسكندرية" كانت المشاجرات كلامية بين الشيخ سعيد الروبي القيادي السلفي أمام أحد اللجان بمينا البصل وبين اتباع الحرية والعدالة. وقام بعض اتباع حزب النور بتمزيق دعاية الحرية والعدالة بغرب ووضع دعايتهم بدلا منها. كما شهدت مدرسة الورديان مشاجرات بمينا البصل بين مناديب "النور" والحرية والعدالة حول توزيع الدعاية الانتخابية والمعروف ان الإعادة بالدائرة بين حمدي حسن "فئات - إخوان" وعصام حسنين "فئات - سلف" وبين محمود محمد "عمال - إخوان" وعصام عمر "عمال - سلف". وظهر في يوم الإعادة منشورات كثيفة لحزب النور يرد فيها علي ادعاءات حزب الحرية والعدالة دون ذكر اسمه حيث صدر منشور بصورة الشيخ محمد حسان يدعو الناخبين لاختيار مرشحي حزب النور وثلاثة منشورات أخري تؤكد في مضمونها أن سياسة المعارضة والكر والفر وخداع الناس هناك من هم أكثر خبرة من السلفيين ولكن السياسة القادمة هي سياسة القرآن والسنة وأكد البيان ان السلف عشان ملهمش في السياسة فقد بدأ حزب النور في تأسيس بنك النور الإسلامي ومدرسة علي مساحة 8 أفدنة بخبرة يابانية بالإضافة إلي دورهم في تهدئة الأوضاع الداخلية ومحاربة الغلاء وطالبوا بالمقارنة مع أداء من يدعون فهمهم بالسياسة. وشهدت لجان الإسكندرية بوجه العموم كثافة تواجد من السيدات المنتقبات سواء للإدلاء بأصواتهن أو الدعاية علي عكس المعتاد. وبلجنة عمر الفاروق بمحرم بك بالدائرة الثالثة تم ضبط شاب بحوزته بطاقة دوارة يقوم بوضعها بالصندوق واعترف بحصوله عليها من اللجنة رقم عشرين بنفس الدائرة وتمت إحالته لقسم محرم بك وبحوزتهم الصندوق الانتخابي بالكامل في حماية الجيش والمحرض علي عملية التزوير. وبوجه العموم فإن المخالفات الدعائية للتيارين الإسلاميين مازالت موجودة من خلال أكشاك الدعاية باللاب توب أيضا.. ويبقي اليوم الأخير للإعادة هو الفيصل في حشد التيارين لاتباعهما بعد ان تبين ان مؤيدي مرشحي المرحلة الأولي خاصة بدائرة غرب الإسكندرية لن يشاركوا في التصويت وإذا لم تتمكن الجماعة السلفية في إيجاد طريقة للصلح مع قبائل غرب التي شهدت رسوب العديد من أبنائها من مرشحي العمال بالدائرة الأولي وحملوا "السلف" المسئولية لخروجهم للتصويت فإن النجاح بالدائرة سيكون لصالح الإخوان. وتبقي الدائرة الأولي "المنتزه" وهي تشهد صراعا عنيفا بين السلف والإخوان وخاصة بين عبدالمنعم الشحات "فئات - سلف" وحسن دويدار "إخوان" ويحاول مصطفي محمد مرشح الإخوان العمالي إفادة زميله الفئات بأصواته الكبيرة التي حصل عليها في المرحلة الأولي إلا ان ضعف الإقبال الجماهيري يحول دون التوقع لمن الغلبة في المعركة بين التيارين.