واضح أننا مقبلون علي موجة جديدة من ارتفاع الأسعار في الحاصلات الزراعية وبالتالي السلع المنتجة منها.. فقد شهد السكر ارتفاعا عالميا منذ أيام وقبله حدث نفس الأمر بالنسبة للقمح عندما تعرض المحصول الروسي لكارثة بيئية ترتب علي أثرها حظر تصديره إلي الدول الأخري. وزارة الزراعة الأمريكية حذرت في تقرير حديث لها من عودة موجة ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية التي عاني منها العالم عامي 2007 و2008 وكشفت منظمة التغذية والزراعة العالمية بأنه سيكون هناك انخفاض في حجم وكمية المحاصيل وبالطبع سيترتب علي ذلك ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب ونقص المعروض. من هنا نعيد ونكرر أن اليد التي تنتج خير ألف مرة من اليد التي تعتمد علي الاستيراد لأننا لا نضمن مخاطره وماذا تخبيء الأيام.. ولذلك تعجبت كثيرا كيف نتحدث عن زيادة المساحات المنزرعة قمحا والفلاح لا يجد التقاوي التي نزرعها.. رغم اننا نسمع ليل نهار تصريحات عنترية عن استنباط سلالات عالية الجودة تزيد الانتاج كما ونوعا. أين كانت وزارة الزراعة؟ وأين كانت مراكز البحوث التابعة لها؟.. ولماذا لم يتم الاعداد سلفا؟ وكيف لم يتم توفير التقاوي بالكميات التي نحتاج اليها؟! للأسف هناك البعض ممن يؤمنون بالقول الدارج "شراء العبد ولا تربيته" بمعني اننا بدلا من تعب الزراعة والفلاحة لتوفير الغذاء اللازم ل 80 مليون فرد فإننا يمكن ان نلبي الاحتياجات بالاستيراد وهؤلاء بالطبع لا يضعون في الحسبان أن الاستيراد يحتاج إلي عملات أجنبية وان الامكانات المتوافرة منها محدودة.. واننا بلد زراعي في المقام الأول ولابد ان نعتمد علي أنفسنا. كما أن تقلبات السوق غير مضمونة طبقا لما كشفته التقارير العالمية.. وما يؤكده الواقع في سنوات سابقة. يا سادة.. ان الذي لا يملك غذاءه لا يملك حريته.. ويجب ان ننتج الذي نحتاج اليه وبوفرة ونحقق فائضا للتصدير ينعش السوق والميزانية العامة لتحقيق الرفاهية للفلاح المصري الذي يئن ويتوجع في الريف نتيجة نقص التقاوي والأسمدة وعدم وصول مياه الري وبالتالي بوار آلاف الأفدنة ورغم ذلك هناك من يضع يده في الماء البارد.. معقول؟!