رفضت القوي السياسية ما حدث في نتائج المرحلة الأولي من سيطرة التصويت الطائفي علي الانتخابات البرلمانية ووصفوه بأنه يعتبر سيناريو منظما لإشاعة الفوضي وظهور حالة من التخبط سيطرت علي الشارع المصري فبعد أن كانت الانتخابات تتم بين تيارات متعددة إسلامية وليبرالية وعلمانية وحزبية سيتم اختزال كافة هذه التيارات في صراع إسلامي مسيحي لأن بعض الناخبين يسعون دائما لارضاء رغباتهم دون النظر إلي مصالح الشعب. د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أكد أن ما حدث نكسة لعملية الاستحقاق الانتخابي التي أفقدت الكثير الآمال والطموحات التي وضعت للعملية الانتخابية ولكن لم تضع حماية وإطار يحفظ لكل التيارات السياسية والحزبية عدم التمييز والتعامل علي أساس عقيدة أو دين لتفتيت الأصوات وهو أبرز ما ظهر في المشهد الانتخابي. يشير إلي أن التيارات الإسلامية وضعت نفسها في مكانة التقييم والتقدير لأصوات الناخبين فكان هناك بعض المرشحين يلوح بشعارات إسلامية ثم حظر التعامل معها وذلك لتشويه منافسه بشكل عنصري وشديد الطائفية وهو ما حول الصراع الانتخابي في بعض الدوائر وللأسف كثيرة إلي حرب بين الإسلاميين والليبراليين الذي نعتها السلفيون ب "الصليبيين". ويحذر د. رفعت السعيد من كون ذلك خرقا وتشويها للعملية الانتخابية التي كنا نرجو أن تكون مثالية وتفتح لنا أبواب الديمقراطية والمجئ ببرلمان يمثل كل قوي وتيارات الشعب المصري ولا يميز بين مسلم ومسيحي وهو ما اختارته الأحزاب الدينية. د. نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان قال إن استخدام الشعارات الدينية والطائفية أفسد المنظومة الانتخابية ودفع بنا لعدم التفاؤل حول المسيرة الديمقراطية التي كنا نعول عليها طموحات للسوق تنقل المجتمع المصري إلي مناخ ديمقراطي ومن ثم لدولة مدنية ولكن الآن عقب نتائج المرحلة الأولي أصبحت بداخلنا شكوك حول ملامح الدولة المدنية بعد إعلان نتيجة المرحلة الأولي والتي إذا وضعنا لها عنوانا سيكون "الشعار الطائفي يكتسح ويفوز". يقول إن ما تردد من كون الكنيسة كانت تدعم وتدعو الناخبين المسيحيين لاختيار مرشح قبطي هذا كلام لا أستطيع تأكيده ولا أن أنفيه بالقطع ولكن أؤكد أنه إذا ثبت ذلك سوف يكون مجال تحقيق ومساءلة من الكنيسة وهو أمر يقره البابا شنودة. يستطرد أن البابا شنودة عندما سئل من قبل البعض لمن نعطي أصواتنا في الانتخابات قالها صراحة اعطي صوتك للمرشح المعتدل والقادر علي التعبير عنك وتمثيلك في البرلمان.. وهو يعكس كل ما نريد أن نقول إننا مصريون لا نريد أن نري بعضنا بشكل طائفي وعنصري فالدين لله والوطن للجميع. التصويت الطائفي كان السمة الأكثر شيوعا في المرحلة الأولي وأستطيع أن أصفها ب "سقطة".. كان هذا أول ما تحدث عنه.. عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط وأحد أبرز الوجوه التي فازت بالمرحلة الأولي بمقاعد في مجلس الشعب القادم. أكد أن ما حدث تجاوز خطير يضرب الديمقراطية وحرية التعبير في مقتل ويشكل خطرا داهما علي الدولة المدنية وجاءت المرحلة الأولي أشبه بالحرب الطائفية الفاشية التي أعتبرها انها شوهت العملية الانتخابية خاصة بعد أن وضعت القوي السياسية الإسلامية المتعصبة نفسها في حرج كبير بوضعها لافتات واستخدام شعارات عليها تدين وتسب وتسفه من مرشحين أقباط ومن تيارات ليبرالية ونتهم بعبارات مشينة وهو ما يضعنا في أزمة أمام الوصول لدولة مدنية تحترم كل الأعراف والطوائف. قال: لقد صدمت ولم أشعر بسعادة لنجاحي الانتخابي لأن ما حدث أصابنا بصدمة قوية ووضعنا في مواجهة خطر داهم لذلك يجب أن تضع اللجنة العليا للانتخابات ضوابط ومعايير تلتزم بها كل الأحزاب والقوي السياسية . الدكتورة أميرة الشنواني خبيرة الشئون السياسية والبرلمانية وعضو مجلس إدارة المجلس المصري للشئون الخارجية تقول: إن نتائج المرحلة الأولي للانتخابات قد أسفرت عن فوز كبير للجماعات الإسلامية علي الرغم من الشفافية ونزاهة العملية الانتخابية إلا أن الكثير من الناخبين قد أعطوا أصواتهم للإخوان المسلمين والسلفيين لأنهم يريدون التيارات الإسلامية المتشددة وذلك علي الرغم من أن الناخب يجب عليه أن ينتخب الأصلح من الناحية السياسية والذي يتمتع بقدر كبير من العلم والمعرفة ولكن يتمكن من تنفيذ برنامجه الانتخابي لصالح أبناء دائرته وأيضاً في مجال المهام البرلمانية سواء التشريع أو الرقابة علي الحكومة. تضيف انه كان يجب علي الناخب ألا ينظر إلي الدين لأن الدين الإسلامي يدعو المسلم أن ينتخب الأصلح للمجتمع بصرف النظر عن ديانته. تؤكد د. الشنواني أن الانتخاب وفقاً للدين يخلق التعصب والإسلام برئ منه ويؤدي إلي الفتنة الطائفية وهذا يضر بالمجتمع. وهنا يأتي دور الإعلام الهام في توعية المواطنين عن طريق استضافة العديد من أبناء الدين الإسلامي الذين يوضحون هذه الأمور الهامة للناخبين قبل المرحلتين التاليتين للانتخابات. يقول جورج إسحق سياسي قبطي أعتقد أن ما حدث في نتائج المرحلة الأولي هو سيناريو منظم لإشاعة الفوضي في الشارع المصري ودخولها نفق الفتنة الطائفية فبعد أن كانت الانتخابات بين تيارات متعددة إسلامية وليبرالية وعلمانية وتيارات حزبية سيتم اختزال كافة هذه التيارات في صراع إسلامي مسيحي حول الانتخابات فالكل يسعي ليرضي رغباته ويحقق مصالحه والخاسر الأكبر هو الشارع المصري. دكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة: من الضروري أن نؤكد علي أن للناخب الحرية في اتخاذ القرار التصويتي الذي يتوافق مع وعيه ومصلحته واهتماماته ولا يمكن أبداًً لأي شخص أو قيادة أن يفرض رأيا معينا علي أي ناخب وإذا كان هناك تعاظم في اتجاه التصويت نحو المرشحين الذين لهم انتماءات دينية معينة فهذه إرادة الناخبين ويجب علينا أن نمتثل لما يطلبه جموع الناخبين عن قرارات فإذا كانت هناك أخطاء في المرحلة الأولي في الانتخابات حدثت بالفعل فلا أحد يمكن أن يفرض علينا اتجاها تصويتيا معينا أو ينتقد نيته لاتجاه تصويتي آخر وبالتالي إذا كان الاتجاه التصويتي يميل إلي بعض الاتجاهات أو المضامين الدينية سواء مسيحي أو مسلم. فعلينا أن نكشف مدي صحته أو خطئه. أضاف اننا في جميع الأحيان علينا أن نؤكد علي تعاظم درجة المشاركة في المرحلة الأولي التي وصل التصويت بها إلي 62% وأعتقد أنها ستتحقق في المرحلتين الثانية والثالثة في نفس الاتجاه فهي ميزة كبيرة أن تزداد درجة المشاركة في هذه الانتخابات بهذا الشكل وبالتالي يجب علي جميع المصريين أن يخرجوا للتصويت في المرحلتين القادمتين أو في الانتخابات القادمة وعلينا أن نتعلم من هذه الدروس في كافة النواحي المختلفة بالانتخابات قانونيا أو إعلامياً أو دعائيا أو تشريعياً.