جولة الإعادة للمرحلة الأولي والتي يتنافس فيها حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسي لجماعة الإخوان, مع حزب النور السلفي علي نحو57% من مقاعد الفردي تلك الجولة, يؤكد صعود التيار الديني بقوة وحيازته أصوات الناخبين بالمحافظات, مع السيطرة شبه الكاملة علي ترتيب القوائم بنسب تصويتية كبيرة, وهو أمر ليس غريبا, لأنهم الوحيدون الذين جنوا ثمار ثورة يناير. وقيل أن تبدأ المرحلتان المقبلتان, فان علي الإخوان والسلفيين, طمأنة الشعب المصري, بأنهم, وألا يفتعلوا صداما مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة, خاصة فيما يتعلملتزمون بالمواطنةق بمسألة تشكيل الحكومة والتي هي من صلاحيات رئيس المجلس الأعلي, طبقا للإعلان الدستوري, ويعطوا رسائل للداخل والخارج, بأن مصر ستظل دولة مدنية, حتي في حالة سيطرة التيار الإسلامي علي غالبية البرلمان ومشاركته بعدد كبير من ممثليه في الحكومة, والتي ستشكل عقب الانتخابات. هناك هواجس كثيرة بسبب حالة الاستقطاب التي جرت في الجولة الأولي سواء لأقصي اليمين أو, وكلها إعتمدت علي ما سمي التصويت الطائفي. والذي لم يكن له أي مبرر, فالمصريون خرجوا بالملايين وظلوا ساعات طويلة أمام اللجان لكي يمارسوا حقهم الدستوري, وكان هدفهم التصويت للأفضل بين المرشحين الذين مثلوا جميع التيارات والأحزاب والائتلافات, فالجميع يبحث عن برلمان متوازن لا تكون فيه الغلبة لأي تيار, لكن مع انتهاء المرحلة الأولي بعد غد, سيحصد الإخوان والسلفيون07% من مقاعد تلك المرحلة, وباقي النسبة ستوزع بين الكتلة المصرية وأحزاب الوسط والمستقلين, وإن كانت الكتلة ستحصل علي نسبة لا تقل عن02% من مقاعد هذه المرحلة, والتصويت بالفعل سواء للإخوان أوالسلفيين أوالكتلة, هي أصوات حقيقية وليست مزورة, فالشعب هنا هو الذي يختار ويحدد شكل برلمانه المقبل. الخاسر الأكبر كان حزب الوفد ومعظم الأحزاب المنبثقة عن الثورة أو التي خرجت من رحم الحزب الوطني المنحل, فوجودها لم يكن مؤثرا, وإن كان من المكن أن يختلف الأمر في المرحلتين المقبلتين للعصبيات والقبائل في الصعيد علي وجه الخصوص. لم يستطع حزب الوفد الوصول للناخبين أو القدرة علي الاقناع لكي يصوتوا لصالحه, وربما أثرت الدعايات السلبية من المتنافسين علي مرشحي الوفد, ممن تعرضوا لحملات ضارية في عدة محافظات وتوزيع منشورات وحتي اللجوء للفيس بوك لتشويه هذا المرشح أو ذاك كانت هناك آمال منعقدة علي قدرة الوفد تجاوز المراحل الصعبة التي مر بها في جميع الانتخابات, وربما أثر عليه الارتباك في مواقفه, ويستطيع الوفد باعادة حساباته في المرحلتين القادمتين وتكثيف الدعاية لمرشحيه ومساندتهم بقوة أن يتجاوز محنة المرحلة الأولي, فهذا الحزب يجب ألا يسقط لأنه النموذج الليبرالي الذي يحبه المصريون. وليس عيبا التنسيق مع أي قوي مؤثرة في الدوائر بهدف دعم مرشحيه, مثلما فعل غيره والذين إستخدموا كل الطرق المشروعة وغيرها. للتأثير علي الناخبين, ويجب علي اللجنة العليا للانتخابات, التدخل والتحقيق في الشكاوي التي قدمت إليها عن المخالفات التي رصدتها المنظمات الحقوقية والأحزاب وهو أمر يتطلب الشفافية, فلا يصح التجاوز عن المخالفات الواضحة وعدم الكيل بمكيالين, فالجميع أمام القانون سواء. يحسب للإخوان والسلفيين قدرتهم علي التنظيم والحشد لكن التجاوزات التي حدثت سواء من هذه التيارات أو الكتلة المصرية بإقامة خيام أمام بعض اللجان للدعاية الانتخابية يوم التصويت واستغلال وسائل الإعلام المملوكة بقيادات تلك الأحزاب ألا يتم في الجولات القادمة مع الكف عن هذه النوعيةمن الخطابات والتي يمكن أن تفرق بين المسلم والمسيحي, فكلنا مصريون, والمشوار لايزال طويلا ويتبقي أن توقف الاتهامات والتخوين بين الأحزاب جمعيها. المزيد من مقالات أحمد موسي