واصلت عواصم وصحف العالم اهتمامها بالمرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية التي جرت في 9 محافظات .. أفردت الصحف مساحات كبيرة لمجريات وأحداث انتخابات الشعب. هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشعب المصري لتصميمه علي تحقيق التغيير الديمقراطي في بلدهم وعلي مساهمتهم في التحول الديمقراطي عموماً في أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط كما أثني بان كي مون علي المصريين والسلطات في مصر علي هذه المشاركة الحماسية في المرحلة الأولي من العملية الانتخابية وعلي الطريقة الهادئة والمنظمة لعملية الاقتراع التي جرت حتي الآن. قال الأمين العام في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه إنه يتابع باهتمام كبير المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر مشيراً إلي أن "العملية الانتخابية ستستمر لأسابيع وشهور مقبلة وهي بمثابة خطوة هامة نحو إقامة حكم مدني". في واشنطن أعرب مسئولون أمريكيون أن الأنباء المبكرة بشأن الانتخابات المصرية "إيجابية إلي حد بعيد" .. مستبعدين أي قلق لدي البيت الأبيض حول استحواذ الإسلاميين علي سدة الحكم .. معلنين ان ما يهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو العملية الديمقراطية والالتزام بالمباديء الديمقراطية وليس الأحزاب التي تطبقها. أوضحوا انه ليس من العدل افتراض أن أي طرف لديه انتماء ديني لا يمكنه التمسك بالمباديء الديمقراطية وأن الأمر ببساطة ليس كذلك .. ولم تؤكده الحقائق والوقائع .. معربين انه يجب قبل ان نحكم علي تصرف حكومة أو برلمان إقليمي يتشكل من خلال الانتخابات ان نترك الأمور تأخذ مجراها ونواصل متابعة ما تؤول إليه الأمور ثم نحكم علي النتيجة من خلال أفعال من يتولون الأمور. نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً عن الانتخابات في مصر تحت عنوان "في مفاجأة .. الهدوء يخيم علي الانتخابات المصرية". قالت الصحيفة إن أعداداً غير مسبوقة تحدت التوقعات بوقوع أعمال عنف وفوضي من أجل الإدلاء بأصواتهم. أضافت الصحيفة ان النجاح الواضح لليوم الأول والثاني من الانتخابات فاجأ الناخبين أنفسهم كما ان مشاركة أعداد كبيرة من الناخبين علي الرغم من وقوع بعض التأخيرات أو الانتهاكات المحدودة زاد من التوقعات بأنه عندما تنتهي المرحلة الأخيرة من التصويت في مارس المقبل قد تسفر العملية عن أول برلمان ممثل للشعب علي نطاق واسع منذ أكثر من ستة عقود. تناولت صحيفة "لوس انجليس تايمز" الأمريكية الانتخابات تحت عنوان "الناخبون يتحملون الطوابير الطويلة في مراكز الاقتراع". قالت الصحيفة إن التأخيرات التي شهدتها بعض مراكز الاقتراع قوبلت بإصرار من جانب المصريين الذين علي الرغم من المظاهرات التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة والغموض الذي يحيط بمصير مصر استعادوا الروح التي دفعتهم للقيام بثورتهم التاريخية منذ عشرة أشهر. أضافت الصحيفة ان هناك شعوراً بالتغيير بين الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة لا يتحدثون عن السياسة بقدر تذكرهم وافتخارهم أيام الشتاء الماضي عندما تمكنوا من الإطاحة بنظام مبارك. في باريس أشادت فرنسا بحسن سير عملية الانتخابات البرلمانية مشيرة إلي أنها تتابع ب "ارتياح" هذه العملية. قال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي بمقر الخارجية إن بلاده ترحب بإجراء الانتخابات التشريعية في مصر في مواعيدها المحددة .. مضيفاً ان هذه الانتخابات تعد "الخطوة الأولي لتسليم الحكم إلي سلطات مدنية منتخبة". أشار فاليرو إلي تدفق أعداد كبيرة من الناخبين المصريين علي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي جرت في "هدوء" .. موضحاً ان الانطباعات عن هذه العملية تدعم قناعة باريس ب "ان الانتخابات الحرة والشفافة تعد أفضل وسيلة لضمان اكتمال الانتقال الديمقراطي بنجاح". قد أشادت وسائل الإعلام الفرنسية بالانتخابات كذلك أشادت وسائل الإعلام الفرنسية بالإقبال الكبير من المواطنين علي الإدلاء بأصواتهم من مختلف الفئات والأعمار علي عملية التصويت في ماراثون الانتخابات التشريعية الذي ينتهي في يناير القادم. أشار إلي غياب "المشاكل الأمنية" في ظل تدفق هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين خاصة من النساء علي المشاركة في العملية السياسية التي انطلقت وهي المرة الأولي بعد ثورة 25 يناير. في السياق ذاته أعربت وسائل الإعلام البريطانية ان ما تشهده العملية الانتخابية في مصر يدل علي وجود لمحة حقيقية في ممارسة الديمقراطية حيث ان الإقبال الكبير في ظل وجود الصفوف الطويلة خارج مراكز الاقتراع والوقوف في صبر وحماسة دليل علي الإرادة المصرية في التغيير. أشارت إلي الجهود الأمنية التي تم بذلها لعدم ممارسة التخويف ضد الناخبين الذين جاءوا لاختيار مرشحيهم ولم يكن هناك تزوير مثلما كان يحدث في السابق. كما ركزت بعض وسائل الإعلام علي المكاسب الاقتصادية التي شهدتها البورصة المصرية من الشكل الذي صارت عليه الانتخابات البرلمانية .. حيث سجلت البورصة المصرية مكاسب قياسية علي صعيد مؤشراتها الرئيسية والثانوية ورأسمالها السوقي وسط تفاؤل جموع المستثمرين بالسوق بالأجواء التي سادت الانتخابات البرلمانية في مرحلتها الأولي والتي فاقت إيجابياتها التوقعات. أضافت ان المكاسب الكبيرة التي سجلتها سوق الأسهم المصرية خلال التعاملات بمثابة رد فعل طبيعي لسلامة الانتخابات البرلمانية واطمئنان المستثمرين لمستقبل مصر السياسي والاقتصادي. كذلك أشاد الإعلام الأفريقي ولاسيما الإعلام السوداني بحرص المواطن المصري للإدلاء بصوته في الانتخابات موضحاً ان ذلك يعكس عودة ثقة المواطنين في شفافية ونزاهة العملية الانتخابية وان من يطلق عليهم "الأغلبية الصامتة" عادوا للمشاركة في العملية السياسية بإيجابية. أشار إلي ان نسبة الشباب من الجنسين كانت هي الأكبر في الصفوف الطويلة التي امتدت لعشرات الأمتار أمام مراكز الاقتراع. في الهند أشادت صحيفة "ذا هندو" بنجاح تنظيم المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية وأكدت ان الإقبال الكبير من جانب الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة تعد علامة بارزة علي التقدم المحرز في عملية الانتقال إلي الديمقراطية الحقيقية التي أحدثتها الثورة الشعبية. قالت الصحيفة إن الناخبين تجاهلوا دعوة قلة من المعتصمين بميدان التحرير من أجل دعم المشاركة في الانتخابات البرلمانية وانطلقوا في الصباح الباكر إلي اللجان الانتخابية وانتظموا في صفوف وصلت في بعض اللجان لمسافة 3 كيلومترات. في بكين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين تعرب عن أملها في ان تجري الانتخابات البرلمانية المصرية بشكل سلس. قال هونج إن الانتخابات البرلمانية خطوة مهمة في العملية السياسية بمصر وتساعد علي استقرار الدولة ووحدة المجتمع بالإضافة إلي الانتقال السلس للسلطة. يذكر ان وسائل الإعلام الصينية كانت قد أفردت في صدر صفحاتها توجه الناخبين المصريين إلي مراكز الاقتراع خلال المرحلة الأولي من الانتخابات التشريعية وأشادت بعض تعليقات المحللين الصينيين بالشعب المصري الذي ضرب مثلاً للعالم في حرصه علي الديمقراطية بأسلوب حضاري مشرف وتتوالي الإشادات بتجربة الانتخابات.