احتفلت وزارة الأوقاف الليلة الماضية بالعام الهجري الجديد بحضور محافظ القاهرة عبدالقوي خليفة نائبا عن المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وفضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وذلك في مسجد "الرحمن الرحيم" بشارع صلاح سالم. طالب الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر المصريين جميعا بتوحيد كلمتهم والاستماع إلي نداء الأزهر ليكونوا علي كلمة واحدة ونسيان المصالح الضيقة والشخصية والاهتمام بمصالح الوطن وتحقيق الأهداف المشروعة لثورة 25 يناير. أشار في كلمته بالاحتفال إلي أهمية العمل وتحصيل العلم من أجل بناء الأمم واستنهاض همم الشباب لإعادة بناء مصر.. مبينا أن الحضارات لا تبني بالحماس فقط ولكن بالعلم والعمل. أكد د. الشافعي علي دور الأزهر الوطني الذي لم يتراجع عن مواقفه الوطنية منذ أحمد عرابي وسعد زغلول اللذين كانا من أبناء الأزهر.. مطالبا الجميع بالتمسك بوحدة الهدف والبعد عن الخلاف. أشار إلي أن احتفال مصر اليوم بالعام الهجري الجديد يأتي كأول احتفال لها وهي تتمتع بحريتها كاملة وتتمسك بحقوقها في العدالة والحرية.. مشيرا إلي دور مصر وريادتها في العالمين العربي والاسلامي وأن نهضتها هي تقدم ورفعة لأمتها الاسلامية. من جانبه أشار الدكتور إسماعيل الدفتار الأستاذ بجامعة الأزهر- في كلمته بالاحتفال- إلي أن أهم دروس وعبر حادث الهجرة المشرفة هو العلاقة القوية بين القائد والرعية وحرص الجانبين علي مصلحة الوطن وتحقيق الأهداف المرجوة من خلال التعاون بين الجانبين وهو ما تمثل في حادث الهجرة.. مشيرا إلي حاجة المجتمع لهذه العلاقة والتعاون بين القائد والرعية. وأشار إلي اهتمام الاسلام بتحقيق السلام الاجتماعي والعدالة الاجتماعية وهو ما تمثل في حادث الهجرة واهتمام الرسول بالاصلاح بين المهاجرين والأنصار والأوس والخزرج لتوحيد المجتمع علي قلب رجل واحد وهو ما يحتاج اليه الشعب المصري حاليا. يذكر أن الاحتفال حضره لفيف من قيادات الأزهر وسفراء بعض الدول الاسلامية بالقاهرة. كان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قد طالب المسلمين بتوحيد الكلمة والهدف والاخلاص الكامل في النية والقول والعمل من أجل تخطي تحديات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر والأمة الاسلامية والاستفادة من معاني وقيم حدث الهجرة النبوية الشريفة كالتضحية والفداء والايثار وحب الأوطان. مشيرا إلي أن تلك المعاني تمثل أسس بناء الأمم وصمام أمان المجتمعات. شدد المفتي في بيان أصدرته دار الافتاء بمناسبة بدء العام الهجري الجديد علي أن الأمة الاسلامية التي تعاني حاليا ضعفا في مقومات وجودها وبقائها علي خريطة العالم المعاصر تمتلك مقومات وعناصر السبق التي تؤهلها من جديد إلي القيام بدورها الريادي علي مستوي الحضارة الانسانية وجعلها قادرة علي احداث التغيير في الحياة المعاصرة. أشار المفتي إلي موقف النبي صلي الله عليه وسلم ليلة الهجرة وبكائه علي ترك وطنه. مؤكدا علي أن حب الوطن فطرة بشرية أقرها الاسلام وجعلها من أسس بناء المجتمعات. كما تقدم د. جمعة بخالص التهنئة للشعب المصري الكريم والأمة العربية وجموع المسلمين في العالم بمناسبة ذكري الهجرة النبوية الشريفة وبدء عام هجري جديد داعيا المولي عز وجل أن يعيد الأيام المباركة باليمن والخير والبركات والأمن والسلام.