سمير محمد علي حارس مرمي الزمالك في الستينات. سوداني المولد والجنسية ولكنه مصري الهوي. إذ إنه يعشق مصر. ويعيش فيها منذ نصف قرن من الزمان. واسمه مرتبط بزمالك البطولات في عصره الذهبي. ويكفي القول إنه خلال خمسة مواسم دخل مرماه 11 هدفا فقط. وكان حارس الفن والهندسة في مواجهة بطل أوربا وانجلترا ويستهام الذي فاز عليه الزمالك بخمسة أهداف مقابل هدف واحد. وسمير محمد علي صاحب حدوتة كروية مثيرة. حيث إنه حارس كرة السلة وكرة القدم وكان لاعبا دولياً في اللعبتين مع منتخب السودان. وظهر متميزا. ولكن عند حضوره إلي مصر عام 1963 أصر محمد حسن حلمي زامورا علي أن يتخصص في لعبة واحدة. فكان بعدها واحدا من أهم حراس الزمالك في تاريخه. التقت معه "خارج الملعب" ودار الحوار التالي: * كيف كانت بدايتك مع نادي الزمالك؟ كنت لاعبا في النادي الأهلي بالخرطوم. وبعد حصولي علي الثانوية العامة. تقدمت للالتحاق بكلية التربية الرياضية في مصر. وكنت أخطط للعب للنادي الأهلي. ولكن أحد أصدقائي المصريين الزملكاوية في الخرطوم أرسل معي خطابا توصية إلي الفريق سعد الدين متولي كبير ياوران رئاسة الجمهورية وكان وكيلا لنادي الزمالك لأكون لاعبا به. ولكن عند وصولي إلي مصر يوم 10 أغسطس لم أهتم وذهبت للإقامة مع أحد أصدقائي المقيم بالقرب من ميدان الأوبرا. إلا إنني بعد أن نفدت أموالي تذكرت الخطاب فتوجهت إلي الزمالك. وفوجئت بأن الزمالك والأهلي والترسانة ترغب في ضمي. وفضلت الأول بعد الاستقبال الطيب من الكابتن حسن حلمي وحنفي بسطان ونور الدالي وبعدها انطلقت في مشواري مع الزمالك. * ولماذا اخترت مركز حارس المرمي؟ لعبت حارسا للمرمي بالصدفة. حيث غاب مهاجم فريقي فاضطررت للعب مكانه بعد أن كنت جناحاً أيسر. والمدهش أن فريقي فاز بثلاثة أهداف نظيفة وكانت أمام السكة الحديد. وتمسك مدربي بوجودي في حراسة المرمي. * متي كان اعتزالك للكرة؟ عام 1977 بعد أن عدت من الكويت حيث لعبت لمدة ست سنوات مع العربي الكويتي. وكانت فترة رائعة مليئة بالبطولات وكان معي طه بصري. وبعدها اتجهت إلي التدريب عام 1978 وعملت مع زكي عثمان ومايكل ايفرت الانجليزي. ومديرا فنيا بقطاع الناشئين. وسافرت إلي الامارات عام 1986 وعملت هناك لمدة أربع سنوات. * والآن.. أين أنت في عالم الكرة؟ أعمل مشرفا علي حراس المرمي بقطاع الناشئين بنادي الزمالك من مواليد 1991 إلي .1998 * كيف تري حراس المرمي الصغار؟ مصر ولادة دائماً. والموهوبون كثيرون. وفي الطريق أكثر من حارس كفأ من الزمالك منهم محمود من مواليد 1993 وحسن مواليد 1994 وهما مع منتخب الصغار. وأتنبأ لهما بمستقبل واعد. * ما مقومات الحارس الجيد؟ الرشاقة والمرونة والموهبة. ولابد من الاهتمام بالحارس الناشئ من سن صغيرة. ويعد عصام الحضري حارساً مصنوعاً لأنه بدأ علي كبر وليس من الصغر. * ما رأيك في حراس المرمي الحاليين؟ بدون مجاملات. الحضري رقم واحد وعبدالواحد السيد الثاني ومحمد عبدالمنصف الثالث. وبعدهم أحمد الشناوي وعماد السيد وأحمد عادل عبدالمنعم وأبوجبل والنهائي سليمان وأمير عبدالحميد. * ولكن الاخطاء كثيرة هذه الأيام؟ هم في الأصل حراس جيدون. والمشكلة في تدريبهم. والمشكلة واضحة في تكتيك الحركة. والتكتيك في استخدام القدمين واليدين. والعيب من المدربين. * من الحارس الذي قمت باكتشافه؟ دربت عبدالواحد السيد وعمره 14 سنة. وتنبأت له بمستقبل كبير وقد كان. واكتشفت محمد عبدالمنصف عندما كنت مدربا للحراس بنادي دينا. ومنصف لعب في الممتاز وعمره أقل من 17 سنة. وسبق عبدالواحد بسنة في الدوري. ومن دربته أيضاً عماد السيد حارس مرمي طلائع الجيش. * ماذا تقول عن أخطاء عبدالوحد مؤخراً؟ بسبب الدفاع المهزوز. والحضري تفوق علي نفسه بسبب وجود مدافعين أكفاء أمامه فضلاً عن كفاءته الشخصية مما منحه الفرصة للإجادة وكسب المزيد من الثقة. * من أفضل الحراس في تاريخ مصر؟ شاهدت وأعجبت للغاية بالحراس الثلاثة ألدو وعادل هيكل ودود وسبت السوداني. وهؤلاء كانوا قدوتي. ويوجد حراس رائعون مثل عادل المأمور وإكرامي وثابت البطل وهؤلاء دربتهم في منتخب مصر عام 1982 عندما تولي المسئولية ميمي الشربيني. وثابت البطل له أسلوب غريب في أنه لا يطير علي الكرة عكس المأمور وإكرامي. وسابقاً كان يعجبني حسن مختار حارس مصر والاسماعيلي في الستينيات. * بعيدا عن الكرة.. ماذا عن قصة حبك مع المطربة والممثلة الشهيرة ليلي جمال؟ تعرفت عليها وتزوجتها عام 1971 عندما كنت في الكويت. وخلال هذه الفترة كنت أسهر كثيرا مع الفنانين. ولكن بعد زواجي التزمت تماماً وجاءت زوجتي إلي الكويت ورزقت بأبنائي وهم هنادي وهبه ومحمد. ومنحنا الله ثلاثة أحفاد هم هاجر ويوسف وملك. وأعشقهم للغاية.