دموع أسر المصابين لم تجف منذ سقوط أبنائهم الذين كانوا يتظاهرون سلمياً في ميدان التحرير حيث أصيبو برصاصات أطلقت نحو عيونهم وساقهم وأصبحوا أصحاب حالات عجز لمجرد انهم استخدموا حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم. "المساء" قضت يوماً كاملاً مع المصابين في مستشفي المنيرة العام للوقوف علي حقيقة الإصابات.. أكد المصابون أن الشرطة أطلقت عليهم النار بالإضافة إلي القنابل المسيلة للدموع ورصاصات خرطوش. قال مدير المستشفي د.محمد شوقي ان هناك 18 مصابا تعرضوا لاطلاق أعيرة خرطوش وتم استخراج المقذوفات من أجسادهم وارسالها لنيابة قصر النيل التي بدأت التحقيقات. أوضح ان حالة الطواريء مستمرة بالمستشفي - حتي الأسبوع القادم وقد استقبل مستشفي المنيرة العام منذ بداية أحداث العنف في التحرير 108 حالات ثم استقبل يوم الاثنين 11 حالة عبارة عن إصابات بالكسور في الساقين واختناقات واغماءات وكلها خرجت بعد ساعة من مستشفي المنيرة العام. أضاف: تم تحويل 4 جثث لمشرحة زينهم منها 3 جثث مجهولة وجثة لطالب يدعي شهاب الدين أحمد إبراهيم من الفيوم وقد تم منع الاجازات للأطباء وطاقم التمريض بالمستشفي وهناك جهد غير عادي لجميع الأطباء حيث يوجد في الودرية الليلية 30 طبيباً وطاقم التمريض 40 ممرضة. أوضح انه بالنسبة لإصابة المتظاهرين بالرصاص المطاطي والخرطوش فقد تم العثور علي خرطوش في أجسام 18 مصاباً وتم تحريز الخرطوش وابلاغ نيابة قصر النيل. أشار د.عبدالوهاب الصياد نائب مدير المستشفي واخصائي جراحة المسالك البولية إلي أن هناك ثلاث حالات مازالت موجودة بمستشفي المنيرة العام منها إصابة هلال مصطفي محمود حلمي بطلق ناري في الرأس والبطن وتم تحويلها إلي مستشفي الهلال لإجراء جراحة في المخ والأعصاب وحالتي كسور مضاعفة وهناك 4 مساعدين لمدير المستشفي بالإضافة إلي الاستشاريين يظلون متواجدين في الوردية الليلة ويتم ضم مديري العيادات الخارجية ومديري قسم الاستقبال والطواريء ومنذ يوم الخميس الماضي حتي الآن لم يحصل أي طبيب علي اجازة بسبب رفع حالة الطواريء. أكدت د.مني عزمي رئيس قسم الصيدلة بالمستشفي أنه تم تزويد الصيدلية بمستلزمات طبية وخيوط للجراحة وشاش وقطن بكميات كبيرة تكفي الاستخدام لمدة 6 شهور وقسم الطواريء والاستقبال كان يقدم الإسعافات الأولية للمصابين حتي صباح اليوم التالي حيث تحول المستشفي لخلية نحل. أوضح د.خالد عبدالبديع نائب مدير المستشفي أن البعض كانوا يدخلون المستشفي للحصول علي الإسعافات الأولية ويرفضون الإدلاء بأي بيانات شخصية ويتحججون بأن بطاقة الرقم القومي ليست معهم ويقدمون لنا أسماء وهمية وبمجرد الحصول علي الإسعافات الأولية يهربون من المستشفي دون أعطائنا أي بيانات. أدلي المصابون بشهادتهم ل "المساء" حول الأحداث الدامية التي شهدها ميدان التحرير والشوارع المحيطة. قال محب خالد- أحد المصابين طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة: عندما كنت مع أصدقائي بشارع محمد محمود عند تقاطع مكتبة الجامعة الأمريكية فوجئت بأن الشرطة تطلق النار علي ساقي وسقطت في ثوان معدودة وحملوني أصدقائي لمستشفي المنيرة العام. أشار عادل محمد محمد- أحد أقارب المصاب محب خالد لا يمكن السكوت علي اطلاق رصاص حي وخرطوش امام الضرب بالطوب متسائلاً: لماذا لم توجه هذه الرصاصات للبلطجية الذين يقطعون الطريق الدائري والمحور والقاهرة والجديدة بدلاً من الشباب الذي يتظاهر سلمياً؟! أوضح ياسر أحمد أحمد المصابين طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس: في شارع محمد محمود حدثت حرب شوارع بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي والشرطة والعسكرية وكان بعض المتظاهرين يقذفون قوات الأمن بالطوب أما الشرطة العسكرية فقد فاجأت الجميع بإطلاق رصاص حي علي المتظاهرين السلميين وقد أصيبت في ساقي لانهم كانو يستهدفون اطلاق النار علي عيون وساق المتظاهرين. توضح أميرة محمد موظفة بوزارة المالية ووالدة ياسرأحمد جميل أن استخدام العنف غير مقبول وان رصاصات وخرطوش الأمن لن يخرس الشباب وسوف يستمرون في المظاهرات السلمية لما لا نهاية. نفس الكلام يؤكد عليه أحمد جميل أبووردة "نجار" ووالد المصاب ياسر.. أضاف: ما حدث مهزلة وقد تم تصوير رجال الأمن المركزي وهم يسحبون جثة أحد المتظاهرين ويلقونه بجوار القمامة بالإضافة إلي استخدام الرصاص المطاطي والخرطوش وقصد إصابة المتظاهرين في عيونهم حتي يصبحوا عميان وسوف ننتظر تحقيقات النيابة حتي يتم تقديم المتهمين من الضباط والجنود للعداالة أو سأخذ حقنا بأيدينا.