لم يتوقع الكثير أن يحرس مرمي المنتخب القومي في مثل هذه المباراة التاريخية ولكنه وحده الذي توقع مثل تلك المغامرة التي قام بها الأمريكي بوب مدرب المنتخب المصري قبل المباراة بفترة كبيرة. هذا ما صرح به حارس المرمي الشاب أحمد الشناوي الذي وضع في اختبار صعب في تلك المباراة علي حد تعبيره. الشناوي الذي لم يتجاوز عمره الثلاثة والعشرين عاما أثناء تدريباته مع المنتخب الأولمبي قال في تصريحات خاصة ل "المساء" اعتبر ان مباراة البرازيل الأخيرة نقطة تحول في حياتي حيث أكسبتني خبرة وجرأة وثقة في النفس لأبعد الحدود وأجبرتني علي أن أكون علي قدر تلك المسئولية التي ألقت علي عاتقي. فالذود عن عرين منتخب الفراعنة وحفظ شباكه نظيفة من أصعب ما يمكن وعلي الرغم من انني طالما حلمت بأن أصل إلي ذلك الشرف إلا ان القلق الذي انتابني أثناء الدقائق العشر الأولي من المباراة لا يمكن وصفه وأيضا العشر الدقائق الأخيرة من المباراة كانتا من أصعب الدقائق في المباراة وأضاف بعد تلك الدقائق تحمست جدا للمباراة التي واجهت فيها صعوبة فائقة وكان حماسي يزداد تدريجيا كلما وفقني الله في صد كرة صعبة تتسبب في تصفيق الجمهور المصري العظيم لي الذي حضر المباراة. ومما لا يمكن انكاره ان اللعب أمام البرازيل من أصعب ما يكون لأنهم يمتلكون فوق المهارات الطبيعية العالية موهبة ربانية تسهل أي موقف مواجهة عليهم وتصعبه علي من يلعب أمامهم وهي من أحسن فرق العالم ولكننا كنا نتمني أن نوفق في هذه المباراة ونعمل حاجة كويسة ولكن الوقت كان ليس كافياً حيث تم ضمي أنا وحجازي إلي صفوف المنتخب قبل المباراة بثلاثة أيام فقط وهذا وقت قليل حتي يحدث تجانس مع باقي الفريق وكذا المدير الفني بوب برادلي هو أيضا جديد علي المنتخب وقال: أنا لست مع الحملة التي تبناها شباب الفيس بوك باستبعاد بوب برادلي من قيادة المنتخب ولا يمكن الحكم عليه من أول مباراة وأنا أري ان هذا المدرب سوف يحقق إنجازا كبيرا مع المنتخب في المرحلة القادمة. وردا علي لعبه أساسيا رغم وجود الحضري قال الشناوي: كابتن عصام من أفضل حراس المرمي في تاريخ مصر وافريقيا والعالم وقد كان ولايزال قدوتي في حراسة المرمي واعتبره "مثلا أعلي لي" ووقوفي أساسيا في هذه المباراة لا يعني انني أفضل منه علي الاطلاق ولكنه رغبة من المدرب في أن يضخ دماء جديدة في الفريق ويتعين علي أن أذكر موقف الكابتن عصام عندما علم انني سألعب أساسيا فقد قام بتشجيعي وقدم لي النصائح والارشادات لأنه له سابقة في اللعب أمام البرازيل في كأس العالم للقارات. فشعرت في ذلك الوقت انه يعاملني مثل اخه الصغير ولا يهتم إلا بمصلحة الفريق الوطني. وعن مساندة من حوله له واصل الشناوي قائلا دائما ما يقف والدي إلي جواري بتشجيعه الذي يعطيني دفعة معنوية كبيرة لأنه هو من توقع لي منذ صغري أن أكون حارسا لمرمي المنتخب القومي وهو من نمي ذلك الحلم في حياتي حتي أصبح الآن ولله الحمد حقيقة. فضلا عن وقوف أسماء في اللعبة إلي جواري مثل الكابتن فكري صالح والكابتن حسن نصر والكابتن هاني رمزي مدرب الفريق الأولمبي. وعن العرض الذي قدمه الأهلي لضم الشناوي إلي صفوف الفريق قال انني أتمني ان ألعب في نادي الأهلي الذي له تاريخ عظيم ولكن هذا الأمر يرجع في الأول والآخر إلي مجلس إدارة نادي المصري برئاسة كامل أبو علي خاصة ان النادي المصري له الفضل عليه في الأول والآخر. الغرور داء قد يصيب كل من وصل في سن مبكرة إلي الشهرة والمجد وفي هذا السياق تحدث الشناوي قائلا: لا يمكن أن أصاب بذلك لأنني أعلم جيدا ان هذا من فضل ربي وليس بمجهودي وحدي وان الله قادر علي أن يمنح عبده ما يشاء وينزع النعمة من عبده وقتما يشاء. وقد أخذت عبرة من بعض اللاعبين الذين أصبحوا نجوما في مباراة ثم اصيبوا بداء الغرور فسلبهم الله تلك النعمة بينما هناك لاعبون يزدادون شكرا وحمدا لله وبالتالي فإن الله يزيدهم من نعيمه.