شهدت الشهور الست الماضية حالة سيولة في إطلاق القنوات الفضائية وقفز علي سطح النيل سات عدد كبير من قنوات الرقص الشرقي والغناء الشعبي. وقد لاقت هذه القنوات علي غير المتوقع في ظل هذه الظروف التي تتلاحق فيها الأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية نسب مشاهدة عالية علي الرغم من أن معظم محتواها لا يتفق مع مسماها فلا الرقص الشرقي رقص ولا الأغاني الشعبية شعبية. المهم أن قنوات الرقص الشرقي تقدم يوميا عشرات التابلوهات لراقصات مجهولات من مختلف الأشكال والألوان والأحجام وكلهن علي ما يبدو هاويات تطوعن لاظهار مواهبهن الجسدية بأزياء تكشف أكثر مماتستر وبحركات لاعلاقة لها بالرقص الشرقي الحقيقي. ويبدوأن أصحاب هذه القنوات قد أعلنوا عن مسابقات لكل من تريد الرقص وتم تصوير هذا الرقص العبثي وعرضه علي انه رقص شرقي علي اعتبار أن المشاهد لا يهمه إذا كانت "الموزة" تقدم رقص وفن.. المهم انها تهز والسلام وكلها مادة يتم عرضها والحصول عليا مجانا ومن المحتمل أن كل هزازة تدفع لصاحب المحطة لتنال الشهرة أوتدعي انها ترقص علي قناة كذا وتسرح في الأفراح. أما قنوات الأغاني الشعبية فهي الأخري جمعت كل من يغني في الأفراح في الحواري الشعبية وأطلقت سيلا من الأصوات والأغاني العجيبة التي تصافح أذان راكبي الميكروباص ومستخدمي التوك توك.. أغاني التكاتك أصبحت شعببية مع أن الأصل فيها انها أغاني شوارعية وحوارتجية وليس لها علاقة بالشعبي الذي نعرفه. أغاني من عينة .. يا لهوي يا مستهوي.. ويا خراشي يانقراشي.. وأحلي كلام عن الحشيش والبانجو والتوهان والألفاظ التي ليس لها مثيل في أي لفة وللأسف أصبح يكتب هذه الأغاني شعراء كانوا معروفين ومحترمين ولا داعي لذكر أسمائهم ولكن يبدو أنهم تأقلموا مع الموجة السائدة وأبدعوا في العبارات المنحطة والأكثر سوقية وقلة أدب فهم يكتبون ليعيشوا ويغنون ليفسدوا حياتنا. عموما حالة الانهيار والانحطاط الفني تزدهر وتنطلق كمؤشر عام علي حالة الضعف والتراجع العام لحال البلد ومن المؤكد أن مثل هذه القنوات ستضطر إلي وقف بثها في أقرب وقت فمصر سوف تستعيد عافيتها وتستعيد قوتها ومكانتها وتنطلق نحو ديمقراطية حديثة وستصعد ثقافتها المحترمة من جديد وتشهد رواجا أخر لألوان فنية محترمة في الموسيقي والرقص والمسرح والسينما وكل الفنون.