تنفرد "المساء" بكشف التقرير السري الذي قام به الخبراء والمتخصصون بالغرفة التجارية بالإسكندرية عن رصد حالة الأسواق وسر ارتفاع الأسعار في ظل الإقبال علي شراء السلع والمواد الغذائية في العيد. كشف التقرير عن وجود حالة من الفوضي والانفلات في أسواق الثغر وذلك في ظل غياب أجهزة الرقابة في أيام قبل العيد وحتي الانتهاء منه. سجل التقرير انه طوال الأيام الماضية شهدت الأسواق بالمدينة وفي الأحياء الراقية ارتفاعاً مجنوناً في أسعار السلع والمواد الغذائية يقابل هذا الارتفاع العشوائي انخفاضاً في تداول السلع بالأسواق مما سبب ركوداً في حركة الشراء والبيع. كشف التقرير ان الأسعار المرتفعة شملت كل المنتجات حيث وصل سعر كيلو الأرز إلي 8 جنيهات و5 جنيهات للدرجة الردئية وربع كيلو الشاي ب 10 جنيهات وكيلو العسل الأسود ب 11 جنيهاً لأول مرة. أكد الخبراء في التقرير ان التجار بمختلف فئاتهم التجزئة والجملة هم السبب الرئيسي وراء فوضي هذا الارتفاع نتيجة لغياب الرقابة والضمير. "مصطفي الضوي" رئيس الشعبة العامة للبقالة بالغرفة أكد ان فوضي الأسعار ليست مسئولية التجار وإنما هناك حزمة وسلسلة من الإجراءات أدت إلي ذلك تبدأ من المستورد ثم بعض تجار الجملة ثم التجزئة مروراً بالباعة حيث ان كل منهم يضع السعر الذي يناسبه دون النظر لمن يحصل علي السلعة. أشار "الضوي" إلي ان الزيوت زادت من الشركات المنتجة حيث وصل كيلو زيت عباد الشمس إلي 14 حنيهاً وزيت الذرة ل 11 جنيها فبكم بيع التاجر ويكسب؟ أوضح ان تقرير الغرفة كشف ان وجود الانخفاض المستمر في نسب تداول السلع جاء بعد ثورة 25 يناير وأصبح المستهلك السكندري يشتري احتياجاته بالقدر الضئيل للغاية التي تكفيه يومياً مشيراً إلي ان نسبة الانخفاض وصلت إلي 45% في هذا الوقت عن العام الماضي و25% عن نسبة الشراء. أكد التجار والبقالون ان لهيب الأسعار قد صورهم أمام الزبائن بأنهم السبب والمستغلون والجشعون في حين انهم مضطرون لذلك لانه من المفترض ان يحقق التاجر والبائع هامش ربح ولو ضئيل للغاية لان عليه التزامات كثيرة مؤكدين انهم يضطرون إلي بيع بعض السلع بنفس سعر شرائها لأنها لو تكدست عندهم ستتعرض للتلف وبالتالي تكون الخسارة أكبر. الفاكهة كشف تجار الفاكهة بالوكالة الرئيسية بالحضرة ان نسبة مبيعات الفاكهة قد انخفضات إلي 60% بسبب استغلال الكثير من التجار ازمة ارتفاع الأسعار وقاموا بزيادتها مرتين وثلاثة حتي وصل كيلو التفاح الأحمر إلي 13 جنيها في حين كان لا يتعدي ال 7 جنيهات والتفاح الأصفر "جولد" 10 جنيهات وكان ب 6 جنيهات علي الأكثر وكيلو الموز 7 جنيهات والمستورد 8 و9 جنيهات وكيلو البرتقال يباع بالأسواق ب 350 قرشاً والعنب ب 12 جنيها. قالوا ان السبب وراء ارتفاع الأسعار هو الضرائب المفروضة علي التاجر بالطبع يحملها علي فرق السعر لتصل للزبون في النهاية. الأسماك سجل التقرير ارتفاعاً في أسعار الأسماك قبل العيد التي واصلت ارتفاعها حتي الآن حيث وصل سعر كيلو البلطي إلي 15و16 جنيها و10 جنيهات للحجم الصغير و25 جنيها لكيلو البوري و20 جنيها للحجم الصغير كما ارتفعت اسعار الأسماك المجمدة بزيادة وصلت ل 3جنيهات لكل نوع رغم انه في عيد الأضحي لا يفضل المستهلك تناول الأسماك مما يؤكد ان التجار أصبحوا يتحكمون في السوق ويرفعون الأسعار كما يريدون دون ضوابط. اهتم التقرير بسوق اللحوم حيث كشف عن اشتعال أسعار اللحوم بدرجة جنونية قبل العيد حيث ارتفعت فيه اسعار المجمد فوصل سعر الكيلو إلي 50 جنيها والبلدي الشمبري ب 120 و110 جنيهات للكيلو و90 في بعض المناطق بالعظم بالرغم من ان المبيعات لم تكن بنفس الكمية في العيد السابق. حملت شعبة الجزارة المسئولية علي التجار والمربين الذين أشعلوا الأسعار ساعدهم علي ذلك عدم انخفاض اسعار الاعلاف. قالوا ان مقاطعة شراء اللحوم من أهم اسباب ارتفاع الأسعار في العيد حيث التوقيت الخاطئ مما تسبب ذلك في تراكم اللحوم عن الجزاريين وقد سبب ذلك خسائر فادحة فاضطروا إلي زيادة الأسعار لتعويض خسائرهم في العيد. أضافت الشعبة انه لو استمر الوضع هكذا سيصل سعر كيلو اللحم إلي 150 جنيهاً وذلك بسبب عدم قيام مشروع البتلو وعدم وجود سياسة زراعية تهدف إلي تربية رءوس الماشية وزيادتها وعدم تحريم ذبح إناث المواشي حتي اليوم. طالب الجزارين بضرورة توزيع القروض علي الشباب لتشجيعهم علي الثروة الحيونية وتقديم يد العون والمشورة لهم علي ان يستمر ذلك لثلاث سنوات علي الأقل وبعدها تنخفض الأسعار. السجائر سجل التقرير غزو السجائر الأجنبية لأسواق الإسكندرية خاصة الليبية التي تباع بأسعار أرخص من الماركات الكبيرة حيث وصل سعر العلبة إلي 450 و500 قرش في حين وصل سعر العلبة للماركات المعروفة ل 12جنيهاً. كشف التقرير عن وجود اقبال علي السجائر الليبية وصل ل 70% لانها أرخص وذات الماركات المجهولة المهربة وتراجع في مبيعات الماركات الكبيرة بسبب الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن حالياً.