إلي متي نفاجأ بين يوم وآخر بحادث مروع علي الطرق المختلفة والمؤدية إلي المناطق السياحية يروح ضحيتها العشرات من السائحين أو من المواطنين؟! في كل مرة نقول أو نتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات محددة تحول دون وقوع هذه الحوادث المؤلمة حفاظاً علي أرواح الناس وحفاظاً علي سمعة مصر السياحية لكن بلا جدوي وبلا أمل حتي الآن!! قد يقول البعض إن هذه الحوادث تقع قضاء وقدراً.. وأن الأعمار محددة ولا راد لقضاء الله.. وأقول: هذا صحيح ولكن الله سبحانه وتعالي أمرنا بالحذر واتخاذ الحيطة حتي في الحروب والدين يأمرنا بالتوكل لا بالتواكل.. وفرق كبير بين الاثنين. ومن هنا فإن جميع الأطراف تتحمل المسئولية كاملة.. ويجب أن تكون هناك مساءلة لكل هذه الاطراف.. وأن تكون هناك متابعة لكل إجراءات السلامة علي هذه الطرق إذا فرضنا أن هناك مثل هذه الإجراءات.. وأقول : "متابعة" لأننا نضع قواعد كثيرة ونقر إجراءات علي الورق فقط ثم ننسي ولا نهتم ولا نتابع فيقع المحظور.. وهذه عادتنا نحن المصريين!! الحادث الذي وقع بالأمس علي طريق الغردقة وراح ضحيته 9 سائحين لقوا حتفهم وأصيب العشرات إصابات خطيرة يدمي القلوب حزناً علي الضحايا وعلي سمعة مصر السياحية. سبب الحادث - كالعادة - اختلال عجلة القيادة للاتوبيس الذي كان يستقله السائحون في يد السائق فانحرف الاتوبيس واصطدم برصيف الطريق وانقلب عدة مرات والسائحون داخله فمات ثمانية منهم علي الفور ومات التاسع بعد فترة. لو أردنا أن نحدد المسئولية في هذا الحادث.. فمن هو المسئول؟! إدارة المرور التي لم تراقب السائقين علي هذه الطرق وتضبط السرعات التي يسيرون بها؟! أم السائق المتسرع والذي ربما لم يكن في وعيه؟! أم إدارة الطرق التي ربما لم تخططها هندسياً علي الوجه المطلوب؟! أم شركة السياحة التي تهمل صيانة اتوبيساتها وبالتالي يكون الخلل في الاتوبيس نفسه؟! المنظومة كلها يجب ان تخضع للمساءلة والحساب.. وقد سبق أن كتبنا بالحاح في مناسبات مماثلة بضرورة العمل علي تلافي هذه الحوادث أو علي الأقل الحد منها بحيث لا نفاجأ بين يوم وآخر بحادث مروع كهذا. سمعتنا السياحية في خطر بسبب هذه الحوادث.. والسياحة أصبحت من أهم موارد الدول.. ومصر تملك مقومات سياحية متنوعة.. والعقل والمنطق يقولان إننا في أمس الحاجة لكل جنيه يدخل لنا من هذا الطريق لنعظم مواردنا الاقتصادية.