طوال فترة عملي الحكومي أكثر من 35 عاماً وكانت هناك نظريتان علي طرفي النقيض في الإدارة. الإدارة بالحب والاحترام والحزم والالتزام. والإدارة بالشدة والبطش والخوف والالتزام الشكلي وأنا من أصحاب النظرية الأولي أدرت بها كل منصب تقلدته في حياتي وأدعي وأتصور إني نجحت والحمد لله والمؤشرات كثيرة لكني كنت أهاجم لأني أجد علي مدي سنوات طويلة النظرية الثانية تطبق ويظهر للعيان أنها ناجحة نعم خوف والتزام وفرز جواسيس ووصوليون وانتهازيون وأهل الثقة وليس أهل الخبرة المهم الولاء والطاعة وهذا يؤدي لانتفاخ صاحب السلطان أي كان حتي يصبح مثل الطاووس فرعون وقومه. المهم العبد كسبان سلطة وجاه وينفق أموالاً وعبيد العبيد يحصلون علي الفتات عايشين في خوف وقلق وتوتر وفم يغلق فالهمس يصل لفرعون وأتباعه يفتك بالهامس إذن الصمت أفضل والمؤسسة تعمل وتدار بالكرباج والحديد والنار والتشريد والفصل والنقل والتنكيل. ظهر أصحاب النفوس المريضة الذين يتلذذون من البطش والتنكيل فهذا دليل القوة وهم لا يعلمون ان هذا دليل الضعف الذاتي فالقوي لا يحتاج إظهار قوته علي الغلابة أو المرءوس فهو قوي مع نفسه أما من بأنفسهم ضعف وعقدة فهؤلاء يستخدمون الكرباج لإدارة مؤسساتهم والإرهاب وجمع شلة وبطانة سوء حولهم نصنع قوة زائفة بالنفاق فيهم وبث الرعب في العاملين معهم. نعم هذا كان اسلوب يستخدم وثبت بعد ثورة 25 يناير انه هش وضعيف ضعف الورق في مهب الريح. فجأة سقط وانهار واستمر الحب والاحترام مع الحزم والقوة قوة ذاتية لا تحتاج دليلاً فهناك ظاهرة التف حولها الناس. سياسة فتح الأبواب وإعادة الحقوق وعدم الظلم للشرفاء وتقدير العاملين وحسن التعامل والنزول للحوار فكلما ارتفعت هامتك كلما تواضعت لأن من تواضع لله رفعه نعم لا تتعالي ولا تفتري لا تظلم. فيصبح أسلوب الإدارة بالحب لانه دائم وطويل المدي وسقطت الإدارة بالخوف والبطش والافتراء لأن عمرها قصير وهشة ضعيفة تذرها الرياح. أيها الشباب أجيال الإدارة والريادة القادمة تعاملوا بالحب. الاحترام. الالتزام. الحزم والإنتاج مصر تحتاج ذلك وناسها تحتاج منكم ذلك وإياكم والظلم أو البطش والتنكيل والخوف وقطع الأرزاق من يتقي الله يجعل له مخرجاً والله ولي التوفيق يا شباب مصر وقادته في المستقبل وفقكم الله وهداكم وأنار بصيرتكم.