أثلج صدري تصريح الزميل الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين حول عدم زيادة أسعار بيع الصحف والتي كان مقرراً لها السبت القادم أول سبتمبر.. وتأجيل البت في هذا الأمر الخطير الي الاجتماع القادم للهيئة الوطنية للصحافة مع رؤساء مجالس الادارات والتحرير. نعم اثلج صدري .. لأني اعلم جيداً بحكم عملي وخبراتي أن أي زيادة في اسعار بيع الصحف قرار محفوف بالمخاطر ويحتاج بصفة عامة الي دراسة مستفيضة قبل اتخاذه .. فما بالك والقاريء الذي يشتري الجريدة يعاني من مصاعب كثيرة؟ تعالوا نناقش هذا الموضوع "الخطير" بهدوء وعقلانية وموضوعية .. خاصة انني كنت رئيسا لتحرير هذه الجريدة العظيمة 6 سنوات ومررت بنفس الظروف التي نحن بصددها كما عايشت قبلها وبعدها حالات مماثلة. لا إحد ينكر أن اسعار مستلزمات اصدار الصحف قد زادت بشكل خرافي سواء الورق أو الأحبار أو الزنكات أو الأجور أو وسائل النقل ناهيك عما تتكبده المؤسسات الصحفية من فواتير كهرباء ومياه وتليفونات وبنزين سيارات وصيانة المطابع وعربات التوزيع والمباني عامة. وهناك حقيقة مؤلمة وهي أن كافة الصحف بشتي انواعها كبيرها وصغيرها خاسرة للأسف الشديد لأسباب كثيرة تحتاج الي جلسات استماع موسعة تخرج من عباءة "المكلمة" إلي الواقع. إن ميزانية أي صحيفة انما تتكون من بندين رئيسيين "الموارد والمصروفات".. الموارد عبارة عن الاعلانات والدخل من بيع الصحيفة ومرتجعاتها اما المصروفات فهي تشمل اجورالعاملين من صحفيين واداريين وعمال وباقي تكاليف مستلزمات اصدار الصحيفة فإذا زادت الموارد علي المصروفات ربحت الصحيفة والعكس يجعلها خاسرة ومن هنا فكل الصحف خاسرة مهما كان توزيعها مرتفعاً بسبب انحسار الاعلانات المصدر الأساسي للدخل والربح وبالتالي فان زيادة سعر بيع الصحف في ظل الظروف الحالية ستكون بمثابة حكم الاعدام علي الصحف فالمعروف ان أي صحيفة مهما بلغت شهرتها يهبط توزيعها اوتوماتيكيا بعد أي زيادة في سعرها وتتراوح نسبة الهبوط بين 15 و20% من حجم التوزيع ولا تصدقوا نغمة ان هذا الهبوط سيرتفع مرة اخري.. لن ولا ولم يحدث ذلك أبدا. المواطن ياسادة يهمه ويشغل باله مقومات حياته من أكل وشرب ولبس وسكن وعلاج وتعليم ومواصلات وهي أمور غطت تماماً علي اهتمامه بالثقافة والمعرفة ولذا لن يضيره اذا لم يشتر صحيفة في ظل توافر مصادر اخري لنفس المحتوي من اعلام مرئي والكتروني وببلاش.. هو الآن لا يشتري الصحف التي سعرها جنيهان الا قليلاً .. فمابالك اذا ارتفع السعر؟؟ كارثة. ليت قيادات الصحف بشتي انواعها ينحون جانباً الحل الأسهل المتمثل في زيادة سعر الصحف وان يفكروا في كيفية تنمية موارد مؤسساتهم وصحفهم بمشروعات تدر دخلاً يعوض خسائر الصحف دعماً للمواطن وللثقافة. اتركوا الصحف تتنفس ولو بنصف رئة.. لا تكونوا السبب في موتها.