موضوعان مهمان جداً وكل منهما يحتاج إلي مقال منفصل.. ولكن للضرورة أحكام.. فلا يجب أبداً تأجيل الحديث في أي منهما. ** الأول.. كارثة انهيار جسر مدينة جنوه الإيطالية التي خلفت عشرات القتلي والمصابين داخل سياراتهم تحت أطنان الركام. قد يقل قائل: "واحنا مالنا.. كارثة في إيطاليا.. المفروض أن نواسيهم ونعزيهم وندعو للمتوفين بالرحمة وللمصابين بسرعة الشفاء وفقط".. لا يا سيدي.. أنا لم أقصد كل ما قلته مع ان مصر فعلته فعلاً انطلاقاً من العلاقات الإنسانية والسياسية القوية بين الدولتين والشعبين.. ولكني أذكر الكارثة لكي أقول للكارهين لمصر ليل نهار. وللمحرضين ضد البلد علي طول الخط. وللبكائين علي الفاضي والمليان.. ان كارثة كهذه وارد جداً وقوعها في أي دولة متقدمة ولا نجد أحداً يتطاول علي دولته أو يصفها بأدني الصفات أو يطالب بشنق مسئوليها.. علي العكس.. الحياة تسير كما هي. والإجراءات القضائية والفنية تسير هي الأخري دون تعارض. آه لو ان الجسر وقع عندنا في أي مدينة حتي ولو لم يكن للحادث ضحايا.. كنا سنسمع كلاماً عجباً وانحطاطاً ما بعده انحطاط ولنسي البعض كل الإنجازات الهائلة التي تحققت وأوقف الزمان والمكان علي هذا الحادث فقط. الفرق الذي في اتساع المجرة الكونية ان البلدان المتقدمة يغلب علي ناسها أنهم "عمليون" أما عندنا فإن الكثيرين "ندابون"..!! اللهم احفظنا وعافنا من "الندابين"..!! ** الثاني.. هو عودة الجماهير للمدرجات من أول سبتمبر القادم بعد 6 سنوات عجاف بدأت بكارثة استاد بورسعيد عام 2012. عودة الجماهير كانت مطلباً ملحاً من الناس والأندية.. ولكن كلما فكر المسئولون في تحقيق هذا المطلب المشروع وفتحوا بابه قليلاً قام نفر "غير مسئولين" بتعكير الأجواء وبالتالي يتم غلق الباب بالضبة والمفتاح وإعادة القضية إلي المربع "صفر". الآن.. تمت الموافقة الحكومية والأمنية علي عودة الجماهير تدريجياً تبدأ بخمسة آلاف متفرج وبالانضباط سيزداد العدد شيئاً فشيئاً. هنا.. لابد من التوقف أمام حقائق وتحذيرات: * أولاً.. ان الجماهير هي اللاعب رقم 12 لأي فريق.. هي عصب الرياضة عامة وكرة القدم خاصة.. مباراة بدون جماهير معناها وجبة قد تكون حلوة ولكنها بدون ملح.. حاجة كده بلا طعم ولا لون ولا رائحة.. كما أنها مورد مهم للدخل في وقت تنفق فيه الأندية الملايين في شراء أفضل اللاعبين والتعاقد مع أحسن المديرين الفنيين والانفاق علي معسكرات وتنقلات وصرف مكافآت فوز وشراء ملابس وأدوات وأجهزة. * ثانياً.. قرار العودة حذر بشدة من أي خروج علي القانون والقواعد والضوابط.. ولذا.. فإن النادي صاحب الأرض ملزم بتطبيق النصوص الواردة في الاتفاق حرفياً بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.. وهذا يقتضي أن أي مشجع يطلق ألعاباً نارية أو يقذف طوبة أو زجاجة أو "كانز" أو يرفع لافتة مسيئة أو شعاراً أسوأ أو يتلفظ بألفاظ نابية أو تصدر منه إشارة خارجة عن الآداب أو يتجاوز الأسوار إلي داخل المستطيل الأخضر أو يحاول الدخول بدون تذكرة أو بتذكرة مزورة.. كل هؤلاء مهما كان عددهم لابد من القبض عليهم فوراً ومحاكمتهم بسرعة ولا شفاعة فيهم من أحد ويتم إدراج أسمائهم لمنعهم من حضور المباريات مستقبلاً.. كفانا بهدلة بكلمة "معلش" وبتعبير "عيل وغلط" أو "تلامذة هيضيع مستقبلهم". * ثالثاً.. في ظروفنا الراهنة.. ممنوع تماماً علي أي فرد في الجهاز الفني لأي ناد أو أي عضو بمجلس إدارة النادي أن يعترض بأسلوب غير لائق وبما يحرض ويثير الجماهير علي الحكام.. هذا قد يتسبب في كارثة نحن في غني عنها.. ومن يفعل فلابد من محاسبته بشدة بالإيقاف عدة مباريات وعدم حضوره المباريات ولو في المدرجات. هذا ما يجب أن نفعله.. وإذا لم تكن لدينا النية لأن نفعل. فأنصحكم بأن "تسكوا علي الموضوع" ونلعب بدون جماهير.