ومنطقة شمال غرب سوريا حيث تقع إدلب هي آخر منطقة كبيرة ما زالت خاضعة لسيطرة مسلحين يسعون للإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن استعادت الحكومة المناطق المحيطة بدمشق وجنوب غرب البلاد في وقت سابق هذا العام. ونزح مئات الألوف من معارضي الأسد إلي شمال غرب البلاد في إطار اتفاقات تم التوصل إليها مع تقدم القوات الحكومية في مناطق أخري من البلاد بدعم من روسيا وإيران. ولمح الأسد إلي إن إدلب قد تكون هدفه التالي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات حكومية إضافية تصل تمهيدا لهجوم محتمل في منطقة تقع جنوب غربي مدينة إدلب وتتداخل مع محافظتي اللاذقية وحماة. وتخشي الأممالمتحدة أن يدفع شن هجوم في المنطقة نحو 2.5 مليون شخص باتجاه الحدود مع تركيا. وحذرت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي من أي هجوم في إدلب وتضغط علي روسيا لضمان عدم حدوث ذلك. وأقامت تركيا 12 موقعا للمراقبة العسكرية في شمال غرب سوريا بموجب اتفاق مع روسيا وإيران. وقال مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيجلاند إن روسياوتركيا وإيران اتفقت علي بذل أقصي جهد لتفادي معركة في إدلب. وأضاف "هذه الحرب يجب أن تنتهي ليس بإراقة الدماء ولكن بالاتفاقات". لكنه أضاف أن الأممالمتحدة تجري تحضيرات للمعركة المحتملة وستطلب من تركيا إبقاء حدودها مفتوحة للسماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الأمر. وتابع "هناك نشاط دبلوماسي مكثف مع روسياوتركيا وإيران والحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة لتجنب التصعيد في مناطق خفض التصعيد لكن بالطبع هناك صراع كل يوم هناك". وجاء في المنشورات التي أسقطت في مناطق ريفية قرب مدينة إدلب "تعاونكم مع الجيش العربي السوري يخلصكم من تحكم المسلحين الإرهابيين بكم ويحافظ علي حياتكم وحياة أسركم". وأضاف المنشور الذي يحمل اسم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة واطلعت رويترز علي نسخة منه "ندعوكم للانضمام إلي "اتفاقات" المصالحة المحلية كما فعل الكثيرون من أهلنا في سوريا". وكانت هذه الاتفاقيات التي يتم إبرامها علي المستوي المحلي أداة لمساعدة الحكومة السورية علي إعادة بسط سيطرتها علي عدد كبير من المناطق وعادة ما يتم التوصل إليها عندما يكون مقاتلو المعارضة علي شفا الهزيمة العسكرية. وتقول الحكومة إن الاتفاقات تمنح المعارضين الراغبين في العيش في ظل حكم الدولة العفو ما لم تُرفع قضايا ضدهم. وتشمل الشروط كذلك تخليهم عن سلاحهم. لكن العديد من المعارضين سواء كانوا مسلحين أو مدنيين اختاروا العبور الآمن إلي مناطق تسيطر علها المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد في منطقة علي الحدود مع تركيا تمتد من إدلب حتي مدينة جرابلس علي نهر الفرات. وتسيطر مجموعة من جماعات المعارضة المسلحة علي إدلب ويُعتقد ان الإسلاميين المتشددين يشكلون القوة المهيمنة هناك.