الجيش السورى يقصف مناطق بإدلب تمهيدا لعملية عسكرية
أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن القوات السورية قصفت، أمس، مواقع للفصائل المقاتلة والإرهابيين فى محافظة إدلب شمال غرب سوريا بالتزامن مع وصول تعزيزات تمهيدا لبدء هجومها المتوقع عليها، وأن القصف بالمدفعية والصواريخ استهدف مناطق حول بلدة جسر الشغور الرئيسية فى الجزء الجنوبى الغربى من المحافظة. وقال رامى عبد الرحمن، مدير المرصد، «إن القصف يأتى تحضيرا لعمل عسكرى قد تنفذه القوات السورية»، مشيرا إلى عدم تحقق تقدم بعد، وأوضح عبد الرحمن «أن القصف ترافق مع إرسال الجيش السورى تعزيزات عسكرية تتضمن جنودا وآليات وذخيرة منذ الثلاثاء الماضى»، وأن التعزيزات ستتوزع على 3 جبهات فى محافظة اللاذقية المجاورة لجسر الشغور غربا، وفى سهل الغاب، الذى يقع إلى الجنوب من إدلب، بالاضافة إلى مناطق تقع جنوب شرق المحافظة والتى يسيطر عليها النظام. فى هذه الأثناء، قال يان إيجلاند، مستشار الأممالمتحدة للشئون الإنسانية فى سوريا، إن روسياوتركيا وإيران أبلغوا اجتماعا لقوة مهام الشئون الإنسانية فى سوريا أمس أنهم سيبذلون ما فى وسعهم لتفادى معركة من شأنها تهديد ملايين المدنيين فى إدلب، وقدر إيجلاند عدد السكان فى المحافظة بنحو 4 ملايين أو أكثر، وأبدى أمله فى أن يتوصل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب «إراقة الدماء»، لكنه قال إن الأممالمتحدة تجرى تحضيرات للمعركة المحتملة وستطلب من تركيا إبقاء حدودها مفتوحة للسماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الأمر. كما أعلن إيجلاند، أمس، أن الأممالمتحدة لم تجد فى سوريا أى منطقة يمكن أن تسمى حاليا بالمحاصرة، وقال إيجلاند خلال مؤتمر صحفى «لقد بدأنا برؤية نهاية هذا الصراع…واليوم، لا ترى الأممالمتحدة أى منطقة تقع فى فئة المحاصرة»، وأضاف إيجلاند أن القتال انتهى تقريبا فى جنوب غرب سوريا، ويمكن للأمم المتحدة الآن تقديم المساعدات إلى مزيد من المناطق فى البلاد، وأكد إيجلاند أن هناك نشاطا دبلوماسيا مكثفا مع روسيا وإيران وتركيا حول الوضع فى إدلب، شمال غرب سوريا، وأضاف إيجلاند «أعرف أن هناك الكثير من الأشرار الذين يحملون السلاح فى إدلب، لكن هناك مئات الآلاف من المدنيين، ولا يوجد عذر لشن حرب هناك». على صعيد متصل، أعرب محمد باقرى، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عن أمله فى أن يتخذ الجيش السورى الخطوات الأخيرة لمحاربة الإرهابيين أكثر من ذى قبل. جاء ذلك فى مكالمة هاتفية مع على أيوب، وزير الدفاع السورى، حيث ناقش الطرفان آخر التطورات فى سوريا، وأعرب باقرى، خلال الاتصال، عن أمله فى «أن تتخذ القوات السورية آخر خطواتها لمحاربة الإرهابيين، وعودة الشعب السورى إلى بلاده بأسرع وقت»، مضيفا «يجب إعادة بناء المناطق المحررة التى دمرت فى أقرب وقت لبدء النشاط الاقتصادى والتجارى».