بالرغم مما يثار علي الساحة السياسية من مهاجمة ضارية للحزب الوطني المنحل إلا أن حقيقة الأمر أن "الفلول" هم الذين أنقذوا انتخابات مجلسي الشعب والشوري بالإسكندرية في ظل تخطي اعداد الأحزاب المشاركة والمتقدمة بقوائم ال 20 حزباً منها أحزاب لم يمض علي تأسيسها سوي بضعة أشهر منذ قيام الثورة ولم تستطع هذه الأحزاب الجديدة والقديمة معاً من اعداد قوائم انتخابية للشعب أو الشوري دون الاستعانة بأعضاء من الحزب المنحل.. ولم يفلت من قبضة الحزب الوطني سوي أحزاب قليلة منها "الحرية والعدالة" للإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وحزب الوسط وجميعها أحزاب دينية وهناك أحزاب ضمت المهمشين من الحزب الوطني الذين ينتمون للحزب دون وجود دور حقيقي أو بارز لهم وكل علاقتهم كانت حمل الكارنيه فقط. وبعيداً عن الأحزاب وقوائمها فالنسبة الأكبر للمرشحين علي المقاعد الفردية للشعب والشوري هي أيضاً لفلول الوطني المنحل. ** ونعود من جديد لقوائم الأحزاب فهناك من أعلنت صراحة عن كونها قائمة علي مرشحي الوطني المنحل وهناك من المتقدمين ادعي البطولة وأنهم استقالوا مبكراً من الحزب أو أنهم هاجموا أمين التنظيم السابق أحمد عز أو حتي "صفوت الشريف" الأمين العام فتم فصلهم. المضحك هو الجولات الانتخابية التي يتحدث فيها أعضاء الوطني المنحل عن دورهم المشارك في الثورة أو المؤيد لها وأنهم كانوا ينامون يومياً أما في التحرير أو أمام مسجد القائد ابراهيم.. وبالطبع منهم مادة للسخرية ممن يعرفهم. خاصة انهم كانوا ممن استفادوا من حزبهم قبل حله. من الأحزاب التي تواجد أعضاء الوطني علي قوائمها: "المواطن مصري" حيث يرأس قائمة شرق "أحمد مهنا" عضو مجلس الشوري عن عام "2010" أي لم يمض علي مقعده سوي بضعة أشهر وكان أميناً للحزب بالثغر ومسئولاً للاتصال بالقاهرة وأيضاً أحد الأسباب الرئيسية في هرب أعضاء الحزب الوليد بعد انضمامهم له لاصراره علي أن يتصدر القائمة دون غيره سعياً للفوز فغادر الحزب "محمد عبدالوارث" عضو مجلس الشوري السابق وعادل فتح الله أمين التنظيم للحزب وغيرهم. وبعيداً عن حزب "المواطن مصري" وتقييم الموقف الانتخابي له فإن الحزب يعاني من أزمة مالية في الانفاق بصورة كبيرة وسيعاني من أزمة في الانتخابات لسوء الاختيار الذي تم من قيادات القاهرة. ويأتي في المركز الثاني "حزب الاتحاد" للدكتور حسام بدراوي وهو الحزب الأكثر تماسكاً في قوائمه بعد "الحرية والعدالة" و"النور السلفي" حيث نجد علي رأس قائمة الشعب تحديداً من هم لديهم القدرة علي العملية الانفاقية وتضم قوائم حزب الاتحاد أبناء الوطني المنحل مثلاً قائمة الشوري تضم "أربعة" من الكوادر التنظيمية المعروفة منهم "محمود عسكر" أمين تنظيم الرمل والدكتور "أحمد مهنا" أمين دائرة الدخيلة و"سعاد صالح" عضو مجلس الشعب "كوتة" في الانتخابات الأخيرة "ونيفين كميل" أمين إعلام محرم بك.. أما قائمة الشعب لشرق فعلي رأسها "عاطف مبروك" عضو مجلس الشعب عن الدورة الأخيرة للرمل.. بينما القائمة الثانية تضم أيضاً مجموعة من أعضاء الوطني وبالرغم من استعانة الحزب "بأشرف عبدالحميد" عضو مجلس الشعب المستقل في الدورة الأخيرة إلا أنه سيلاقي صعوبة في انتخابات هذه الدورة لعدم تقديمه أي خدمات تذكر منذ نجاحه لأبناء دائرته خاصة الجمرك والمنشية. أما حزب "الوفد" فلم تخل قوائمه أيضاً من أعضاء الوطني بضم "حسن أبو شقرا" إلي قائمة عزب في المركز الثالث وهو أمين إعلام كرموز وعضو تنظيمي معروف وكان سبب أزمة الوفد الأخيرة واستقالات منه أيضاً.. والطريف ما تردد داخل أروقة "الوفد" علي أن سر ضم "أبو شقرا" للقائمة هو تصديه "لأحمد عز"" في عام 2004 مما أدي لفصله وبالطبع لم يكن في ذلك العام أي وجود يذكر "لعز" علي الساحة التنظيمية وتارة أخري أنه استقال منذ سنوات اعتراضاً علي سياسة الوطني وهكذا.. ولكن الحقيقة هي أن الذين يحتلون المراكز الأولي في قوائم الوفد سيتولون الانفاق علي دعاية القائمة وهو بالطبع واحد منهم. ** أما قائمة حزب "مصر الثورة" فتضم أيضاً أبناء الوطني ومنهم "كارم السمان" و"أكرم أبو زيد" و"بخيت ابراهيم". وحزب "المواطن مصري" يضم من أبناء الوطني اضافة إلي ما ذكرنا مني وليد أبو هيسة وكوثر الرفاعي وأحمد عبيد وشعراوي حافظ وجمال زقزوق وغيرهم. ويضم حزب "المحافظين" "نادية نصر الدين" أمين إعلام مينا البصل بالوطني وستوتة حسن عضو المجلس المحلي وفريد سالم وخميس صلاح وأعضاء سابقين بالحزب الوطني مثل ابراهيم يوسف ومحمد أحمد وغيرهم. ويضم حزب "الثورة المصرية" "صابر رمضان رواق" عضو الحزب الوطني وعضو المجلس المحلي للمحافظة. أما حزب "مصر القومي" فيضم "عفت السادات" و"سمير البطيخي" وفاطمة عبدالحليم و"عبدالجواد حسن" و"أحمد المحمدي" وفوزية أبو ذكري و"جمال عبدالكريم". ويضم حزب السلام الديمقراطي علي قائمة الشوري أحمد سيد أحمد. ** أما حزب حقوق الإنسان والمواطنة فالغالبية العظمي من أعضائه هم من أبناء الوطني وعلي رأسهم غالب خير الله. وأخيراً.. لا أحد يستطيع أن يرصد بدقة عدد أعضاء الحزب الوطني بالقوائم حتي لدي الأحزاب الأكثر معارضة وذلك يكون هناك العديد من أبناء الحزب لم يكونوا معروفين علي مستوي الشارع السكندري تمكنوا بسهولة أن ينفضوا تراب الحزب المنحل من علي أكتافهم وتلونوا مع المتلونين وسارع بعضهم "لسب" الحزب وهو أحد كوادره بعد أن تنصل منه واستغلت الأحزاب التي لا تملك أرضية في الشارع السكندري ضم المجهولين بالوطني لقوائمهم ورحب الفلول الوطني بذلك ليغسلوا "عار" انضمامهم للحزب أما الأحزاب الصريحة فأعلنت دون مواربة عن ضمهم لأعضاء الحزب واستعدادهم للمواجهة.. وتبقي الكلمة الأخيرة وهي أن قائمة "الحرية والعدالة" وتليها قائمة النور" هما الأقرب للفوز ليس للشعبية الجارفة لأعضائها غير المعروفين ولكن لقدرتهم كقوتين سياسيتين علي الحشد الكبير للأصوات.