براجماتي حذر أم محافظ عنيد؟ صورتان لولي عهد السعودية الجديد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود الوريث الجديد لعرش المملكة والحاكم المستقبلي المحتمل في أكبر دولة مصدرة للنفط بالعالم.وستشكل شخصية ولي العهد نهج المملكة ازاء مجموعة من التحديات في وقت يشهد تغييرا لم يسبق له مثيل في الداخل وعلي مستوي الشرق الأوسط كله. ومن المرجح أن يضطلع ولي العهد الجديد البالغ من العمر 77 عاما علي الفور بدور مهم في صياغة وتنفيذ السياسة علي صعيد الشئون الخارجية وأسواق النفط والإصلاحات الداخلية.وقد أدار الامير نايف وزير الداخلية المخضرم المملكة بشكل يومي عدة مرات في الأعوام القليلة الماضية واجتمع بزعماء اجانب ورأس مجلس الوزراء حين كان الملك عبد الله وولي العهد الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز يغيبان عن البلاد في نفس الوقت. ويمثل الأمير نايف لليبراليين السعوديين وجها صارما للمؤسسة المحافظة بالمملكة التي تعارض أي خطوات نحو الديمقراطية او حقوق المرأة ويدعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...لكن دبلوماسيين سابقين وصحفيين محليين وأعضاء آخرين بالأسرة الحاكمة تعاملوا مع الأمير نايف يرسمون صورة أقل صرامة لرجل كان في قلب السياسة السعودية لأكثر من 30 عاما. واعتبر ولي العهد السعودي الجديد لفترة طويلة مقربا من رجال الدين السعوديين الذين دعموا دوما أسرة آل سعود الحاكمة وقيل إنه عارض إصلاحات فيما مضي.وكشف موقع ويكيليكس عن تقييم دبلوماسي أمريكي للأمير في عام 2009 قال فيه ¢يعتبر الأمير نايف علي نطاق واسع محافظا متشددا غير متحمس لمبادرات الملك عبد الله الإصلاحية علي أفضل تقدير.¢وأضاف ¢غير أننا سنكون اكثر دقة اذا وصفناه بأنه براجماتي محافظ مقتنع بأن الأمن والاستقرار أساسيين للحفاظ علي حكم آل سعود وضمان الرخاء للمواطنين السعوديين.¢ ولد الأمير نايف عام 1933 تقريبا في مدينة الطائف. ونشأ نايف في الديوان الملكي في الثلاثينات والأربعينات وينتمي الي آخر جيل من السعوديين شهد المملكة الصحراوية قبل أن تغير الثروة النفطية وجهها بالكامل.والدته حصة بنت احمد السديري زوجة الملك عبد العزيز المفضلة وكان واحدا من سبعة اخوة أشقاء أعدوا منذ الصغر لتقلد المناصب الرفيعة وكونوا كتلة للنفوذ خاصة بهم. ومن بين الأشقاء السبعة الملك الراحل فهد والأمير سلطان ولي العهد الراحل وامير الرياض الأمير سلمان والأمير احمد نائب الأمير نايف في وزارة الداخلية.ويكمل ابنان الدائرة العائلية المحكمة في الوزارة هما الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية المسئول عن مكافحة الإرهاب والأمير سعود بن نايف السفير السابق لدي أسبانيا. عين ولي العهد السعودي الجديد اميرا للرياض حين كان في العشرين من عمره وأثار الإعجاب فشغل منصب وزير الداخلية عام 1975 وسريعا ما عرف عنه قربه من رجال الدين الذين ساندوا الحكم السعودي وأداروا مدرسة القصر الملكي أثناء طفولته. حدد هذا الدور ملامح الأمير نايف من خلال توليه مسئولية حماية المملكة من التهديدات الداخلية خاصة تلك التي يمثلها الإسلاميون المتشددون. ويتعامل الأمير نايف مع التماسات المواطنين السعوديين بشكل يومي باعتباره الرجل الذي يرفع له 13 من حكام المناطق تقاريرهم وهو ما أدي الي تكوين شبكة من المؤيدين علي مستوي المملكة التي تمثل فيها العلاقات القبلية والإقليمية أهمية لا يستهان بها. ويقول أمراء إن الأمير نايف من أطيب ابناء جيله بالأسرة الحاكمة في معاملته لابناء وبنات اخوته.غير أن دبلوماسيين يصفونه بأنه سهل الاستفزاز وتقول تقييمات أمريكية إنه جامد وخجول. ومن ابرز المخاوف التي يخشاها الأمير نايف علي صعيد السياسة الخارجية هي توسع تنظيم القاعدة في الدول المجاورة ونفوذ إيران الشيعية التي اتهمتها المملكة بإثارة مشاكل طائفية في انحاء الشرق الأوسط.وتقول برقية أمريكية إن عدم ثقته في إيران تمتد إلي شكوك في الأقلية الشيعية بالمملكة والتي تطالب بتحسين معاملتها وسط مزاعم بالتمييز.وحين أرسلت السعودية قوات الي البحرين في مارس الماضي بناء علي طلب المنامة التي تحكمها أسرة سنية وكانت تتصدي لاحتجاجات شعبية قادتها الأغلبية الشيعية قال محللون إن الأمير نايف كان وراء اتخاذ هذه الخطوة.