العتبة والموسكي منطقة قابلة للاشتعال في أي لحظة بسبب انتشار الباعة ومخازن الملابس وأصبح الحريق الهائل الذي نشب بمول جوهر القائد بمثابة جرس إنذار لاحتمالية تكرار الكارثة مرات ومرات ولكن قد تكون المرة المقبلة أكبر من سابقاتها نظراً لانتشار محلات ومخازن "المفروشات والملابس والأدوات المنزلية" في ظل عدم توافر اشتراطات الحماية وانتشار الوصلات الكهربية بين "مروشات" الباعة علي امتداد جانبي الطريق في منطقة العتبة والموسكي. قامت "المساء" بجولة بمنطقة الموسكي التي تضم أكثر من 450 محلاً تجارياً وقد تبهرك للوهلة الأولي جاذبية المكان فهو مزار سياحي من طراز خاص لما يعرضه فيه من بضائع فرعونية وإسلامية وغيرها من البضائع المختلفة التي يحتاجها البيت المصري. وأن كانت الملابس الجاهزة تمثل النسبة الأكبر من المعروضات في شوارع وحواري الموسكي. تقابلنا في البداية مع الحاج بيومي عبدالجليل محمد الذي يعتبر من أقدم تجار الموسكي وأعرب عن تخوفه من نشوب الحرائق في الفترة القادمة بسبب حرارة الجو وتكدس المحلات بالبضائع. قال إن منطقة الموسكي تضم أكثر من 2500 بائع متجول ينتشرون بمنطقة العتبة وشارعي بورسعيد والأزهر معظمهم يقوم بتأجير محلات بالمولات والعمارات المجاورة كمخزن لبضائهم وهذا يضع هذه المنطقة في الخطر دائماً لو حدث أي ماس كهربائي أو عقب سيجارة فلم نستطيع السيطرة عليه بسهولة لأن كل ما نملكه من سبل الأمان هي طفاية الحريق لذلك نطالب المسئولين بالحي وبالمحافظة بوضع خطة ودراسة لاتخاذ إجراءات الحماية المدنية وتوفير سيارة مطافئ وإسعاف حتي يتم مواجهة أي حريق بسرعة. سيد عثمان عسران- تاجر بالموسكي: منطقة الموسكي من أقدم المناطق التجارية بالقاهرة ومعظم الباعة بها جاءوا من صعيد مصر ويقدر عددهم بنحو عشرة آلاف شخص استقروا جميعاً بمنطقة العتبة والموسكي وكان معظمهم في بادئ الأمر باعة جائلين ومع مرور الوقت تحول بعضهم إلي أصحاب محلات ولا يوجد لهم مصدر رزق غير هذا المكان الذي أصبح يهدد تجارتهم وحياتهم بسبب الاهمال فلو أن هناك صيانة دورية تتم علي الكهرباء لهذه المحلات والمخازن فلم تحدث حرائق إلا قليلاً. علي محمد علي -تاجر بالموسكي: سبب الحريق الأخير هو انقطاع التيار الكهربائي واستمر لأكثر من ساعتين مما اضطر أصحاب المحلات إلي غلق محلاتهم من الساعة الثالثة عصراً وعندما عاد التيار حدثت الكارثة وتسبب الحريق في محل خردواتي بيع ولاعات السجائر وأنابيب الغاز الخاصة بالولاعات مما ساعد علي نشوب الحريق في خمسة طوابق بمول جوهر القائد. وليد فتحي- بائع متجول- تفاجئنا بالحريق فور عودة التيار الكهربائي مما أثار الذعر بمنطقة الموسكي لدرجة أننا تركنا بضائعنا خوفاً علي حياتنا من صوت الفرقعات التي كانت تصدر من المول حتي جاءت سيارات الإطفاء وقضت علي النيران تماماً لذلك نتمني توفير أكثر من سيارة حريق وسيارة إسعاف بمنطقة الموسكي مشيراً إلي وجود مكان خالي بجوار الكوبري يمكنه تخصيصه لسيارات الإطفاء. محمد مصطفي- بائع قال إن منطقة الموسكي من المناطق العريقة واشتق اسمها من "المسك" الذي كان يفوح من شوارعها لذلك سميت بهذا الاسم وتجد فيها كل أنواع وأشكال التجارة وبأسعار أقل بكثير من المحلات بنسبة لا تقل عن 40% لأن أصحاب المحلات يبيعون دائماً بأسعار الجملةلذلك لابد أن يهتم مسئولو المحافظة بهذه المنطقة والتي أصبحت من أهم المناطق التجارية في مصر ورغم ذلك نجد حركة البيع والشراء فيها تتم بعشوائية بحته مما يجعلها معرضة لكل أنواع الحرائق. مرسي صبحي- تاجر شنط: رغم أننا جميعاً نملك طفايات حريق إلا أنها غير كافية مع مثل هذه الحرائق التي تمتد بسرعة لكل المحلات والمنازل المجاورة خاصة وأن الحريق تم بعد إغلاقنا محلاتنا جميعاً لذلك أضم صوتي لكل التجار ونطالب بتوفير طرق حماية عندنا خاصة بمنطقة الموسكي حتي لو علي حسابنا المهم ألا يتكرر في مول جوهر القائد المجاور للمحل الخاص بي. أحمد سعيد عبدالستار- بائع: العمارات السكنية الموجودة بشارع جوهر القائد معظمها مخازن للملابس الجاهزة والأدوات المنزلية والمفروشات حيث تحولت الشقق السكنية أيضاً بين عشية وضحاها لمخازن وهذا ينذر دائماً بكارثة لأن نشوب أي حريق يمتد لجميع المخازن والمحلات لأن معظمها تفتقد لشروط الأمان والمواصفات القياسية للمخازن من تهوية وغيرها. لذلك نطالب بأن تكون هناك شروط مناسبة لهذه المخازن وأن يتم تجديد شبكات الكهرباء بالمناطق التجارية حتي لا تحدث حرائق مرة أخري لأن الماس الكهربائي لا يأتي إلا من تهالك الأسلاك وعدم مقاومتها الجيدة للتيار الكهربائي الشديد. بعد تلك الجولة توجهت "المساء" للمسئولين بحي الموسكي فوجدنا أن المحاسب جمال محيي رئيس الحي في دورة تدريبية أما أشرف محمد أبوسريع سكرتير عام الحي فقد أكد أنه لن يستطيع الرد علي أي سؤال إلا في حضور رئيس الحي.