في الخامسة من مساء اليوم بتوقيت القاهرة ومن داخل ملعب لوجنيكي الأوليمبي بالعاصمة الروسية موسكو يطلق الحكم الارجنتيني نيستور بيتانا صافرته معلنا بدء مباراة النهائي الحلم لمونديال روسيا 2018 التاريخي الذي يجمع بين الديوك الفرنسية ومنتخب الكروات. ومع إطلاق صافرة البداية يصل عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم إلي الفصل الأخير لواحد من أقوي وأفضل بطولات كأس العالم علي مر تاريخها التي كانت مليئة بالإثارة والمتعة والمفاجآت المدوية وشاهدة علي انتهاء عصر بعض النجوم الكبار وانطلاقة آخرين جدد بعد تسلمهم الراية وسيكون لهم السيطرة في المرحلة المقبلة. ومن أكبر مفاجأت مونديال روسيا 2018 هو ما سيراه ويتابعه مئات الملايين من عشاق الساحرة المستديرة عند ظهور المنتخب الكرواتي في أرض الملعب وذلك للمرة الأولي في تاريخه بعدما نجح في الاطاحة بالمنتخب الانجليزي من دور قبل النهائي وبات السؤال الذي لن تتم الاجابة عنه إلا عند انتهاء اللقاء هل يستكمل الكروات المغامرة ويخطفون الكأس الثمينة ليصبح أول منتخب يحقق اللقب من خارج القوي الكروية التقليدية أم الديوك بالخبرة والتاريخ سيحصدون اللقب الثاني. وللحقيقة ومع ما حدث في مونديال روسيا من مفاجآت مدوية فإن كل الاحتمالات متاحة ومطروحة دون استثناء ففوز الكروات وارد جدا وحصول فرنسا علي اللقب للمرة الثانية قوي جدا أيضا. وبالنظر إلي مشوار الفريقين في البطولة سواء الفرنسي أو الكرواتي نجد انهما يستحقا اللعب في المباراة النهائية بغض النظر عن وجود منتخبات أخري كانت ايضا تستحق نفس الظهور. ففي الدور الأول تصدر المنتخب الفرنسي مجموعته دون خسارة ومع بدء مرحلة خروج المهزوم ابدعت الديوك وتألقت أكثر وأطاحوا بالارجنتين ثم أوروجواي وأخيرا بلجيكا لتحقق انتصارات مدوية جميعها انتهت في الوقت الأصلي للمباراة دون اللجوء لوقت اضافي أو ضربات ترجيح مما يؤكد مدي علو كعب الفرنسيين علي منافسيهم. وكانت مسيرة الكروات علي نفس الدرب بل أفضل في الدور الأول بتصدر المجموعة بالعلامة الكاملة 9 نقاط منها انتصار تاريخي كبير علي التانجو الارجنتيني بثلاثية نظيفة. ولكن علي ما يبدو أن الكروات بذلوا مجهودا هائلا في دور المجموعات فلم يتمكنوا في مرحلة خروج المهزوم من تحقيق الفوز إلا من خلال ضربات الحظ الترجيحية مرتين وباللجوء للوقت الاضافي مرة ليكون المنتخب الوحيد الذي لعب 360 كاملة في تلك المرحلة. وأثبت الكروات بقيادة المدير الفني الكفء زالاتكو داليتش ان الجانب البدني للفريق لن يكون عائقا ابدا امام مواصلة الانتصارات وأكدوا علي ذلك عمليا في مباراة انجلترا بالمربع الذهبي فقد كانت الافضلية البدنية لهم علي مدار 75 دقيقة تقريبا. إذن ما سيصنع الفارق في لقاء اليوم هم النجوم الذين يذخر بهم الفريقين سواء الفرنسي أو الكرواتي وينتظرهم الجمهور بفارغ الصبر من أجل الاستمتاع بما سيقدموه علي أرض ملعب ستاد لوجنيكي. ويضم المنتخب الفرنسي مجموعة بارزة من النجوم في مقدمتهم كيليان مبابي وجريزمان وجيرو وبوجبا بينما الكروات يملكون مودريتش وراكيتتش وماندوزكيتش وايفان بيريسيتش. ويلعب المنتخب الفرنسي بقيادة مديره الفني ديديه يشامب وهو مدعوم بفارق التاريخ والخبرة ايضا فالديوك ابطال نسخة 1998 ووصيف نسخة 2006 والمركز الثالث مرتين عامي 1958 و 1982 والرابع مرة واحدة نسخة 1986 ما يعني أنه فريق انجازات واحد المنافسين الاقوياء الدائمين في المونديال. لا يوجد وجه مقارنة بين التاريخ الكرواتي ونظيره الفرنسي لان المنتخب الكرواتي هو حديث العهد فهو لم يظهر بهذا الاسم إلا في نسخة 1998 ووقتها حقق المركز الثالث وهو أفضل مركز له وقبل ذلك كان الفريق يلعب تحت العلم اليوغسلافي الذي كان أفضل ما حققه ايضا المركز الرابع مرتين في البدايات نسختي 1930 و 1962. وفي خلال تلك الفترة الوجيزة جدا استطاع الكروات تطوير انفسهم بسرعة وبناء جيل من اللاعبين الموهوبين الذين حصلوا علي فرصة اللعب في أكبر الاندية الأوروبية ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس وميلان وليفربول واتلتيكو مدريد وانتر ميلان ليصبح عندهم الخبرات الكافية للمنافسة علي الألقاب وبعد خروج مبكر من دور المجموعات في نسختي 2002 و 2006 و 2014 وعدم مشاركة بسبب الفشل في التأهل بنسخة 2010 عادوا بكل قوة ليحققوا انجاز الوصول إلي المباراة النهائية الحلم الكبير الذي يراود كل من يشارك في المونديال دائما. يلعب الفريقان بنفس الطريقة وهي 4/2/3/1 مع اختلاف التنفيذ والمهام التي يقوم بها اللاعبون في كل فريق ولكنها في العموم قائمة علي شعار ان الهجوم خير وسلة للدفاع. وينتظر ان تتكون تشكيلة فرنسا من حارس المرمي هوجو لوريس وأمامه رباعي الدفاع من اليمين لليسار بافارد وفاران واومتيتي ولوكاس هيرنانديز وفي الوسط بول بوجبا ونجولا كانتي وفي الهجوم مبابي وجريزمان وبلاز ماتويدي ورأس الحربة أوليفيه جيرو. بينما تضم تشكيلة كرواتيا كل من حارس المرمي دانييل لوباسيتش ورباعي الدفاع من اليمين لليسار سيمي فرسالجاكو وديان لوفرين ودوما جوف فيدا وايفان سترينيتش والوسط ايفان راكيتتش ومارسيللو بروزوفيتش والهجوم انتي ريبيتش ولوكا مودريتش وايفان بيريسيتش ورأس الحربة ماندوزكيتش.