الكلام الكثير داخل البرلمان عن فرض ضرائب علي استخدام الفيسبوك أمور ليست بالبسيطة أو الهينة حتي نتسرع ونتخذ قرارات فيها بإصدار قوانين قد تؤثر سلبًا علي أوضاع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي أعتبره من القطاعات التي تمثل المستقبل لمصر. ورغم تحفظي علي ما تحول له موقع التواصل الاجتماعي الشهير من "مساخر" ما أنزل الله بها من سلطان حتي تحول إلي "فسحة" لكل من هب ودب أن يصول ويجول فيها كيفما شاء ويكتب عنترياته أو آلامه أو حتي ذنوبه التي يرتكبها أو أفكاره الشيطانية الخبيثة إلا أن فرض الضرائب حتمًا سيؤثر علي رؤية العالم لنا باعتبارنا نقيد أو اننا نحاول السيطرة علي المستخدمين وهو ما يرونه تقييدًا للحريات فتقوم الدنيا وقتها ولا تقعد ونتهم بما ليس فينا وكأننا اقتربنا من المحرمات العالمية باعتبار أن هذا الفيسبوك هو من ينجينا من عذاب أليم. وأعتقد أن البرلمان إذا فكر قليلاً في تقنين أوضاع استخدام الفيسبوك فهو مطالب بتقنيات حديثة جدًا لا تستطيع ميزانياتنا كحكومة أن توفرها. بمعني أن وقف الصفحات التي تسئ أو تحرض أو تضمر العداء للبلاد والعباد ليس بالأمر السهل بل هو مكلف جدًا. ولن تأتي مواجهة مثل تلك الصفحات إلا بالتروي ومخاطبة الشباب وصغار السن بأسلوبهم في التفكير وبمنطقهم باعتبار أن المستقبل ملك لهم بمفردهم. ولعل الخطر الأكبر من محاولة فرض ضرائب علي استخدام مثل هذه المواقع هو أن تضطر شركات المحمول التي بيدها الآن اللعبة كاملة إلي رفع أسعار خدماتها وطبيعي أن مثل ذلك السلوك سيؤثر علي المستخدم صاحب الحساب أو التليفون المحمول فيضطر إلي تقليص استخدامه لتلك التقنيات الأمر الذي يؤثر حتمًا علي عوائد الشركات واستثماراتها التي تضخ سنويًا. الأمر الذي يؤثر أيضًا علي الاستثمار الخارجي عندما يفكر في ضخ الأموال إلي البلاد لإنشاء مشروعات جديدة لهذا القطاع.. فمعروف أنه كلما زادت الضرائب علي نشاط بعينه تغيرت دراسات الجدوي الاقتصادية وانخفضت العوائد علي الاستثمار فيه. خلاصة القول إننا إذا أردنا مواجهة أزمة فلابد من حلول منطقية وليس بخلق أزمة جديدة أكثر منها صعوبة وأشد وطأة علي الناس.. فبالعلم والدراسة والتفكير المنطقي نستطيع مواجهة أي مشكلة فليس كل مريض يحتاج إلي بتر وليس كل فقير محتاجًا إلي الفلوس فقط.. فهي قد تزيده تعاسة إذا اكتشف أنه لن يعرف إلي أين يوجهها. إذن التروي في اتخاذ القرار أفضل ألف مرة من اتخاذ قرار خاطئ خسائره قد تضيع مكاسب كثيرة حققناها وسنحققها مستقبلاً وأسأل الله لمصر العافية.