حقق منتخب إنجلترا لكرة القدم إنجازًا في كأس العالم لم يتحقق منذ عام 1990. يتأهل فريق "الأسود الثلاثة" إلي الدور نصف النهائي بعد الفوز علي السويد بثنائية نظيفة في لقاء الدور ربع النهائي باستاد كوزموس أرينا مدينة سامارا الروسية. سجل هدفي الأسود الثلاثية كل من: هاري ماجواير وديلي ألي في الدقيقتين 29 و59 من اللقاء. ونقول: إن الانتصار الإنجليزي لم يأت مصادفة منذ 2014. فقد بدأت إنجلترا بتنفيذ مشروع عملاق لتحسين مستويات منتخباتها وتغيير تكتيكها الكروي التقليدي. حيث اهتمت بالتركيز علي المواهب الشابة آخر ثلاث سنوات. والنتيجة هي أنها صارت بطلة كأس العالم تحت 17 سنة. وتحت 20 سنة. وبطلة أوروبا تحت 19 سنة و20 سنة. ومن الطبيعي أن يصل منتخبها الأول إلي نصف نهائي الكبار بالاعتماد علي صغار السن بقيادة ستيرلينج ولينجارد وراشفورد ودالي وماجواير ووالكر! وقد جاء انتصار الإنجليز علي السويد مستحقًا. حيث كانوا الأفضل أغلب أوقات المباراة خصوصًا في الشوط الأول من اللقاء. وهو ما أكده المدير الفني للمنتخب السويدي يان أندرسون الذي قال بعد الهزيمة من إنجلترا إن خصمه كان "الأفضل" خلال المباراة. وأضاف: واجهنا خصما كبيرا ولم نلعب بأفضل مستوي لدينا. كانت المباراة متزنة خلال أول نصف ساعة حتي جاءت الركنية وهدف إنجلترا. وجعلنا هذا الهدف متأخرين أمام فريق يدافع بخمسة لاعبين ويصعب مهاجمته. لاحت لبيرج فرصة واضحة بمجرد بداية الشوط الثاني. لو دخلت لتغيرت المباراة. وقال: بعدها لاحت لنا فرصتان أو ثلاثة لكن لم نحسن استغلالها. عاودوا التسجيل وفازوا. إنجلترا كانت هي الفريق الأفضل. يستحقون كل احترامي وأقدم لهم التهنئة. من جهته.. قال ساوثجيت المدير الفني لإنجلترا: أنا فخور بنجاح فريقي في الوصول إلي نصف النهائي للمونديال. لكن العمل لم ينته بعد. لقد كانت مباراة صعبة أمام السويد ولدينا ثلاثة منتخبات أخري في نصف النهائي لديها نفس الطموح للفوز بالبطولة. نحن الآن في حالة فرح كبيرة. نعلم الآن مدي الفرحة والفخر في البلاد ونعلم أنهم يحتفلون الآن لكنه ليس وقت الاحتفال بالنسبة لنا. وما حدث ليس نهاية المطاف وعلينا الاستعداد للمباراة المقبلة. وعن المباراة فقد ظهر الفريق الإنجليزي أسرع وأكثر تصميمًا علي الفوز منذ لحظة انطلاق صافرة البداية. في حين كان السويديون أفضل حالاً بعد دخول مرماهم الهدف الثاني. وهاجموا بقوة بحثًا عن التعادل أو إحراز هدف شرفي إلا أن الحارس الإنجليزي بيكفورد لعب دورا كبيرا في نظافة شباكه ببراعته في التصدي لكل الكرات الخطرة التي تعرض لها. وقد لعبت إنجلترا بنفس التشكيلة الأساسية التي اجتازت كولومبيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي. حيث جدد ساوثجيت ثقته في رحيم سترلينج. ليلعب بجوار هاري كين. وقدم عرضًا لائقًا وكان محور الخطورة في هجوم فريقه. أما مدرب المنتخب السويدي يان أندرسون أجري تغييرين علي التشكيلة التي هزمت سويسرا في ثمن النهائي. ولعب إميل كرافت في خط الدفاع. وعاد سيباستيان لارسون إلي خط الوسط بعد انتهاء إيقافه. وباستثناء تسديدة كين الزاحفة من خارج منطقة الجزاء والتي مرت بجوار القائم في الدقيقة 19 لم يشهد النصف الأول من الشوط الأول أي تهديد حقيقي علي مرمي المنتخبين نتيجة تكتل المنتخب السويدي في ملعبه وعدم رغبته في مبادلة الإنجليز للسيطرة علي الكرة. وتبادل الطرفان الهجمات حتي الدقيقة 30 عندما افتتحت إنجلترا التسجيل عن طريق رأسية من ماجواير من ركلة ركنية. وظل المنتخب الإنجليزي مسيطرا علي المجريات وكاد يضاعف تقدمه في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عندما وصلت الكرة إلي رحيم سترلينج الذي حاول مراوغة الحارس. لكنه فشل في ذلك لترتد إليه الكرة لكنه فضل التسديد في قدم المدافع بدلاً من التمرير لتخرج الكرة إلي ركلة ركنية. وكاد المنتخب السويدي أن يباغت منافسه بهدف التعادل في الدقيقة 47 لكن الحارس جوردان بيكفورد تصدي بأعجوبة لرأسية ماركوس بيرج. ومن كرة عالية داخل منطقة الجزاء السويدية مرر ماجواير الكرة أمام المرمي دون أن تلقي متابعًا قبل أن يسجل الإنجليز هدفهم الثاني في الدقيقة 58 بعدما رفع جيسي لينجارد كرة عرضية ارتقي لها ديلي ألي ليوقع علي الهدف الثاني لإنجلترا. وحرم الحارس بيكفورد السويد من تقليص الفارق في الدقيقة 62 عندما تصدي لمحاولة قريبة من فيكتور كلايسون وعاد الحارس ليبعد بأطراف أصابعه كرة خطيرة من بيرج في الدقيقة .72 ودخل فابيان ديلف في خط وسط إنجلترا بدلا من ديلي ألي لتدعيم الحماية أمام منطقة الجزاء قبل أن يدخل إيريك داير بدلا من جوردان هندرسون ليطلق الحكم صافرة النهاية بفوز إنجلترا وصعودها لنصف النهائي.