خسر منتخب مصر من بلجيكا ثالث العالم في التصنيف الدولي بثلاثية نظيفة في آخر المباريات الودية ل "الفراعنة" قبل مونديال روسيا. وهي تجربة جاءت مفيدة. وفيها ظهر المنتخب أفضل بكثير من مستواه الذي ظهر عليه أمام كولومبيا في مباراته السابقة. حيث ظهر منتخبنا أكثر سرعة وتخلي عن الحذر الدفاعي الزائد وكشف عن تحسنه النسبي في الجانب الهجومي. إلا أنه لايزال يفتقد الأنياب القوية لهز شباك الخصوم في غياب النجم الكبير محمد صلاح. المواجهة مع بلجيكا كانت ثقيلة علي لاعبي منتخبنا. حيث بذلوا مجهوداً كبيراً لمجاراة لاعبي بلجيكا الأفضل فردياً وجماعياً. وأثبت ذلك سقوط أكثر من لاعب وهو يعاني من الشد العضلي قبل نهاية اللقاء. لاسيما أن الفريق اضطر لمضاعفة جهده مع بداية الشوط الثاني بعد أن سقط مهزوماً في الشوط الأول بهدفين نظيفين. في محاولة لتعديل النتيجة بدون جدوي. خسر منتخبنا المباراة لأنه لايزال غير منسجم تماماً كأفراد ومجموعة. والتجارب لاتزال مستمرة بالتعديلات في الاسلوب والعناصر المشاركة. وحتي هذه اللحظة مازال عبدالله السعيد بعيد تماماً عن مستواه المعهود. ولم يمنح كوبر بديله شيكابالا فرصة للعب والتجربة. كما أن هناك فجوة واضحة تظهر كثيراً في المباريات الأخيرة للمنتخب بين خطي الوسط والهجوم. لميل طارق حامد والنني وسام مرسي للجانب الدفاعي علي حساب الجانب الهجومي. ولانزال نشعر بالقلق من مركز حراسة المرمي. فالحضري والشناوي لم يعط أي منهما الطمأنينة الكاملة للفريق والجهاز الفني والجمهور. وبصفة عامة يجدر القول إن المباريات الثلاث الودية مع الكويتوكولومبياوبلجيكا لم يقدم ما يشعر أحد بالثقة والاطمئنان بعدها. ويكفي القول إنه في هذه اللقاءات لم يسجل منتخبنا سوي هدف واحد فقط أحرزه المدافع البديل أيمن أشرف بمرمي الكويت. ودخل مرمانا أربعة أهداف. ونجوم الفراعنة هم لاعبو خط الوسط. وعودة للقاء بلجيكا.. نقول إن المنتخب الوطني قدم مستويين مختلفين. في الشوط الأول كان متواضعاً يبحث عن ذاته ومكانه. وفي الثاني ظهر أفضل بكثير وطور بعض الشيء من هجومه. والنتيجة منطقية علي ضوء أداء طوال اللقاء. الشوط الأول كان نجمه الأول وبطله هو المايسترو البلجيكي ايدين هازارد الذي صال وجال. وكشف من عينة الموهوبين الكبار. حيث صال وجال وكان مصدر ازعاج مستمر علي دفاعنا. سجل هدفاً وصنع هدفاً. وكان طارق حامد قد حاول في بداية المباراة أن يرهبه بالخشونة وصنع له فاولاً عنيفاً كاد يصيبه في الدقيقة الأولي من المباراة إلا أن هازارد لم يهدأ وواصل غزواته علي مرمي الحضري. جاء الهدف الأول في الدقيقة 27 عندما قام هازارد بمناورة أمام منطقة الجزاء وسدد مباغتة أرضية بيسراه تصدي لها الحضري إلا أنها ارتدت إلي لوكاكو الذي أكملها إلي الشباك. وفي الدقيقة 38 انطلق كاراسكو في الجهة اليسري بعد أن استغل خطأ من أحمد فتحي الذي كان قد قطع منه الكرة ثم حاول مراوغته داخل منطقة الجزاء ليسترد كاراسكو الكرة ويمرر إلي هازارد أمام المرمي ليودعها الشباك. وفي الدقيقة 92 سجل منتخب بلجيكا هدفه الثالث عن طريق مروان فيلايني من انطلاقة من باتشواي الذي راوغ علي جبر بمهارة وخفة وسرعة داخل منطقة الجزاء. ثم مرر لفيلايني الذي سجل في الشباك الخالية مع تقدم الشناوي لينتهي اللقاء بفوز عريض لبلجيكا. وكانت بداية المباراة تحت سيطرة بلجيكا الذي هاجم من كل الجهات. اليمين والوسط واليسار. واضطر لاعبونا للرجوع لمعاونة المدافعين. وأبعد عمرو وردة هجمة خطيرة من تمريرة عرضية أرسلها كيفين دي بروين قبل أن تصل إلي كاراسكو الذي كان في انتظار الكرة علي حافة منطقة الست ياردات. ثم نال أحمد فتحي انذاراً للخشونة ضد كاراسكو. وتصدي الحضري لتسديدة قوية من دي بروين. دخل منتخبنا أجواء اللقاء بعد عشرة دقائق. وهاجم عن طريق عبدالشافي في اليسار. وفي الدقيقة 11 تهيأت كرة أمام النني علي حافة منطقة الجزاء سددها صاروخية اصطدمت بأحد المدافعين. وكان فيها شك كبير أن يد المدافع هي من أوقف الكرة لكن الحكم اليوناني رفض احتساب ضربة جزاء لمصر. وتشجع لاعبونا وهاجموا من جديد. وسدد عبدالله السعيد كرة غير متقنة بعيداً عن المرمي. وكاد أن يحرز هدفاً من فرصة صنعها له هازارد. وكانت أفضل هجمة مصرية في الدقيقة 22 من جهة عبدالشافي الذي رفع كرة إلي مروان محسن سددها رأسية خارج المرمي. بعدها تسيد البلجيك منطقة المناورات وسجلوا هدفين. لينتهي الشوط الأول بتأخر الفراعنة. شهد بداية الشوط الثاني تغييرات بصفوف منتخب بلجيكا باشراك ناصر الشادلي ومروان فيلايني وعدنان يانوزاي وميتشي باتشواي علي حساب هازارد واكسيل فيتسل ولوكاكو وميرتينز. بينما اكتفي كوبر في البداية بنزول محمد الشناوي بدلاً من عصام الحضري. وظهرت بعض الندية والتكافؤ بعد التحسن النسبي لمصر نظراً لتقدم المنتخب إلي ثلث ملعب بلجيكا للضغط علي مدافعيه. وازداد أداء منتخبنا تحسناً بنزول محمود تريزيجيه بدلاً من مروان محسن في الدقيقة 56. وصل تريزيجيه إلي المرمي بانطلاقة سددها في يد الحارس كورتوا الذي لم يختبر بشكل حقيقي من الفراعنة. وأشرك كوبر اللاعب سام مرسي بدلاً من طارق حامد. وأهدر رمضان صبحي انفراداً بمرمي بلجيكا ثم دفع منتخب مصر باللاعب محمود كهربا بدلاً من رمضان صبحي. وأشرك منتخب بلجيكا اللاعب ثورجان هازارد. وشارك أحمد المحمدي بدلاً من أحمد فتحي وأرسل منتخب مصر كرة عرضية انتهت بضربة رأس سهلة من علي جبر. وأصيب عمرو وردة وشارك بدلاً منه عمر جابر الذي لعب ظهيراً أيمن وتقدم المحمد للوسط يميناً. وأضاع باتشواي فرصة خطيرة لأصحاب الأرض بتسديدة بجوار القائم. ووسط محاولات مصر لتحسين النتيجة حاء الهدف الثالث لبلجيكا ليؤكد تفوقها علي مصر لينتهي اللقاء بالثلاثية. أكد هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني أن أهم ما يميز تجربة مباراة بلجيكا اطمئنانه النسبي علي المهاجمين مروان محسن. وكذلك عمرو وردة وكهربا اللذين أراهما مبشرين. أضاف كوبر في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة أن الأداء خلالها بالمقارنة بما كان عليه أمام كولومبيا كان غير مناسب من الناحية الدفاعية لنا. وكان مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي قد أثني علي قيادة كوبر لفريقه في المباراة خاصة فيما أجراه من تعديلات خلال الشوط الثاني مما أسهم في ارتفاع الأداء العام لها. مشيرا إلي أنه يعتقد أن إضافة محمد صلاح علي هجوم الفريق المصري ستزيده قوة وتأثيرا بكل تأكيد. في الوقت نفسه أكد مارتينيز أنه لم يتفاجئ من النتيجة بل عمل عليها وسيؤكد جدارة فريقه خلال مباراته الودية الأخيرة أمام كوستاريكا الاثنين المقبل.