المنتخب يخسر في بروكسل

روبيرتو يكتسح كوبر علي ملعب الملك.. والأهداف بأقدام لوكاكو وهازارد ومروان

تسبب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في إصابة عشاق الكرة المصرية بالرعب مع بدء العد التنازلي لمشاركته في مونديال روسيا الشهر الجاري, بالهزيمة الودية الثقيلة والمقلقة التي تلقاها الفراعنة أمام بلجيكا بثلاثة أهداف دون, في اللقاء جمع المنتخبين أمس, علي ستاد الملك بودوان بالعاصمة البلجيكية بروكسل, في ختام سلسلة المواجهات التجريبية قبل ظهور منتخبنا في كأس العالم في منتصف الشهر الجاري.
والذي أدي إلي تصاعد حالة الخوف من مصير منتخبنا في المونديال الروسي, عدم قدرة لاعبينا علي مجاراة نجوم بلجيكا فنيا وبدنيا علي مدار شوطي اللقاء, بجانب تفوق مديره الفني روبيرتو مارتينيز خططيا علي الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة علي مدار شوطي اللقاء, رغم أن كوبر اعتمد, خاصة في الشق الهجومي, علي قوته الضاربة التي تمثلت في عبد الله السعيد وعمرو وردة ورمضان صبحي تحت رأس الحربة مروان محسن وذلك يعتبر التشكيل الأمثل لتعويض غياب النجم الكبير محمد صلاح للإصابة والذي تسبب غيابه في الهزيمة الموجعة, أمام المنتخب البلجيكي الذي اختار كوبر مواجهته لاقتراب أسلوبه من طريقة أداء المنتخب الروسي الذي تضمه مجموعة منتخبنا في المونديال بجانب أوروجواي والسعودية.
واستشعر المنتخب البلجيكي أنه في مواجهة منتخب أقل منه فنيا وبدنيا مع الدقائق الأولي للمباراة, لذلك امتلك أصحاب الأرض زمام المبادرة الهجومية من خلال تحركات لوكاكو وإيدن هازارد ودي بروين الذين حاولوا بجدية اختراق تمركز علي جبر وأحمد حجازي واستغلال الكرات العرضية من مونييه وكراسكو, بشكل أدي إلي خطورة حقيقية علي مرمي المخضرم عصام الحضري, كاد يانيك كاراسكو أن يسجل من عرضية دي بروين لولا تدخل عمرو وردة الذي تراجع لإحداث الزيادة العددية في الشق الدفاعي.
ويحاول الفراعنة الظهور في الثلث الأخير من ملعب أصحاب الأرض ويقود عبد الشافي هجمة من الجهة اليسري ويلعب كرة عرضية يشتتها الدفاع إلي خارج المنطقة ليقابلها محمد ناصر النني محور الارتكاز بتسديدة مباشرة أخطأت الطريق إلي المرمي, ولكن كاد النني يتسبب في هدف بلجيكي إثر جملة خططية بين هازارد ودي بروين انتهت عند مارتينيز الذي سدد الكرة ليبعدها الحضري ببراعة.
ويهدر مروان محسن فرصة هز شباك الحارس البلجيكي كورتوا ولكن ضربة الرأس التي لعبها مروان محسن ذهبت بجانب القائم الأيمن للحارس البلجيكي.
وفي الدقيقة27 ينجح روميلو لوكاكو في تسجيل هدف التقدم للمنتخب البلجيكي إثر تسديدة قوية من هازارد تصدي لها الحضري لترتد إلي لوكاكو المتابع ليضعها داخل المرمي.
الغريب أنه بعد الهدف لم يبد منتخبنا محاولات جادة لإدراك التعادل باستثناء محاولات غير مؤثرة من عبد الله السعيد, فيما استمرت الخطورة البلجيكية علي مرمي الحضري التي أسفرت عن الهدف الثاني في الدقيقة38 عن طريق إيدن هازارد, إثر تباطؤ من أحمد فتحي ليستخلص يانيك كاراسكو الكرة من فتحي ويتوغل داخل منطقة الجزاء ويلعب كرة عرضية أرضية وضعها هازارد داخل المرمي.
ويحاول أحمد فتحي تصحيح الخطأ الذي ارتكبه وينطلق من الجهة اليمني ويمرر كرة عرضية ولكنها لم تجد المتابع, ويغلب الهدوء علي إيقاع الشوط الأول الذي انتهي بتقدم بلجيكا بهدفين دون رد. وفي الشوط الثاني يجري كوبر تغييرا بسحب عصام الحضري والدفع بمحمد الشناوي, ويرد روبيرتو بأربعة تغييرات بسحب داريس ماتينيز وروميلو لوكاكو وإيدن هازارد وأكسيل فيتسل والدفع بناصر الشاذلي وميتشي باتشواي وعدنان يانوزاي ومروان فيلايلي.
ورغم النشاط الهجومي النسبي لمنتخبنا, إلا أن ذلك لم يؤثر علي تمكن الفريق البلجيكي من التفوق الخططي والقدرة علي التحكم في إيقاع المباراة, ويسدد توبي ألديرفيريلد كرة قوية أخطأت مرمي الشناوي, ويجري كوبر تغييرا بالدفع بمحمود حسن تريزيجيه علي حساب مروان محسن غير الموفق تماما.
ويهدر مونييه فرصة إضافة هدف ثالث إثر عرضية رائعة من كاراسكو, ويحاول تريزيجيه إحداث تغيير في الشق الهجومي للفراعنة استغلالا للتفاهم بينه وبين عبد الله السعيد ورمضان صبحي ولكن قدرات الدفاع البلجيكي وحارس مرماه كانت أقوي من رغبة تريزيجيه.
ويجري كوبر تغييرا جديدا بالدفع بسام مرسي وسحب طارق حامد في محاولة لتحسين أداء متوسط الميدان الدفاعي, وكاد رمضان صبحي يسجل بعد أن تلقي تمريرة رائعة من تريزيجيه في عمق دفاعات المنتخب البلجيكي ولكن رعونة رمضان أدت إلي ضياع الفرصة, ليخرج رمضان ويشارك محمود عبد المنعم كهربا في محاولة لاستغلال قدراته علي شغل مركزي الوسط المهاجم ورأس الحربة الصريح, كما شارك أحمد المحمدي المدافع الأيمن علي حساب أحمد فتحي ثقيل الحركة, كما خرج عمرو وردة وشارك عمر جابر.
ورغم أن كوبر قام بتغيير خطوط المنتخب, إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام أفضلية المنتخب البلجيكي الذي أضاف الهدف الثالث علي طريق مروان فيلاليني في الدقيقة الأولي من الوقت المحتسب بدل الضائع, وذلك إثر انطلاقة رائعة من ميتشي باتشواي الذي توغل داخل المنطقة ولعب كرة عرضية رائعة لمروان الذي أودع الكرة بسهولة داخل مرمي محمد الشناوي.
فرحة مارتينيز ... المدير الفني: فوز مهم.. وباتشواي رائع
أعرب روبرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي عن سعادته بالمستوي الذي ظهر عليه لاعبوه في لقاء مصر الودي في إطار الإعداد لكأس العالم التي تنطلق بعد أيام قليلة. وقال مارتينيز: قدمنا عرضا جيدا للغاية, خاصة في الشوط الأول وضغطنا علي المنتخب المصري بطريقة جديدة ونجحنا في الوصول إلي المرمي عدة مرات وسجلنا هدفين رائعين لهازارد ولوكاكو وهو ما يعبر عن أداء مطمئن للغاية.
ويكمل المدير الفني: المباراة مهمة جدا بالنسبة إلي اللاعبين وكانت احتكاكا قويا بمدرسة شمال إفريقيا, حيث نلتقي في المونديال أمام تونس في الدور الأول وهناك تشابه بين أداء المنتخبين المصري والتونسي.
ويضيف المدير الفني: التجربة كانت مفيدة وتأكدنا من جاهزية لاعبين مثل ميشي باتشواي العائد من الإصابة الذي برز في الشوط الثاني وصنع هدفا جميلا, كما جري الاطمئنان علي انسجام الثنائي هازارد ودي بروين في الوسط.
هازارد: أشجع مصر وصلاح صديقي
أكد إدين هازارد صانع ألعاب المنتخب البلجيكي سعادته بالمستوي الذي ظهر عليه مع زملائه في تجربة المنتخب المصري في بروفة قوية لهم قبل خوض منافسات كأس العالم وملاقاة المنتخب التونسي في المجموعة السابعة, مشيرا إلي أن الانسجام والكرة الهجومية أبرز مكاسب بلجيكا.
وأضاف النجم الكبير: سأشجع مصر في كأس العالم وأتمني شفاء محمد صلاح ومشاركته في البطولة وتألقه فهو صديق مقرب لي وأتمني للمنتخب المصري النجاح والتأهل إلي دور الستة عشر.
دي بروين: تجربة مفيدة
وصف كيفين دي بروين لاعب وسط المنتخب البلجيكي, اللقاء أمس أمام المنتخب المصري بالاحتكاك القوي قبل ملاقاة تونس في كأس العالم.
وقال دي بروين: تلك ثاني مباراة أمام منتخب عربي, واكتسبنا خبرات كثيرة, كنا نحتاج إليها قبل بدء منافسات كأس العالم القادمة.
مدرج كامل للجماهير
مدرج كامل حازت عليه الجالية المصرية المقيمة في بلجيكا للتواجد في أرضية الملعب لتشجيع لاعبي المنتخب الوطني خلال لقاء بلجيكا أمس, وخلاله هتفت الجماهير بشدة للاعبين بالإضافة إلي الجهاز الفني ونال الحاضر الغائب محمد صلاح علي نصيب الأسد من التشجيع.
البعثة تصل اليوم
تصل بعثة المنتخب الوطني الأول إلي القاهرة اليوم بعد تعديل رحلة السفر من بلجيكا للعاشرة صباحا بدلا من الثانية ظهرا, لتصل البعثة قبل أذان المغرب, لمنح اللاعبين فرصة للإفطار برفقة أسرهم.