أغلب مرضي القلب ممكن ان يصوموا في ضوء الحالة الصحية لكل منهم ومدي قدرته علي تحمل مشقة الصيام دون تداعيات لحالته.. أكد ذلك دكتور أحمد الكرداني استاذ ورئيس قسم جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة عين شمس. أوضح ان الأسباب المؤدية للإصابة بأمراض القلب قد تكون في مجملها اما وراثية أو ناتجة عن العدوي ببعض الميكروبات أو الفيروسات وقد ترجع للسلوك الغذائي والاجتماعي غير الصحي للشخص المريض. أوضح ان أمراض القلب الناتجة عن أسباب وراثية تنقسم لثلاث مجموعات وهي ضعف عضلة القلب وتضخم الشريان الاورطي الوراثي ومرضي العيوب الخلقية بالقلب وأكثر نسبة لهذه الأمراض الوراثية وأخطرها مرض ضعف عضلة القلب حيث يحتاج معظم المرضيبه لعمليات زرع قلب ويتوقف اجراؤها علي حسب نسبة التضخم في عضلة القلب ومدي وجود ارتجاع في الصمامات من عدمه حيث تقدمت الأبحاث العلاجية من أجل ايجاد بدائل لعمليات الزرع التي يتعذر إجراؤها لأسباب متعددة اهمها صعوبة الحصول علي القلب المزروع وهذه البدائل يتم تنفيذها حالياً في مصر بمركز مجدي يعقوب ومستشفي القوات الجوية بالتجمع الخامس وهي تطبيق برنامج يتم فيه مساعدة القلب عن طريق جهاز يعمل كمخضات تضخ الدم من البطين الايسر للشريان الأورطي ليصل الدم للجسم ووظيفته هنا كبديل لعضلة القلب الضعيفة ويتم تركيب جزء من هذا الجهاز داخل جسم المريض ثم توصيله عن طريق كابلات بجهاز كهربي خارج الجسم يشبه البطارية ويلازم المريض ويستطيع حمله والتحرك به وممارسة حياته بشكل طبيعي مع عمل صيانة دورية للجهاز وبعض من هذه الحالات تتحسن حالة المريض بعد عدة أشهر ويتم الاستغناء تماما عن الجهاز المكلف في ثمنه ومثل هؤلاء المرضي يمكنهم الصوم مع تنظيم العلاج بشرط عدم اصابتهم بهبوط شديد في عضلة القلب أثناء صيامهم. وبالنسبة لمرضي تضخم الشريان الأورطي الوراثي فهو ناتج عن أمراض وراثية اخري تؤدي لضعف انسجة الجسم عامة وينعكس ذلك علي الشريان الاورطي خاصة ويحدث هذا في المصاب "بمتلازمة مارفان" منذ الطفولة ويصل طولهم عند البلوغ إلي 200 سم حيث يعانون من ضعف انسجة الشريان الأورطي الذي يتضخم ويتمدد مبكرا وقد يصل لحد الانفجار مؤديا للوفاة وعلاج هذه الحالات باعطائهم دواء كونكور مع متابعة تمدد الشريان الاورطي لديهم فإذا تمدد طوله إلي حد 5 سم يتم اخضاع المريض لجراحة عاجلة لتغيير الشريان الاورطي. وبالنسبة للعيوب الخلقية للقلب فهذه تكثر في حالات زواج الاقارب ومنها الاصابة بثقب بين البطينين أو رباعي فالوت وعلاجها بالجراجة. وعن أمراض القلب الناتجة عن العدوي قال دكتور أحمد الكرداني ان من اخطرها وأكثرها شيوعا عندنا هو مرض الحمي الروماتيزمية حيث يمثل نسبة 30% من حالات أمراض القلب في مصر التي يلزم ادخالها المستشفي لعمليات جراحية عاجلة بينما تبلغ هذه النسبة في الخارج بأمريكا وأوروبا 1% فقط من جراحات القلب هناك وتنتج الإصابة بهذا المرضي نتيجة التكدس داخل الفصول بالمدارس وكذلك التكدس بالبيوت المصرية والتي لا تدخلها الشمس وبها نسبة رطوبة مرتفعة مع عدم التهوية حيث يؤدي ذلك لتكرار الإصابة بالتهابات الحلق واللوز خاصة في الأطفال وللاسف أغلب هذه الحالات لا يتم تشخيصها بشكل صحيح وفي بعض الحالات التي يتم تشخيصها لا يتم اعطاء المريض الجرعة الكافية من المضادات الحيوية ونتيجة لتكرار الالتهابات يحدث تلف في صمامات القلب بسبب ميكروب الحمي الروماتيزية وفي هذه الحالة يتم علاج المريض بالأدوية حتي مرحلة معينة يزداد فيها سمك الصمام مما يؤدي لضيقه أو ارتجاع به وبالتالي يعجز عن أداء وظيفته في هذه الحالة يتم التدخل الجراحي لتغيير الصمامات التالفة. للسيطرة علي هذا المرض لابد من الاكتشاف المبكر له حيث يتم تشخيصه واكتشاف الميكروب المسبب له فقط أثناء ارتفاع حرارة المريض وهو ميكروب من فصيلة الاستربتو كوكس وعلاجه بالبنسلين طويل المدي مدي الحياة حتي سن الاربعين إذ يقل تأثير الحمي الروماتيزمية علي قلب المريض بعد بلوغه هذه السن. يؤكد دكتور أحمد الكرداني ان مرضي الحمي الروماتيزمية في الحالات الاولية للمرض يمكنهم الصيام مع تنظيم العلاج والغذاء الصحي اما الحالات المتأخرة والذين لديهم تلف شديد في الصمامات وتضخم في القلب فهؤلاء يتم اعطاؤهم مدرات للبول بكميات كبيرة وينصح بعدم صيامهم حتي لا يصابوا بالجفاف وهبوط في القلب نتيجة الامتناع عن شرب الماء أثناء الصيام وعدم تعويض ما يفقدونه من سوائل تحت تأثير مدرات البول.