* في أي دولة متقدمة محترمة تعد جريمة التهرب من دفع الضرائب جريمة تمس شرف من يقترفها وعقابها القانوني كبير يصب الي الحبس ومضاعفة مبلغ الضريبة التي لم يتم سدادها. * المغني والملحن عصام كاريكا ليس هو الوحيد الذي تقدمت مصلحة الضرائب ببلاغ ضده الي نيابة التهرب الضريبي بوصفه مداناً بمبلغ مليون و327 ألف جنيه عن ضرائب مستحقة ووجهت له النيابة تهمة استعمال أحد طرق الاحتيال .. باخفاء نشاط جزئي وعدم تقديم اقرار صحيح عن ايراداته.. وهو الآن أمام محكمة جنح التهرب الضريبي التي قد تدينه وقد تبرئه. * ما نريد التأكيد عليه هنا ان مهمة مصلحة الضرائب في تحصيل حقوق الوطن بالذات من أهل الفن مهمة صعبة للغاية وهناك حيل وطرق كثيرة للتهرب من الضرائب علي كافة الأصعدة الفنية واعتقد ان الوصول اليها صعب أيضا لأنها تتم مع أطراف أخري متواطئة مع الفنان نفسه ولتبدو الأمور طبيعية وقانونية. * اذا كان التهرب الضريبي يعد نوعا من أنواع الفساد ويعد عملا لا أخلاقيا بالذات من أهل الفن المفروض عليهم أولا وأخيرا ان يكونوا قدوة حسنة وان يدفعوا ضرائبهم غير منقوصة للبلد التي اعطتهم الشهرة ومكنتهم من جمع ثروات واقتناء فيلات وسيارات فارهة وغيره. فان معظم الفنانين ليسو كلهم فأنا أعرف ان هناك نماذج محترمة وملتزمة وتقدر حق هذا الشعب وحق الوطن ولكن معظمهم يتفنن في اخفاء حله بطرق مختلفة تحتاج من مصلحة الضرائب الي اعداد فريق متخصص لمحاسبة هذه الفئة وكشف الاعيبها.. فريق يستقي خبرته واخباره من الوسط الصحفي والفني ويعرف كيف تسير الأمور. * فغالباً ما تكون عقود بعض النجوم مع جهات العمل نفسها عقود وهمية لا تعبر عن أصل الاتفاق وأصل الأجر فالفنان الذي يحصل علي مليون جنيه لا يمرر عقدا إلا بربع أو عشر هذا المبلغ وهذه أولي الحيل غير الأخلاقية.. وعلي هذا المنوال تتم غالبا عقود الاعلانات اذا كان الفنان يعمل في الاعلانات وعقود المسلسلات والأفلام والحفلات وأما بالنسبة للمطربين فضبط دخولهم مسألة أصعب لأنهم يقدمون حفلات خاصة بأرقام الملكية في داخل مصر وفي دول عربية كثيرة لا تتم بعقود أصلا.. وهناك حفلات بمقابل هدايا تقدر بالملايين ولا تذكر في نشاطهم ولا اعتقد ان لدي جهاز الضرائب مصدر دقيق للمعلومات حول نشاط الفنانين وخاصة كبار النجوم واذا كان يعتمد فقط علي ما يقدمونه في اقراراتهم فاعتقد انه هو المقصر ومن الواجب ان يكون هناك جهاز لتتبع هذا النشاط وحصره ومواجهة المتهرب به حتي يدفع ما عليه للدولة والوطن مثله علي الأقل مثل المواطنين الشرفاء الذين يدفعون من الملاليم التي يحصلون عليها.. ومثل الموظفين الذين يقتطع الضريبة من مصدر راتبهم.. واعتقد أن الزمن الذي كان يخشي فيه مأمور الضرائب من مواجهة فنان أو نجم ذي سطوة قد انتهي فلا آحد فوق القانون ولا يجب ان تتضخم ثروات النجوم علي حساب هذا الوطن الذي يحتاج الي دعم الجميع وليس التهرب من أبسط الحقوق.