في روضة القرآن قال الله تعالي "الحمد لله" الحمد يعني الثناء علي الجميل من النعمة أو غيرها مع المحبة والاجلال» فالحمد أن تذكر محاسن الغير سواء كان ذلك الثناء علي صفة من صفاته الذاتية كالعلم والصبر والرحمة أم علي عطائه وتفضله علي الآخرين ولا يكون الحمد إلا للحي العاقل. وهذا أشهر ما فرق بينه وبين المدح فقد تمدح جمادا ولكن لا تحمده » وقد ثبت أن المدح أعم من الحمد. فالمدح قد يكون قبل الإحسان وبعده » أما الحمد فلا يكون إلا بعد الإحسان . فالحمد يكون لما هو حاصل من المحاسن في الصفات أو الفعل فلا يحمد من ليس في صفاته ما يستحق الحمد » أما المدح فقد يكون قبل ذلك فقد تمدح إنسانًا ولم يفعل شيئا من المحاسن والجميل ولذا كان المدح منهيًا عنه » قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "احثوا التراب في وجه المداحين" بخلاف الحمد فإنه مأمور به فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم يحمد الناس لم يحمد الله". وقول "الحمد لله" معناه أن الحمد والثناء حق لله وملكه فانه تعالي هو المستحق للحمد بسبب كثرة أياديه وأنواع آلائه علي العباد. فقولنا "الحمد لله" معناه أن الحمد لله حق يستحقه لذاته ولو قال "أحمد الله" لم يدل ذلك علي كونه مستحقا للحمد بذاته ومعلوم أن اللفظ الدال علي كونه مستحقًا للحمد أولي من اللفظ الدال علي أن شخصًا واحدًا حمده. طرائف لغوية قال أحد النحاة: رأيت رجلاً ضريراً يسأل يقول: ضعيفاً مسكيناً فقيراً.. فقلت له: يا هذا علامَ نصبت "ضعيفاً مسكيناً فقيراً"؟ فقال بإضمار "ارحموا"... فقال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته إياه فرحاً بما قال. آية ومعني كلمة "الأعلام" قال تعالي "وله الجوارِ المنشآت في البحر كالأعلام" "الرحمن: 24" الأعلام هي الجبال: أي تسير السفن في البحر كالجبال وليس كالرايات. - كلمة الغَرور.." وغرَّكم بالله الغَرور" "الحديد:14" فالغرور بفتح العين هو: الشيطان وبضمه هو الباطل. ذكاء ثعلب روي عن الشعبي أنه قال: خرج أسد وذئب وثعلب يتصيدون. فاصطادوا حماراً وحشياً وغزالاً وأرنباً.. فقال الأسد للذئب: اقسم .. فقال: الحمار الوحشي للملك. والغزال لي. والأرنب للثعلب.. قال: فرفع الأسد يده وضرب رأس الذئب ضربة فإذا هو صريع بين يديه.. ثم قال للثعلب: اقسم هذه بيننا فقال: الحمار يتغدي به الملك . والغزال يتعشي به. والأرنب بين ذلك.. فقال الأسد: ويحك ما أقضاك.. من الذي علمك هذا القضاء؟! فقال الثعلب: القضاء الذي نزل برأس الذئب.