أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان الكريم.. والذي تسعي فيه جميع القنوات التليفزيونية والفضائية لعرض الأعمال الدرامية علي شاشتها لجذب عدد كبير من جمهور المنازل أمام التليفزيون.. فهل ستحترم دراما هذا العام خصوصية الشهر الكريم وتقدم نماذج محترمة أم ستكون مليئة بمشاهد البلطجة والعري والكلمات الهابطة وغيرها من هذه السلبيات.. "المساء" تحاورت مع بعض الفنانين والمؤلفين لمعرفة آرائهم فماذا قالوا؟ في البداية أكد المخرج محمد فاضل رئيس لجنة الدراما بالمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام أن اللجنة لن تمارس دوراً رقابياً علي الابداع لكنها تمارس دوراً اجتماعياً لحماية المجتمع من الآثار البشعة للأعمال الدرامية دون المستوي التي عرضت في السنوات الأخيرة. وهذا هو الدور المنوط بالمجلس الأعلي. مشيراً إلي أن اللجنة لن تفرض موضوعات علي أي مبدع ولكن المفروض هناك مجتمع له قيم معينة والبلد لها استراتيجية وبالتالي نطلب من صناع الدراما مراعاة ذلك ونحن لسنا جهة رقابية مؤكداً أن كل واحد مسئول عن ابداعه الفني ومن يخالف قانون المجلس يعاقب علي ذلك. مخاطبة الضمير أضاف فاضل : منذ أن وافقت علي رئاسة اللجنة وجدتها فرصة لفتح الباب لمناقشة بناءة مع صناع الدراما. بداية من المؤلف والمخرج والمنتج. لأننا حريصون علي أن نخاطب ضمائرهم. فالسنوات الماضية شهد فيها الكل حالة الانفلات التي طرأت علي الدراما المصرية. والتي أصبح لها الغلبة بين الأعمال المعروضة. بخلاف ما اعتدنا عليه طوال حياتنا. حينما كانت الغلبة للأعمال المحترمة والقوية. التي تحمل رسالة ولها هدف. وتقوم علي النص أولاً. ثم الاخراج فالإنتاج وأخيراً التمثيل. والقلة كانت أعمالاً دون المستوي. مع العلم أنه حتي منتصف السبعينيات لم يكن هناك جهاز رقابي في مصر. أما الآن فالوضع كله بحاجة إلي وقفة جادة من مختلف الجهات المعنية. ولاسيما وأنني رجل مؤمن بأن الصالح يطرد الطالح. وأطالب بضرورة دعم الدولة للإنتاج. وتقديم أعمال قوية ذات قيمة تجذب الناس إليها. وأتمني أن نري في دراما رمضان هذا العام أعمالاً جادة تخدم المجتمع بعيداً عن الأعمال المبتذلة خاصة أنها تعرض في شهر رمضان. صورة مشرفة الفنانة القديرة سميرة أحمد قالت : أتمني أن أري هذا الموسم صورة جادة وحقيقية مشرفة تبرز كفاح المرأة المصرية وتوضح حجم المسئوليات التي أصبحت ملقاة علي عاتقها. مضيفة : رغم وجود عدد كبير من الفنانات اللاتي يحرصن علي التواجد الرمضاني بمسلسلات خاصة بهن. إلا أنني وللأسف أجدها تهين المرأة وتقسو عليها وتظهرها بصور غريبة وبعيدة كل البعد عن صورة المرأة المصرية الحقيقية. فهي أما خائنة أو متسلطة أو غيرها من الأشكال السلبية علي خلاف الحقيقة. فالمرأة هي الأم المكافحة. والزوجة الصبورة. والإبنة المجتهدة. وغيرها من الصور والنماذج المشرفة للمرأة. أشارت إلي ضرورة تقديم أعمال توضح حجم تضحيات زوجات وأمهات وأبناء شهداء الوطن لأنهم بالفعل يستحقون أن تخلد تضحياتهم وعائلاتهم وتظهر علي الشاشات ليشاهدها الملايين. تبني القيم الإيجابية الفنانة القديرة لبني عبدالعزيز قالت : بالتأكيد الفن يؤثر في المجتمع. والقصص الدرامية التي أصبحنا نراها في السنوات الأخيرة للأسف أصبح كثير منها له تأثير سلبي مدمر خاصة علي الأطفال الصغار الذين تعلموا من الشاشات الكثير من القيم السلبية كالعنف والبلطجة والمخدرات.. مضيفة : أتمني أن نري هذا العام أعمالاً مغايرة عما شاهدناه سابقاً. خاصة أن المجتمع أصبح يواجه العديد من القضايا الملحة التي تحتاج بحق إلي القاء الضوء عليها خاصة القضايا الأخلاقية التي تتبني القيم الإيجابية والأخلاق وتعزز بناء الوعي السليم عند المشاهد خاصة الفئات العمرية صغيرة السن كالأطفال والشباب. من جانبه قال السيناريست مجدي صابر : للأسف الشديد أصبحت دراما العنف والبلطجة والموضوعات البعيدة عن الواقع المصري هي المسيطرة علي الدراما المصرية. وازداد هذا التوجه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة نتيجة غياب كبار الكتاب الذين كانوا يشعرون بأهمية المسئولية المجتمعية في أعمالهم.. مضيفاً : ومع انتشار الأعمال التي يكتبها مؤلفون شباب وورش الكتابة المختلفة أصبحت الدراما تشهد تزايداً في مشاهد وقصص العنف باعتبار أنها الأكثر قدرة علي جذب المشاهدين. رغم أنها تؤثر فيهم بشكل سلبي ولا تعبر عن واقعهم ومشكلاتهم وقضايا وطنهم. مناقشة قضايا الوطن أضاف : اعتقد أن قضية الارهاب الآن تأتي علي رأس القضايا التي تواجهها مصر بكل اجهزتها. وأنا ككاتب ناقشت بالفعل تلك القضية في مسلسل "افراح ابليس" الجزء الثاني والذي سيتم عرضه خلال السباق الرمضاني المقبل. خاصة أن مصر وقواتها المسلحة بالفعل تخوض حرباً شرسة وبلا هوادة للقضاء علي جماعات الظلام التي لا تسعي سوي لتخريب العقول والنفوس.. مشيراً إلي أننا لن نستطيع أن نتحدث عن ضرورة وجود أعمال هادفة تناقش قضايا الوطن والمواطن دون الحديث عن جميع جهات انتاج الدولة سواء صوت القاهرة أو مدينة الانتاج الإعلامي أو قطاع الانتاج يجب أن يستعيد دور لانتاج أعمال جادة تخدم قضايا المواطن وتحل مشكلاته وقضاياه. وقالت د. صافيناز المغازي استاذ علم النفس بجامعة عين شمس أعتقد أن صناع الدراما سوف يقدمون أعمالا هادفة خاصة بعد القرارات الجادة للجنة الدراما بالمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام وفرض العقوبات علي من يقدم عملاً غير لائق. مشيرة إلي أن التترات المبدئية التي تعرض الآن أري أنها شبيهة ببعضها واعتقد أن المضمون سوف يكون مختلفاً فضلاً عن أن الأعمال الكوميدية أتمني أن تكون بها فكرة تؤثر علي العامل النفسي عند المشاهد ومما لا شك فيه أن الفن والدراما علاج لأنهم يؤثرون بشكل كبير لذلك أتمني أن نري أعمال السيرة الذاتية تعود مرة أخري مثل مسلسل "أم كلثوم" وغيرها بجانب الأعمال التي تخاطب المشاكل الموجودة التي تعالج العامل النفسي بعيداً عن المأساوية والأعمال التي تسبب الاكتئاب وبعيداً عن العنف والدم وحرصاً علي الأطفال.