التحسن الملحوظ في مستوي نجم مصر محمد النني وتألقه اللافت مع ناديه آرسنال الإنجليزي في الآونة الأخيرة يدعو للاعجاب والإشادة فالنني بدأ الموسم احتياطياً غالباً وبعيداً عن قائمة المباريات أحياناً ولكنه لم يستسلم وواصل انضباطه والتزامه وفيما يبدو نجح في تطوير خبراته وقدراته في التدريبات فدفع به فينجر المدير الفني للمدفعجية في التشكيلة الاحتياطية التي تلعب في مباريات الكئوس وبالدوري الأوروبي "اليوروباليج" وباجتهاده ومثابرته عاد بالتدريج إلي التشكيلة الأساسية للفريق الإنجليزي العريق وفي كل مباراة يشارك فيها يثبت جدارته بوجوده مع النجوم حتي نال أخيراً جائزة أفضل لاعب في ناديه عن شهر مارس وقاد فريقه نحو التأهل إلي نصف الدوري الأوروبي بعد مباراة ولا أروع أمام سسكا موسكو في عقر داره حيث صنع هدفين وقدم مجهوداً خرافياً نال علي إثره جائزة رجل المباراة ثم اختاره الاتحاد الأوروبي لجائزة أفضل لاعب بإياب الدور ربع النهائي وبالتالي جاء ضمن التشكيلة المثالية لهذا الدور. هذا التطور الرائع في مستوي النني يجعلنا فخورين به خصوصاً أنه يلعب مع واحد من أعظم أندية انجلترا وأوروبا ونظن لأنه لاعب وسط مدافع لا يشعر به الناس مثل المهاجم الذي يسجل الأهداف أو التي يصنعها جعله لا يحظي بالاهتمام الإعلامي الذي يستحقه ولكنه ينال تقدير مدربيه وخبراء اللعبة الذين يقيمون الأداء بشكل مختلف عن الجمهور وكل ما نتمناه أن يواصل النني تألقه لينهي الموسم الحالي بكل قوة وهذا في صالح منتخب مصر بكل تأكيد. ونري أن تألق النني في موسكو ومساهمته الفعالة في التغلب علي فريق سسكا له فوائده الكبيرة لنا لأنه كسر لبقية زملائه بالمنتخب الوطني رهبة اللعب مع المنتخب الروسي الذي يضم بين صفوفه عدداً من لاعبي سسكا وهو نفس ما فعله محمد صلاح أسطورة مصر في مباراة ناديه ليفربول مع سبارتاك موسكو في دوري الأبطال حيث تعادل معه في روسيا بهدف لكل فريق ثم اكتسحه بسباعية كان صلاح صاحب الهدف السابع وهو واحد من أجمل أهداف هذا الموسم وصلاح لاعب عالمي بكل المعايير والمقاييس والأرقام. من هنا أعتقد أنه يجب علي الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة كوبر أن يبدأ مهمته عند مواجهة المنتخب الروسي في كأس العالم بهذا البرهان بالتأكيد للاعبين جميعاً علي ان منتخب روسيا لا يخيف ونجومه لم يتفوقوا علي صلاح والنني وأنه ليس مستحيلاً الفوز عليه في عقر داره كما ان الفوز علي المنتخب السعودي سيكون ممكناً وتبقي المواجهة الأصعب في الافتتاحية مع أوروجواي فأحمد حجازي وعلي جبر في حاجة إلي دروس خصوصية مستمرة من الآن وحتي المونديال لمواجهة سواريز وكافاني أفضل مهاجمين في العالم حالياً. كل الأمنيات الطيبة للنني وصلاح في مشوارهما الأوروبي الصعب ولمنتخبنا الوطني الغالي ليدخل الفرحة في نفوس كل المصريين.