أختلف مع من يشنون هجوماً ضارياً علي المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بسبب تردي الأوضاع بمراكز الشباب. فمن الظلم أن نحمله بمفرده أو حتي الحكومة بأكملها مسئولية اهمال وتراكمات عشرات السنين. اصلاح ما أفسده الزمن يحتاج الي وقت طويل ودعم مالي كبير ولن يتحقق بالسرعة المطلوبة الا بمشاركة فاعلة من المجتمع المدني وتلك قضية أخري يطول الحديث فيها.. لكنني أهمس في أذن الوزير بأن هناك مشروعاً لايقل أهمية عن مراكز الشباب يتبع الوزارة أيضاً ويحتاج الي القليل من الجهد والمال لتصحيح مساره وتحقيق نتائج مذهلة.. ما أتحدث عنه هو "قطارالشباب". بداية.. لاجدال في أن رحلات قطار الشباب التي تنظمها الوزارة تؤدي دوراً مهماً لأبنائنا وللدولة في ذات الوقت من خلال تنشيط السياحة الداخلية التي لم تتعاف بصورة كاملة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.. أو بتعريف الشباب بتراثنا وآثارنا ومن ثم مكانة بلادنا بين الأمم. تلك المكانة التي جعلتها مطمعاً للطامعين علي مر التاريخ. الفكرة في حد ذاتها لها مردود ايجابي من الظلم تجاهله أوالتقليل من شأنه حتي لو اقتصر الأمر علي اتاحة الفرصة لأبنائنا ليزوروا محافظات سياحية لم يشاهدوها من قبل كالأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة والاسكندرية وبور سعيد ضمن برنامج "اعرف بلدك" فالكثيرون لايعرفون بلدهم علي النحو الصحيح كما أنهم لايستطيعون تحمل أعباء هذه الرحلات. ومع ذلك فان القطارفي تقديري تجاهل الوقوف في محطة أخري أكثر أهمية من الترفيه تتمثل في فتح حوارات مع الشباب حول القضايا المتعلقة بالوطن.. السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. ليتعرفوا بجانب آثار وتراث بلدهم الي المخاطر التي تهدد مسيرة وانطلاقة الوطن حتي يعلموا أن الدولة تحارب بكل ماتحمله كلمة حرب من معني في أكثر من جبهة وليس في سيناء وحدها. مطلوب أن تستقطب وزارة الشباب وهي من اسمها معنية بقضايا الأجيال الشابة أكبر عدد من طلاب الجامعات وحتي تلاميذ المرحلة الثانوية وتدير معهم نقاشاً حقيقياً بمشاركة عدد من المتخصصين في كل المجالات والتخصصات بهدف ازالة أي لبس أو سوء فهم حول ما يجري علي أرض المحروسة أو المنطقة أو العالم ولا نتركهم فريسة لتيارات هدامة وحملات لا تتوقف من الخارج بهدف تغييبهم . بشرط أن يتم الأمر بطريقة الحوار وليس الوعظ والارشاد الذي يمل منه الشباب ولايؤدي الي الهدف المنشود. الحوار مع الشباب يجب أن يتصدر الآن الأولويات في كل أجهزة الدولة فهم مصدر القوة والوقود اللازم لأي تنمية منشودة في حين أنهم يمكن أن يتحولوا الي معاول هدم لو تركناهم فريسة لطوفان الشائعات والأخبار المغلوطة بما يؤدي الي حالة من البلبلة والتشويش. الشباب لديهم أفكار خلاقة مبدعة لمواجهة مشكلات بلدهم وبعضها قابل للتنفيذ.. المهم أن يجدوا من يستمع اليهم ويوجههم ويصحح لهم المسار دون تجاهل لما يطرحونه أو التقليل من شأنه. [email protected]