لم تتوقف الدوائر المعنية في العالم. طوال الفترة الماضية وحتي الآن. عن متابعة انتخابات الرئاسة المصرية.. ولم تخلو صحيفة أجنبية. ولا موقع أجنبي من أخبار أو مقالات عن هذه الانتخابات. ما معني هذا؟ المعني أن الشأن المصري يهم العالم كله. خصوصاً إذا كان يتعلق بالشخصية أو الرئيس الذي سيتعامل معه قادة الدول. في السنوات الأربع القادمة علي الأقل. والمعني أيضاً. أن العالم يراقب المؤشرات الدالة علي مدي ما يمكن أن تتمتع به البلاد من أمن واستقرار بقيادة الفائز بالانتخابات. وما يمكن أن يترتب علي ذلك من تحسن داخلي في كافة مناحي الحياة. والحقيقة أن الأمن والاستقرار هما بمثابة "الحاضنة" التي يمكن أن تزدهر فيها أشجار التقدم. وتترعرع في كنفها أسباب النمو الاقتصادي والاجتماعي. وغير ذلك من عوامل الرقي والتحسن في مستوي المعيشة. المعني أيضاً.. أننا لا نعيش بمعزل عن كوكبنا. الذي تحول بفضل وسائل الإعلام الحديثة. بمختلف أنواعها وفنونها. إلي "بيت زجاجي واحد". ليس له أبواب ولا جدران. بعد أن كنا نصفه بأنه "قرية صغيرة" ولم يعد بمقدور أحد إخفاء شيء عن العالم ولا يمكنه تقديم ما يجافي الحقيقة. ومما لا ريب فيه أن رءوس الأموال. أصبحت مثل الطيور المهاجرة. ليس لها وطن ولا مأوي سوي المكان الذي يوفر لها الشعور بالطمأنينة والقدرة علي "التكاثر" أو تحقيق المزيد من الربح. كذلك السائح. الذي يهمه الاستمتاع برحلته السياحية. لن يتوجه إلي أي مكان من العالم. إذا شعر بأنه سيواجه في ذلك المكان أي نوع من الخوف أو التهديد.. ولن يذهب إلي أي بقعة وينفق أمواله فيها إلا لو أيقن أنه سيشعر بالراحة والهدوء النفسي ولن يتوجه إلي مكان ما لم يوفر له الشعور بالاستجمام والاحساس بالتخفف من مشاكل الحياة وضغوطها. في عصرنا المثقل بالضغوط. ونحن نعلم قدر المنافسة العاتية. التي تخوضها الدول. لجذب السياح ورءوس الأموال الأجنبية إلي أراضيها. وندرك ما تمثله السياحة ورءوس الأموال من أهمية. باعتبارها من مصادر زيادة الدخل القومي وإقامة المشاريع الجديدة. الأمر الذي يسهم في تحقيق التنمية ويوفر فرص العمل للشباب ويرتقي بالخدمات المقدمة للمواطن. وبلا مبالغة ولا تهويل. فقد شهدت الفترة الماضية من حكم الرئيس السيسي كثيراً من المشاريع التنموية التي لا ينكرها ذو عينين.. وشهدت البلاد قدراً كبيراً من الاستقرار. خصوصاً مع الجهود البطولية التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة لاجتثاث فلول الإرهاب. ولا يقلل من شأن هذه المشاريع ما قد يبديه البعض من ملاحظات أو انتقادات أو رؤي مغايرة. فالاختلاف هو سُنة الحياة. والحاجة للاختلاف لا تقل أهمية عن الحاجة للاتفاق والتوافق. ولا يعيبنا أن نختلف في رؤية الوسائل التي تقودنا للتقدم ما دامت أهدافنا واحدة. وهي الارتقاء ببلدنا ودفعه إلي الأمام وجعله واحة للأمن والاستقرار. العيب كل العيب أن يتحول الاختلاف. لا قدر الله. إلي نزاع أو صراع أو تناحر فيما بيننا فنصبح كمن يهدم حيث أراد البناء. ويدمر حيث أراد أن يعمر! الآن. وبعد إنتهاء الانتخابات الرئاسية. علينا حكومة وشعباً التركيز علي بناء بلدنا. ومواصلة العمل علي حمايتها من كل ما يمكن أن ينال منها أو يسيء إليها.. علينا أن نقول للعالم كله إننا علي قلب راحل واحد. وعلي قلب وطن واحد. وسنواصل مسيرة التنمية والحفاظ علي مصر واحة للأمن والاستقرار. ومرفأ للطمأنينة والسكينة. وماكينة للعمل والانتاج. وموطناً نعتز. نحن وأبناؤنا. بالعيش فيه ونفخر بالانتماء إليه.