"صفقة القرن" التي يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطرحها قريباً ويلح عليها بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاشلة قبل أن تبدأ لأنها تطلب من مصر التنازل عن جزء من سيناء الغالية للفلسطينيين مقابل قطعة أرض أخري مشابهة من إسرائيل في منطقة جنوب غربي النقب "وادي فيران" وهو ما يعول عليه النظام الصهيوأمريكي الآمال اعتقاداً منه أن مصر وفلسطين سوف تقبلان هذه الصفقة المشبوهة مقابل بعض المزايا التي سربتها الإدارة الأمريكية ويحصل عليها الجانبان المصري والفلسطيني وتناسي ترامب نتنياهو أن الهوية والسيادة خط أحمر لا يمكن العبث بهما كيفما يشاءان. إن الفلسطينيين لهم حقوق معترف بها دولياً وعلي الرئيس الأمريكي أن يعيها ويراعيها في أي صفقة يريد أن يعرضها لإقرار السلام في الشرق الأوسط أما أن يحل المشكلة علي حساب الآخرين لصالح ربيبته المدللة إسرائيل فهذا مرفرض جملة وتفصيلاً.. فلولاً أن الدولة الصهيونية هي المستفيد الأكبر من الصفقة ما ألح عليها نتنياهو بهذا الشكل الغريب الذي سوف يصب في صالح دولته في المقام الأول.. فالعالم يعرف أن أمريكا وإسرائيل لا تبحثان إلا عن مصلحتهما فقط ولا تريدان تحقيق أي مكاسب لدول أخري وأن أعلنا عن ايجابيات هذه الصفقة فهذه فقاعات صابون سرعان ما تنفجر ولن يصبح لها أي أثر لأنهما لا يلتزمان بأي وعود أو عهود والتاريخ شاهد علي ذلك وأقرب دليل هو اعطاء ترامب الدولة الصهيونية القدس علي طبق من ذهب حينما أقر بنقل سفارته لها باعتبارها عاصمة الدولة العبرية وحدها متجاهلاً حق الفلسطينيين الشرعي والقانوني فيها والذي تقره جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية. علي §أية حالة لقد أعلنت مصر عن موقفها من الصفقة المشبوهة علي لسان اللواء عباس كامل رئيس جهاز الاستخبارات العامة كما ذكرت صحيفة الحياة اللندنية حيث أكد لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "مصر لن تتنازل عن شبر واحد من أرض سيناء التي ستبقي مصرية كما ستبقي غزة فلسطينية" مشدداً علي أن "مصر ترفض في شكل مطلق" الصفقة الأمريكية لأنها سوف تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية.. وهذا رأي مصري أيضا وينبغي أن تدرك ذلك هاتان الدولتان.. فسياسة الوطن البديل لن تحل هذه المشكلة المستعصية وإذا كانت أمريكا لن تستطيع الضغط علي إسرائيل من أجل التوصل لحل الأزمة بصورة عادلة فلتنسحب وتترك الساحة لطرف محايد يحل المشكلة بالعدل والحق. إشارة حمراء في الوقت الذي يتظاهر فيه الأطباء حول العالم ومنهم مصر للمطالبة بزيادة رواتبهم نجد علي النقيض الأطباء الكنديين في مقاطعة "كيبك" يرفضون الزيادة التي اضيفت لرواتبهم لأنها صادمة وكبيرة للغاية ولا يمكن قبولها في الوقت الذي يعاني فيه المرضي وأطقم التمريض من سوء الخدمات وضعف الرواتب وطالبوا بإعادة توزيع الموارد بصورة أكثر عدلاً لتلبية احتياجات المرضي. برافو أطباء كندا فقد ضربوا المثل في التضحية والايثار ومراعاة ظروف الآخرين.. والسؤال هل من الممكن أن نري هذه النماذج عندنا؟.. انه أمل لو تعلمون عظيم.