اشتعلت أوساط التعليم بموجة من الغضب العارم بعد اعتماد د.طارق شوقي وزير التعليم لجدول الثانوية العامة بشكل نهائي بعد تعديل موعد امتحان اللغة الإنجليزية وتقديمه إلي ما قبل اجازة عيد الفطر ليصبح يوم 12 يونيو وقبله مادة أخري يوم 10 يونيو وهو ما يعني أن الطلاب سيكون أمامهم يوم واحد فقط لمراجعة المادة كما اشتكي طلاب علمي رياضة من عدم توفير فترة مراجعة ملائمة لهم أسوة بباقي الشعب. الغضب لم يتوقف عند الطلاب فقط بل امتد إلي المعلمين وأولياء الأمور الذين شعروا بأن الجدول قد يتسبب في خسارة أبنائهم لدرجات كثيرة في ظل تلاحق المواد علاوة علي ضياع فرحة العيد في المذاكرة بينما رأي المعلمون ان الجدول الجديد افتقد العدالة واهتم بالمواد الفرعية علي حساب المواد الأساسية. عبر مصطفي سليم- مدرس اللغة الإنجليزية- عن استيائه من الجدول موضحا ان الإنجليزي وهو مادة أساسية ظلم علي حساب المواد الفرعية.. مؤكدا أن هذه المادة دائما تأتي "يوم الأحد" لكي يكون قبلها عدة أيام للمراجعة بعيدا عن الضغوط. ولكن واضع الامتحان قام بنقلها وتناسي أنها مادة أساسية. أكد علي أن طالب العلمي أحرص علي الدرجة من طالب الأدبي. وهذا الجدول يخدم فرع الأدبي علي حساب المواد الأساسية لكنه قام بإراحة بعض المواد التخصصية. قال عبدالله وجدي- مدرس الرياضيات للثانوية العامة- إن جدول الامتحانات جاء علي حساب طلاب علمي رياضة وكان يجب وضع المواد الخفيفة قبل العيد مراعاة للطالب وللتخفيف عليه. مشيرا إلي أن مادة الجبر والهندسة الفراغية والديناميكا والاستاتيكا أمامها يومان كافيان للمراجعة ولكن مادة التفاضل والتكامل مضغوطة جدا وبعدها مادة اللغة الإنجليزية أيضا مضغوطة ولا يوجد أمامها سوي يوم واحد للمراجعة وهذا لا يكفي. أشار إلي أن وضع الامتحانات يتوسطها اجازة العيد كارثة علي كل الأسر المصرية هذا العام لأنه لن يجعل أي بيت يستمتع بإجازة عيد الفطر. أوضح أيمن نيازي- مدرس التاريخ للثانوية العامة- أن جدول الثانوية العامة غير عادل لأن الطالب سيكون مشتتا ما بين الاحتفال بعيد الفطر والامتحانات والصيام فوضع مادة التاريخ رابع يوم العيد يجبر الطلاب علي المذاكرة خلال العيد. أضاف ان الجدول لم يراع أيضا مادة اللغة الإنجليزية التي تشكل "بعبعاً" لكافة الطلاب وليست الثانوية العامة فقط.. كما أنها تمثل أكبر نسبة رسوب خلال الأعوام الماضية ويوجد قبلها أيام كافية للمراجعة فماذا سيحدث هذا العام وقبلها يوم واحد فقط؟! قال هشام البطيني- مدرس الأحياء والجيولوجيا للثانوية العامة- إن هذا الجدول مريح من ناحية مادتي الأحياء والجيولوجيا والمواد التخصصية وترك فترة كافية قبلها للمراجعة لكنه ظالم لطلاب شعبة علمي رياضة ومادة اللغة الانجليزية لوضعهم بشكل وترتيب غير جيد وغير منطقي. كما عبر بعض أولياء الأمور والطلاب علي مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم علي جدول الثانوية العامة النهائي ووصفوه بأنه جدول غير منظم وسييء كالعادة. مشيرين إلي أن الكيمياء قبلها أيام زيادة عن اللزوم وانه كان يكفي لها يومان فقط بدلا من 4 أيام وان اللغة الانجليزية قبلها يوم ونصف واللغة الفرنسية 4 أيام. أكدوا أن شعبة علمي رياضة هي الأكثر ظلما في هذا الجدول. أحمد وجيه وتامر رفعت وأحمد رأفت ووحيد فؤاد- طلاب ثانوية عامة- هبط علينا الجدول الجديد للامتحانات كالصاعقة وسط أجواء متوترة ومشحونة بالترقب وحالة طوارئ تسيطر علينا قبل شهور قليلة من موعد الامتحانات ليأتي الفرمان الوزاري ليضع مزيداً من الضغوط والعراقيل فهل يعقل أن يتم فرض وإتمام أيام الامتحانات في شهر رمضان ونحن صائمون دون أي مراعاة للعامل النفسي للطالب الذي يخوض أهم وأدق مرحلة امتحانات في حياته. سيد فتحي ووائل إبراهيم ومحمد علي ولؤي علاء وجورج إسحاق: تم تعديل الجدول ليظهر الشكل النهائي الذي اعتمده الوزير ليضرب كل ما تبقي من أمل في أن تكون وزارة التربية والتعليم تحتوي أبناءها ومنذ صدوره ونحن في حالة استياء وحزن ودهشة من اختيار توقيت بداية شهر يونيو وأول يوليو يتضمن شهر رمضان وعيد الفطر. جورجيت سعيد ورانيا حجازي وشيرين فهمي وأحمد حسين وعمرو يوسف: بدون سابق انذار أو مؤشر محدد كان صدور جدول امتحانات الثانوية العامة كالطلقة التي صوبت نحو صدورنا فالحزن والصدمة كانتا تسكنان بيوتنا كما هي تسكن عقولنا ونفوسنا فالتوقيت واختيار وترتيب المواد سييء سواء للعلمي أو الأدبي فهناك ثمة مشكلة سوف ينتج عنها ارتباك واضطراب لطلاب لا يعرفون لماذا تتعمد الوزارة منحهم صدمات متوالية مروراً بأمور كثيرة وأخيراً جدول الامتحانات "الغريب وغير المنطق" فهو يأتي في شهر رمضان ومروراً بعيد الفطر. أكد د.رضا حجازي- رئيس قطاع التعليم العام ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة- أنه تم الاستماع الي مطالب أولياء الأمور والطلاب حول تعديل جدول الثانوية العامة في الفترة من 3 يونيو وحتي الأول من يوليو القادم خلال الاجتماع بمقر اتحاد الطلاب.. مشيراً إلي أنه تم تقليص أيام إجازة عيد الفطر إلي 6 أيام بدلاً من 8 وتوزيع الأيام لتتناسب مع جميع الشعب ولكي يصبح الجدول مريحاً لجميع الطلاب في كافة الشعب الدراسية. أشار "رئيس عام الامتحانات" إلي أن المقترح النهائي للجدول تضمن ترك مساحة من يومين حتي 3 أيام قبل امتحان المواد الأساسية حتي يتمكن الطلاب من المراجعة.. مؤكداً أن الجدول تم وضعه ليتوافق مع الطلاب. وكانت الكلمة الفصل لهم لأنهم أصحاب الشأن.. مشيراً إلي أنه جاءت مناقشة المقترح لتوسيع الرؤية وليتم الاتفاق أو تعديل المقترح قبل اعتماده من الوزير. قال أحمد موسي- الرائد العام لاتحاد طلاب مدارس الجمهروية- إن الوزارة لديها رؤية أعمق من السنوات الماضية لمناقشة جدول الثانوية العامة من خلال تواصل أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد في الطلاب في محافظاتهم.. مشيراً إلي أن المقترحات الخاصة بالجدول كانت تعبر عن مطالب وطموحات طلاب الثانوية العامة التي خضعت للدراسة قبل عقد الاجتماع.. حيث تلقينا 17 مقترحاً للجدول من المحافظات المختلفة وبمناقشتها وصلت إلي 8 مقترحات وبعد أخذ تصويت كل أعضاء المكتب التنفيذي استقرت الأغلبية علي 3 مقترحات فقط عرضت في اجتماع مع رئيس الامتحانات وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق علي مقترح واحد فقط استقر عليه اتحاد الطلاب وتم التوقيع عليه من قبل أعضاء المكتب التنفيذي. قالت علياء الجميلي: أدمن جروبات الثانوية العامة إن الجدول النهائي للامتحانات مريح لجميع الطلاب مؤكدة أن الجدول راعي جميع المواد الدراسية ومنح فرصة ومساحة من الوقت قبل كل مادة خاصة مادتي الكيمياء والجيولوجيا. أضافت أن الجدول كان "مقترح" تم التقدم به الي مجلس الأمناء والآباء واتحاد الطلاب والوزارة وتم الاستجابة بشكل كبير لما تم الاتفاق عليه. كما أنه لبي جميع مطالب طلاب الثانوية العامة.