قرية دخلت التاريخ.. وعدوان صهيوني لا ينسي علي أولي الشركات التي أدخلت صناعة الحديد في مصر.. دعمتها ثورة 23 يوليو 1952 وقتلت عمالها صواريخ أمريكا.. وأغلقتها وشردت أبناءها خصخصة مبارك.. ومن ثمار ثورة 25 يناير وافقت اللجنة المؤقتة لاتحاد عمال مصر وبمناسبة أعياد أكتوبر بحث واعادة تشغيل بعض المصانع التي تم إيقافها من قبل الحكومة البائدة وتشريد العمالة الخاصة بها مع أن الحكومات السابقة كانت تتغني ليل نهار لامساس بالعمال وحقوقهم ويضيف الخبر الذي تناولته الصحف بأن رئيس اللجنة كلف رؤساء النقابات العامة بحصر الشركات التي تم خصخصتها.. ولحسن حظ "أهلية أبوزعبل" لم يتم بيعها.. وأيضاً حصر لحجم العمالة التي تم تشريدها استعداداً للاستعانه بهم عند تشغيلها. عندما نرجع إلي التاريخ نجد أن مصنع حديد أبوزعبل دعمته ثورة 23 يوليو بعد أن أصبحت أمور البلاد في يد أبنائها.. ونالت القرية نصيباً كبيراً بإقامة هذا المصنع علي أرضها. ولكن العدو كان لها بالمرصاد ولم تدم فرحة العمال. وفي صباح يوم الخميس 12 فبراير 1970 كان العدوان علي عمال أبوزعبل "بالشركة الأهلية للصناعات المعدنية".. وبالاسلحة الأمريكية الصنع وبالتحديد في الساعة الثامنة وثلاث عشرة دقيقة كانت الصواريخ والطائرات الفانتوم تمطر الشركة بالقنابل والنابالم.. كعادتهم ضاربين عرض الحائط بكل القيم والقوانين الدولية.. وبدلاً من حضور الأهالي ليتسلموا سلفة العيد من ذويهم ويحملون لهم فرحة الإنتاج حملوا جثث العمال الشهداء والمصابين من أبنائهم وأبائهم رغم تحذيرات الدفاع المدني بعدم الاقتراب من مواقع الانفجار الذي أسفر عن سقوط أكثر من خمسين شهيداً واصابة ما يقرب من مائة عامل نتيجة الاعتداء الغاشم الذي قامت به الطائرات الإسرائيلية والأمريكية الصنع. وفي ظل هتافات الأهالي "نموت بالنابالم ولانركع لغير الله".. ومن أناس للحرية عندهم تمثال ولكن الحرية عندما تنبو من الدين وهنا يحضرني كلمات الشاعر المرحوم أحمد سليمان حجاب وهو ابن أبوزعبل ومنها: وتعود أيامنا بقساوتها ويجيلنا اتناشر فبراير ونعيش الذكري ومرارتها والكأس علي كل الناس داير في اليوم ده وعام 70 فاكر وانتم فاكرين قسوة يومها