تواصلت الليلة الماضية الجهود الدولية والإقليمية وفي مقدمتها مصر لوقف نزيف الدم في الغوطة الشرقية التي تتعرض للقصف العنيف. أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن القلق العميق من التطورات الأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا. وتداعياتها الخطيرة علي الأوضاع الإنسانية وأوضاع المدنيين الموجودين بها. وأكد البيان أن هناك حاجة ماسة وفورية إلي هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحي والمصابين لتجنب كارثة إنسانية حقيقية. مشيرا إلي إدانة مصر لأي قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وجميع أنحاء سوريا. كما أكد البيان أن مصر تواصل مساعيها واتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنساني المتأزم في الغوطة. وأعاد بيان وزارة الخارجية التذكير بأن جهود مصر فيما يتعلق بالشق الإنساني تأتي في إطار الرؤية المصرية القائمة علي السعي للتوصل لوقف لإطلاق النار يساعد علي استئناف المفاوضات السياسية للتوصل إلي حل ينهي الأزمة السياسية والإنسانية المستمرة منذ سبع سنوات ويحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ويطهر سوريا من الإرهاب. مشيرا إلي أن التسوية السياسية تظل هي الخيار الأوحد الذي يؤمّن إنهاء تلك الأزمة وتحقيق السلام والاستقرار في سوريا. بما يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق. وجاء هذا فيما ذكرت تقارير نقلا عن مصادر إعلامية سورية أن مفاوضات يقودها تيار الغد السوري برعاية مصرية من أجل إيقاف الهجوم علي الغوطة الشرقية. وقالت المصادر إن الوسيط المصري في دمشق يحاول حل أزمة الغوطة الشرقية دون عملية برية من قبل قوات الجيش السوري..أضافت المصادر أن الحكومة السورية تصر علي خروج الفصائل العسكرية إلي الشمال السوري. مع بقاء المدنيين. وبحسب ما أوضحت المصادر السورية فإن المفاوضات تدور حول الغوطة بين رئيس تيار الغد. أحمد الجربا. ورئيس المكتب السياسي لفصيل جيش الإسلام. محمد علوش. برعاية مصرية من جهة. والجانب الروسي من جهة ثانية. بدورها. طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر. السماح بنقل المساعدات إلي الغوطة الشرقيةبسوريا خاصة للمصابين في حالة خطيرة الذين يحتاجون للعلاج في الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة والقريب من دمشق. وقالت يولاندا جاكيمي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريحات لرويترز"ندعو كل من يقاتلون إلي ضبط النفس واحترام القوانين الإنسانية الدولية عند استخدام أسلحتهم. ونتوقع أن يزداد الوضع سوءا". فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إلي وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية. وقال جوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي "أوجه نداء إلي كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلي جميع من يحتاجون اليها". دعا مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد أنه يجب علي المجتمع الدولي إنهاء "حملة الإبادة الوحشية" في الغوطة الشرقيةبسوريا. وأشار إلي أن الأممالمتحدة وثقت مقتل 346 مدنيا وإصابة 878 في الغوطة الشرقية منذ 4 فبراير معظمهم في ضربات جوية. دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلي هدنة إنسانية في منطقة الغوطة الشرقيةبسوريا للسماح بإجلاء المدنيين. ودعت روسيا إلي عقد جلسة علنية لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس لبحث الموقف. ويواجه نحو 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية ظروفا كارثية. ذلك أن القوات الحكومية تمنع دخول شحنات الإغاثة. ولا تسمح بإجلاء مئات يحتاجون إلي علاج عاجل. حسب المنظمات الإنسانية. وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر. علي السماح بنقل المساعدات إلي الغوطة الشرقيةبسوريا. خاصة للمصابين في حالة خطيرة.