جاءت وفاة الفنان الكبير "عمر الحريري" صدمة لأصدقائه ومحبيه وزملائه من الفنانين واعتبروا رحيله خسارة كبيرة من الصعب أن تعوض أو يجود الزمان بنوعيته كفنان ملتزم. رقيق. هادئ الطباع. الابتسامة تكسو وجهه بصفة دائمة. في البداية كان خبر الوفاة بمثابة الصدمة للفنانة الكبيرة "لبني عبدالعزيز" التي شاركها بطولة العرض المسرحي "سكر هانم" حيث قالت وهي تحاول التغلب علي حزنها: خسارة كبيرة. كان فنانا حقيقيا لا يوجد اثنان مثله حيث كان يؤدي أي دور يسند إليه بتفوق واقتدار وقد كان مميزا كإنسان بين كل الفنانين وكان مخلصا ورقيقا وقد كان الفن بالنسبة له رسالة بجانب انه كان يمتلك روح الفنان الراقية. كنت ومازلت لا أتقرب لمجتمع الفنانين. لكن عمر كان له تقدير خاص. يقول النجم الكبير الفنان محمود ياسين عنه: فقدنا فنانا كبيرا وأستاذا عظيما.. أخذ أسباب التفوق من جيل عباقرة الفن والإبداع من الفرقة القومية الحديثة قبل المسرح القومي من أساتذتها حسين رياض وزكي رستم وحمدي غيث وفتوح نشاطي وشفيق نورالدين. ومن المسرح العالمي والعربي كان عمر الحريري تلميد لكل عباقرة الأداء وتجلي ذلك في أدواره في المسرح والسينما والدراما التليفزيونية. أضاف: هذا الرجل الرقيق العذب. حينما يدخل البلاتوه تتعلق الابتسامة علي الشفاة لدي كل الحاضرين لأن نسمة رقيقة وحبيبة لكل القلوب دخلت الاستديو.. هذا هو عمر الحريري الذي يبعث روحا من الرضا والسعادة بين كل الأجيال مشيرا إلي أنه كان تلميذا لعباقرة التمثيل في العالم كله وصار هو الأستاذ لأجيال عديدة يتملكها الحب والتقدير والاحترام موضحا. كان الحريري وهو داخل البلاتوه عند تصوير أي عمل مشارك به تسود الجميع حالة من الانتشاء لأنه رجل محب للناس وللأصدقاء. آخر لقاء أما الدكتور أحمد سخسوخ العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية والمؤلف المسرحي المعروف فيقول: آخر مرة رأيته فيها كانت منذ أسبوعين حينما كان يمثل بطولة مسرحية للأطفال علي مسرح متروبول وكان يقدم العمل بحب شديد والتزام كبير. سيرة طيبة وللدكتور أسامة أبوطالب الرئيس الأسبق للبيت الفني للمسرح والأستاذ بأكاديمية الفنون تقدير للحريري حيث يقول: كان فنانا كبيرا وقديرا طيب السيرة إنسانيا وأخلاقيا. فهو ينتمي لبيت طيب وأسرة كريمة. وكان مثلا رائعا في الخلق وفي احترامه لفنه ويذكر آخر أعماله لمسرح الدولة عرض "ليالي الأزبكية" بعد انقطاع طويل وتألق فيها وكان مشعاً. مات بلا ضجة ويري الكاتب المسرحي بهيج إسماعيل أن الراحل عمر الحريري كان فنانا هادئا لم يسع طوال عمره إلي الشهرة أو نشر أخبار عنه مثلما يفعل غيره رغم انه كان بطلا ونجما سينمائيا في الأفلام القديمة مضيفا كما كان يمتاز بهدوئه الإنساني وإجادته لكل الأدوار. يؤكد الدكتور هاني مطاوع رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق والأستاذ بأكاديمية الفنون: عرفته عن قرب عندما عملنا في مسرحية "شاهد ماشافش حاجة".. حيث كانت لديَّ رهبة من التعامل معه فقد كنا كلنا شبابا والعمل يتسم بالضحك والمزاح بينما كان عمر من الرموز.. فكرت كثيرا كمخرج للمسرحية في أسلوب التعامل معه.. كيف أكسبه وكانت المفاجأة انه كان أكثر منا شبابا ومرحا. أضاف: كان يفيض عذوبة كإنسان في ذلك الوقت لم نكن نملك سيارات فكنت أرافقه في سيارته في رحلة رجوعنا إلي مصر الجديدة ونشأت بيننا صداقة امتدت لفترة طويلة. تشير الدكتورة سميرة محسن أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية إلي أنه كان من خريجي الدفعة الأولي للمعهد التي ضمته ومعه فريد شوقي وشكري سرحان وزهرة العلا وفاتن حمامة وصلاح منصور وآخرون وقدموا للفن أجمل الأعمال الفنية منذ أيام الزمن زمن الجميل.