لو استبدلنا أسماء العصابات الصهيونية الإرهابية مثل "شترن" و"اراجون" و"لاقون" و"الهاجاناه" و"الكوماندوز" بأسماء جماعات إرهابية "إسلامية" وليكن "الإخوان" "بيت المقدس" "جند الشام" "حماس" والخ الخ. فهل يختلف معني الإرهاب وصفاته وأضراره وكوارثه بالنسبة لنا؟؟ الإرهاب بالنسبة لي كمواطن عربي مصري عادي يتمثل في الكيان الصهيوني الإسرائيلي أولاً والجماعات الإرهابية المدعومة من إسرائيل وقوي إقليمية وعربية واستخبارات قوي غربية كبيرة! الإرهاب الصهيوني بدأ مع بدايات القرن العشرين بعد المؤتمر الصهيوني الأول "1897" المنعقد في سويسرا برئاسة هرتزل. وبدأت تجلياته في فلسطين بزعم حماية المستوطنات اليهودية هناك. وتمهيداً لاغتصاب الأرض بالكامل حتي إعلان الدولة الصهيونية "1948". "حلم إسرائيل الكبري" مازال قائماً. وكذلك حلم الخلافة الإسلامية الذي يعتبر "سكة" لتحقيق الحلم الأول. المهم هو الخلاص أولاً من العقبة الكبري: مصر. في عام 1967 أخرج حسام الدين مصطفي.. فيلم "جريمة في الحي الهادي" الذي يلقي الضوء علي جريمة اغتيال اللورد "موين" وزير المستعمرات البريطاني علي يد إحدي العصابات الصهيونية الإرهابية وتم القبض علي مرتكبيها بفضل جهاز الشرطة المصرية وكفاءة أفرادها. الحادث الذي سجلته السينما ليس سوي نقطة في بحر الاغتيالات السياسية التي نفذتها إسرائيل ضد أي شخص يمكن أن يقف عقبة ضد "حلم إسرائيل الكبري" وقد يكون الشخص مسئولاً أو عالماً مخترعاً أو قائداً أو فرقة عسكرية أو حتي رئيس جمهورية. إن هذا الحلم مازال حياً وقائماً ومعتمداً علي سياسات إسرائيل التوسعية في الأراضي العربية والمستمرة دون أدني إلتفات لتوصيات الأممالمتحدة. وبرغم الضربات القاصمة الموجهة للإرهاب باسم الدين مازال حلم الخلافة يحرك الجماعات الإرهابية.. الحلمان طريقهما واحد: الإرهاب بأشكاله. في الفيلم التسجيلي بعنوان "15 عالما عرب اغتالتهم إسرائيل" استعرض العلماء العرب الذين تم اغتيالهم ومنهم العالم المصري يحيي المشد الذي عثر علي جثته في أحد فنادق باريس الكبري ثم العالمة المصرية سميرة موسي عالمة الذرة وتلميذة الدكتور مصطفي مشرفة التي رفضت عروضاً أمريكية عديدة وتم التخلص منها بحادث سيارة مصطنع يطيح بها وهي داخل سيارتها وقد عثر عليها في وادي عميق ثم العالم العربي اللبناني رمال حسن رمال أحد أهم علماء العصر في مجال الفيزياء الذي توفي في ظروف مريبة والدكتور حسن كامل صباح الملقب ب "أديسون العرب" نسبة إلي المخترع الأمريكي "أديسون" والدكتور العبقري نبيل القليني الذي اختفي عام 1975 والدكتور جمال حمدان الذي يعتبر أهم عالم جغرافي مصري ومؤلف العديد من الكتب ومنها كتاب "اليهودية انثروبولوجيا" والذي لم يعثر علي المخطوط الخاص به وكان معداً للنشر إلي جانب الكتب الأخري وقد عثر علي جثته عام 1993 داخل شقته ولم يعلم أحد سبب الوفاة. أيضا العالم سعيد سيد بدير ابن الفنان الراحل سيد بدير وكان خريج الكلية الفنية العسكرية وعالم متخصص في صناعة الصواريخ والأقمار الصناعية. ونبيل أحمد فليفل وهو عالم عربي من مخيم "المصري" والذي اختفي فجأة وعثر علي جثته بعد فترة والدكتورة سلوي حبيب مؤلفة كتاب "التغلغل الصهيوني في افريقيا" وكان علي وشك النشر وهي استاذة في معهد الدراسات الافريقية وقد عثر عليها مذبوحة في شقتها ولم يكن لها أعداء علي العكس فقد كان معروفاً عنها دماثة الخلق والطيبة والدكتور مصطفي مشرفة الملقب ب "اينشتاين العرب". إن اغتيال العلماء العرب منهج اتبعته إسرائيل لتجريد مصر والشعوب العربية من قوتها ومن امكانيات امتلاكها لأسلحة الردع التي تخشاها إسرائيل ولذلك دأب الموساد علي تصفية العلماء المتخصصين في مجالات تمثل تهديداً لوجودها. وعلي الجانب الآخر تتولي الجماعات الإرهابية "الإسلامية" اغتيال أفراد القوات العسكرية والشرطية ومهاجمة مراكزهم والهجوم عليها بأسلحة متقدمة تنتجها مصانع السلاح الغربية وكذلك مصانع إسرائيل والقوي المناوئة لمصر مثل إيران وبدعم من العملاء في الداخل والخارج. إن الإرهاب الصهيوني الذي اعتاد أن يقوم بتصفية العلماء. يتوحد من حيث الهدف مع من يتطلعون إلي إنهاك القوة العسكرية وتركيع الشعوب للانصياع لأحلامها والحرب التي تشنها القوات العسكرية المصرية من أجل تصفية معاقل الإرهاب في سيناء تعي أن ما تتعرض له مصر ليس فقط من الجماعات الإرهابية وإنما ايضا ممن يجدون أن مصر تمثل التهديد الأكبر لأحلامهم "الكبري".. ولكن المعارك العسكرية يلزمها بالتوازي معارك إعلامية وفكرية وفنية وأدواراً ملزمة للقوي الناعمة المؤثرة ومنها دور السينما والدراما التليفزيونية وأجهزة الإعلام للتذكير دائماً بالأخطار المحدقة من خلال عرض الشرائط والأفلام التسجيلية والروائية التي تجسد بالصوت والصورة تاريخ الصدام مع الإرهاب بأنواعه الديني والسياسي وما يمكن أن يترتب عليه في ظل التقدم الهائل لأنواع السلاح وأدوات الغزو الفكري والايدولوجي التي أصبحت قادرة علي اجتياح العقول والبيوت في كل مكان وأي زمان.