استطاعت مصر عبر جهود رئيسها عبدالفتاح السيسي أن تفتح آفاقاً أرحب مع السودان وإثيوبيا لتجاوز أزمة سد النهضة.. حيث نجح الرئيس السيسي في نزع فتيل الأزمة لتقديم حلول ترضي جميع الأطراف. وكانت اللقطة التاريخية التي اختتمت اللقاء برفع الزعماء الثلاثة أيديهم إشارة إلي التوصل لوجود اتفاق يفتح طريقاً جديداً بين الدول الثلاث خلال فعاليات القمة الافريقية بأديس أبابا. "المساء" ناقشت الخبراء والسياسيين حول دلالات مشهد تصالح مصر واثيوبيا والسودان. وعن جهود الدبلوماسية والسياسية المصرية في السمو فوق كل الخلافات بوجود قيادة سياسية تعي أهمية التفاوض من أجل الحفاظ علي حياة أفضل لشعوبها. أكد ماجد أبو الخير وكيل لجنة الشئون الافريقية بالبرلمان أن الرئيس استطاع بذكاء وحكمة إحداث تقارب بين وجهات النظر بين الجانب المصري والجانب الاثيوبي والسوداني. وأنه من الضروري وجود ممارسة سياسية منضبطة وتسير وفق المصالح المتبادلة بين الدول التي تربطها علاقات تاريخية تمتد لعقود طويلة. أضاف: يجب أن تلعب الدبلوماسية المصرية دوراً محورياً في الارتقاء بالعلاقات والسمو بها بعيداً عن أي محاولات للبعض من الذين يريدون العبث بعلاقات دول حوض النيل. وأن تثمنها بمد جسور العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والمشروعات التنموية المشتركة في مجالات النقل والطرق والبنية التحتية والطاقة بين مصر واثيوبيا والسودان. السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الافريقية تقول إن الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي استطاعت أن تنزع فتيل الأزمة بين دولتي اثيوبيا والسودان وأعادت المفاوضات لطريقها الصحيح وطرح رؤي وأفكار تسعي لتقارب وجهات النظر وهو ما أكد عليه الرئيس كثيراً في أحاديثه عن أزمة سد النهضة الاثيوبي وظهر ذلك في مشهد إعلان رؤساء الدول الثلاث التوصل لحل يرضي جميع الأطراف وخروج الأزمة من نفق الخلافات وعودته لمجري المفاوضات التي تتسم بالسعي لحل يقضي بمنح كل دولة حقوقها المائية والتنموية في حياة أفضل لشعوبها. د.محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق اعتبر مشهد خروج الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اثيوبيا ورئيس السودان أمام العالم بالقمة الافريقية تأكيداً علي عقلانية وبعد نظر رئيس مصر ورؤيته الثاقبة للحل الدبلوماسي وقراءته الجيدة للأزمة واستطاعته كزعيم وقائد لمصر وبراعته في التفاوض ومرونته في احتواء كل الخلافات يؤكد أن مصر تعود لحضن القارة السمراء وتصبو فوق كل الخلافات مع الأشقاء وأن الدولة المصرية تعيد تشكيل خريطة مصر مع افريقيا بما يتناسب مع العلاقات والمصالح. كما أشار إلي أن السياسة المصرية يديرها رجل يعلم كيفية التعامل مع الملفات السياسية الإقليمية والدولية وهو ما ظهر أمام العالم عقب خروج الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اثيوبيا ورئيس السودان وهم يرفعون أيديهم معربين عن التوصل لطريق جديد للمفاوضات لحل أزمة سد النهضة بما يضمن مصالح الدول الثلاث. د.نهي بركات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: لقد استطاع الرئيس أن يضرب مثلاً رائعاً لكيفية أن تحل الجهود السياسية المصرية أزمة معقدة تورطت فيها مصر منذ سنوات قبل وصول السيسي للحكم وتمثل خطراً علي الأمن المائي المصري في ظل محاولات دبلوماسية وسياسية يقف وراءها رئيس لديه حنكة ورؤية سياسية استطاع في القمة الافريقية بأديس أبابا أن يتوصل لآفاق جديدة في فتح معبر للتفاوض يخرج بمصر واثيوبيا والسودان لطريق حل يرضي جميع الأطراف.