قال د. مصطفي الفقي مدير مكتبة الإسكندرية إن العالم يمر بتيارات متطرفة ولذلك يجب علينا مواجهة التطرف بالفن والثقافة الصانعة للحياة لكون الإرهاب هو هادم الحياة حيث إننا نعتبر عام 2018 هو عام محاربة ومجابهة الإرهاب. وذلك من خلال زيارات من أطفال المدارس لتنويرهم وتثقيفهم لمحاربة الأفكار المغلوطة والآراء غير الصحيحة لدي الأجيال الجديدة للتأكيد علي أن هناك تسامحًا بين الديانات المختلفة وتعايشًا بين أبناء الوطن الواحد. أضاف الفقي خلال الكلمة التي ألقاها بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الفن والأدب في مواجهة التطرف" أنه تم تخصيص قصر للمكتبة بمنطقة حلوان وسيتم تحويله إلي متحف للديانات سواء الإسلامية أو القبطية أو اليهودية. أشار الفقي إلي أن الإنفلونزا كانت عائقا أمام المدعوين في حضور المؤتمر حيث إنه تلقي العديد من الاعتذارات عن حضور المؤتمر من الضيوف بسبب الإنفلونزا ومنها الفنانة ليلي علوي والفنان عزت العلايلي وغيرهما من الكُتاب والمثقفين الذين يعانون من الإنفلونزا. فضلا عن تزامن معرض الكتاب مع المؤتمر. وهو ما تسبب في نقص حضور المؤتمر واعتبارات عديدة من المدعوين. قال الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية إن الإسكندرية لها طابع خاص يؤكد علي التعايش والتسامح بها حيث إن شارع النبي دانيال يوجد به المسجد بجوار الكنيسة بجوار المعبد اليهودي وهو ما يؤكد ثقافة الإسكندرية علي مر العصور. مؤكدًا أن المؤتمر يؤكد علي دور مصر الريادي في مواجهة التطرف بالمنطقة مما يؤكد أنها دولة محورية صاحبة قرار وسيادة وتدافع عن قضيتها. قال ماريو جاتي أحد المثقفين من دولة إيطاليا إن الثقافة أساسية لفتح العقول والقلوب وتشكل أشخاصًا يكونون قادرين علي تحمل المسئولية وخلق وعي عام للمواطنين. وهذا فقط ما يمكنه إحداث تغيير بالواقع وذلك بالأدب والموسيقي والفن وهي المجالات التي تلفظ الأفكار المتطرفة. وكلما كان هناك مثقفون بالمجتمع كان هناك قدرة علي الإبداع والحوار والوصول لأفضل الطرق والحلول للمشكلات المجتمعية وذلك بسبب الحوار وعدم التعصب والتشدد ولكن في حالة عدم وجود فنانين أو مبدعين ووجود فضاء أو فراغ ثقافي المجتمع تظهر الأفكار المتطرفة والمتشددة لأن الثقافة والجمال هي الأسباب الرئيسية لارتقاء المجتمعات. بينما أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أن الإسكندرية دائما كانت منارة للثقافة علي مر عصورها وهي أول مدينة أصدرت مجلة نسائية وكانت تحمل اسم مجلة "الفتاة" وكانت ترأسها هند نوفل وهي لبنانية وتعيش بالإسكندرية حيث يمكننا أن نقول إن الإسكندرية هي أول مدينة دافعت عن حقوق المرأة. ولذلك فإن الإسكندرية عاصمة الاستنارة تواجه وتحارب الإرهاب. قال د. محمد الرميحي من الكويت إن الفن والأدب هي الخطوط الدفاعية الأولي للمجتمعات خاصة خلال القرن ال 21 الذي أصبح العالم به يعاني من التعقيد ويعتقد من يعتنقون أفكارًا متشددة أنهم علي حق وصواب وعليهم نشر الأفكار. وذلك في الوقت الذي تعاني فيه الشعوب العربية من خلل في الأنظمة الدفاعية وافتقاد المنطقة للقدرة علي إدارة الاختلاف ونشر الثقافة وغرسها بالأجيال والنشء. قال جهاد الخازن من لبنان: إننا نحتاج إلي خلق أفكار جديدة لمحاربة التطرف الذي يعاني منه أغلب الدول العربية والمنطقة سواء سوريا أو ليبيا أو اليمن. مؤكدا أن مصر هي صاحبة الريادة وفي حالة نجاح مصر في دحر الإرهاب سيكون ذلك مؤشرًا علي القضاء علي الإرهاب بالمنطقة بأكملها. أشار إلي أن القضاء علي الإرهاب يبدأ من المنزل والمدرسة ومنذ التربية علي تعليم وتنشئة الأفراد علي التسامح ونشر الثقافة.