نجحت محافظة سوهاج في طي عادة الثأر والقضاء عليها بنسبة مرضية بعد أن رفع مسئولوها شعار سوهاج بلا خصومات ثأرية. تم حتي الآن انهاء ما يقرب من 330 خصومة ثأرية بمساعدة الجهات المعنية ممثلة في محافظ سوهاج ومدير الأمن ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وبرعاية الأزهر الشريف. البداية كانت من اللواء أحمد أبو الفتوح عندما كان مديراً لأمن سوهاج ومعه اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث الجنائي الذين سعوا لدعم المبادرة بين أبناء سوهاج. بمختلف الأطياف والفئات وسرعان ماوجدت ترحيباً واسع النطاق في كل الأوساط. خاصة أن الكثيرين من أبناء المحافظة سئموا نيران الأثار التي تلتهم الجميع في نتيجة معروفة مسبقاً فلا فائز بها. الكل فيها خسران. وبدأ اللواءان أبو الفتوح والشاذلي في بسط الأرضية ومعهما الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج الذي فتح ذراعيه للمبادرة. بل مع كل إتمام صلح يتم تقديم عدد من الخدمات للقرية "رصف طريق. بناء مدرسة أو معهد ديني. أو مبان خدمية. أو إقامة محطة صرف صحي ليعم الخير وهي هدية الصلح لأهل القرية" وهدايا الصلح أهم ما يميز انهاء الخصومات الثأرية في سوهاج". ثم جاء اللواء مصطفي مقبل مدير أمن سوهاج ليستلهم روح المبادرة ويكمل المسيرة. ويعقبه اللواء عمر عبدالعال مدير أمن سوهاج الحالي الذي يأخذ علي عاتقه استكمال المشوار ليواصل قطار المصالحات مشواره بلا توقف. وتشهد المحافظة الأكثر اشتعالاً بالثأر. إلي أكثر المحافظات اتماماً للصلح في الثأر. الثأر الذي ظل جاثماً لسنوات علي قلوب السوهاجية عقوداً من الزمن. كان الثأر عنواناً لمن يأتي إليها ومأساة ما بعدها مأساة. وليس ببعيد مذبحة بيت علام بجرجا التي مازال المشهد الدموي في تلك المذبحة الثأرية عالقاً في أذهان الكثيرين من السوهاجية. ناهيك عن حوادث الثأر التي لم تجلب إلا الموت والخراب والدمار. من دعاة الفتنة الذين عملوا علي تدمير الأسر والعائلات في مختلف المراكز والقوي متخذين من الثأر مسيرة لهم. فخسروا كل شيء. لتأتي مبادرة سوهاج بلا خصومات ثأرية ترفرف بجناحيها علي الجميع في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي في محاولة لحقن الدماء ووقف النزيف المستمر الذي هدد آلاف الأسر وتسبب في زهق أرواح الكثيرين من الأبرياء. وأتت المبادرة ثمارها. وتم تحقيق أكثر من 80% من انهاء الخصومات الثأرية بسوهاج ليتمني الجميع أن تحذو المحافظات الأخري حذو محافظة سوهاج حتي يعم السلام. الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج أحد أهم الأركان في المبادرة التي ساعد علي انجاحها. أكد للمساء علي أن سوهاج تستحق الكثير والكثير وأن مبادرة سوهاج خالية من الثأر. هي أقل ما يمكن أن نقدمه لشعب سوهاج الطيب. وشدد علي أن قطار المصالحات انطلق ولن يوقفه شيء مادامت النوايا خالصة والعمل لوجه المولي عز وجل. وأننا مستمرون لدفع الجهود من أجل القضاء علي الثأر. ليصبح الجميع بكل ربوع المحافظة في أمان. وذلك بالتعاون مع الأجهزة الأمنية مشيراً إلي أنه مع إتمام الصلح نقوم بتقديم الخدمات التي تنقص القرية من رصف طرق. أو بناء مدارس أو معاهد دينية. أو مبان خدمية. أو إقامة محطة صرف صحي "هذه خدمات الكل يستفيد منها وتعود بالنفع بالخير علي المواطن السوهاجي بالدرجة الأولي". اللواء عمر عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج الماسك بزمام الأمور الأمنية في المحافظة وأحد الأجنحة الرئيسية الحالية في المبادرة. أكد للمساء علي حرص الأجهزة الأمنية والتنفيذية والشعبية ولجنة المصالحات بالمحافظة علي التصدي الحاسم للحوادث والخصومات الثأرية وأن إعلان سوهاج بلا ثأر هي نقطة الانطلاق مشدداً علي تكثيف الجهود لإنهاء تلك المصالحات حقناً للدماء وحفاظاً علي الأمن العام. مشيراً في الوقت ذاته إلي أن للأزهر الشريف ورجال الدين ولجنة المصالحات. دور كبير في انهاء الخصومات الثأرية. وانه مع كل إتمام عملية صلح بين طرفين يري الفرحة في عيون الجميع حقناً للدماء. يعجل بصلح آخر. وقال: هناك تصميم من الجميع علي اتمام الصلح في جميع انحاء المحافظة في الشرق والغرب في الجنوب والشمال. نعم نواجه كثير من العقبات والأزمات في المصالحات. نحاول مرة أخري ربما يستغرق ذلك وقتاً. نحاول مرة ثالثة. هكذا عقدنا العزم علي ذلك واعتبرناها من القضايا والأمور الرئيسية بالمحافظة. كما أكد مدير الأمن علي تنفيذ تعليم الدين من التسامح ونبذ العنف والحفاظ علي مستقبل الشباب من السجن. وشدد علي مد اليد بالمصالحة وفتح باب التنمية. وأوضح أن هناك توجيهات من اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بضرورة تكثيف الجهود للحد من الخصومات الثأرية. وهذا التوجيه أصبحنا ندعمه بكل قوة من خلال خطة ممنهجة للقضاء علي الخصومات. ووعد مدير أمن سوهاج بأنه لن يترك خصومة ثأرية في المحافظة إلا ويسعي لإنهائها واتمام الصلح فيها. بينما اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث والذي تبني ملف انهاء الخصومات الثأرية بالمحافظة منذ توليه المسئولية حيث التقط خيط تلك الخصومات واستمع إلي معاناة الشباب من مستقبل محتوم ينتظرهم أما بالسجن أو القتل. فأخذ علي عاتقه انهاء تلك الخصومات بوضع الخطط الأمنية لغلق هذا الملف بمعاونة الأزهر الشريف ولجنة المصالحات. واللواء الشاذلي الذي يعتبر العمود الفقري في انجاح المبادرة وحلقة الوصل في استكمالها. ويرجع له الفضل في أن تستمر المبادرة. أكد علي أن السوهاجية بطبعهم يميلون إلي الخير والسلام. وأنه وجد ترحيباً من الجميع عند طرح فكرة المصالحة في الوقت نفسه تطبيق القانون. مشيراً إلي أن القانون يأخذ مجراه في تحقيق العدالة أي أن الصلح لا يلغي أحكاماً وهو أول ما بنينا عليه فكرة المبادرة متمنياً انهاء جميع الخصومات بالمحافظة حتي تصبح سوهاج بلا ثأر. وشدد الشاذلي علي مفهوم الترهيب والترغيب في انهاء أي خصومة وحرصه علي التسامح والتصالح وإن مكتبه مفتوح للجميع من أجل تقريب وجهات النظر بين الجميع. وذلك من خلال دعم كل الجهود المبذولة لإنهاء الخصومات الثأرية. وعقد المصالحات بين مختلف العائلات وأنه كلف رجال المباحث بكافة المراكز والأقسام بسرعة التواصل مع أطراف الخصومات. من أجل جذب خيوط الصلح والدفع بعد ذلك بالمؤثرين من العائلات لتقريب وجهات النظر. وقال للمساء.. عن طيب خاطر أقول مادمت موجوداً هنا في سوهاج لن أترك خصومة إلا وسعيت لها حتي أن كلفني ذلك أحمل الكفن عن ولي الدم. ولعل أهم المصالحات التي شهدتها محافظة سوهاج نجاح الأجهزة الأمنية والتنفيذية ولجنة المصالحات في انهاء خصومة ثأرية بمركز المراغة بين عائلتي امتدت لأربعين عاماً عاني فيها الجميع مرارة الثأر وتم اتمام الصلح بتقديم الكفن وسط فرحة عمت أهالي القرية الشورانية. وأيضاً من المصالحات الثأرية بسوهاج والتي أظهرت أن المصريين معدن ونسيج واحد اجراء مراسم صلح بين عائلتين قبطيتين بدأت بالقرآن الكريم وتقدم "القودة" لتنهي تلك الخصومة الثأرية بين العائلتين بفرحة غامرة. فيما يحتل مركز دار السلام أقصي جنوب المحافظة المركز الأول في حوادث الثأر بالمحافظة. في الوقت التي يحتمل فيه أيضاً المركز الأول في القضاء علي الخصومات الثأرية وانجاز المصالحات. وعادة ما تكون مراسم الصلح بتقديم "القودة" الكفن والقسم علي كتاب الله أن يكون الصلح صلحاً نهائياً لا رجعة فيه. وأكد أحد أعضاء لجنة المصالحات بسوهاج علي أن المبادرة حققت نجاحاً ملحوظاً وملموساً بالمحافظة في انهاء الخصومات الثأرية. مشيراً إلي أنه تم انهاء ما يقرب من 330 خصومة ثأرية بمساعدة الجهات المعنية ممثلة في مدير أمن سوهاج والمحافظ ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وبرعاية الأزهر الشريف.