في قصر ثقافة الجيزة. أثناء فعاليات الحفل الخاص بتكريم الفائزين في المسابقة الأدبية المركزية. التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة كل عام تقدم الفائزون إلي الدكتور أحمد عواض بطلب ممهور باثني عشر توقيعا للفائزين بالمركزين الثاني والثالث في مجالات الرواية والقصة القصيرة والشعر الفصيح وشعر العامية والدراسات النقدية .. كان مضمون هذا الطلب هو المطالبة بطبع الأعمال الفائزة في سلسلة الجوائز بالهيئة العامة لقصور الثقافة» أسوة بالحاصلين علي المركزين الثاني والثالث في سنوات سابقة .وقد طبعت أعمالهم بنفس السلسلة. قبيل انتهاء الحفل. تقدم الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إلي الميكروفون ملوحا بالورقة - طلب الفائزين الممهور باثني عشر توقيعا - قائلا : هذا طلب تقدم به الفائزون في يوم تكريمهم. وأنا أعدهم بتلبية طلبهم ونشر أعمالهم "هكذا قال دون زيادة أو نقصان". ضجَّت القاعة بالتصفيق لهذا الرجل الذي تولَّي هذا المنصب منذ يومين فقط. وسط تفاؤل الوسط الثقافي. وتوقعهم أن الهيئة العامة لقصور الثقافة سوف تدار بروح جديدة بعيدا عن البيروقراطية والعقول الصدئة. مرَّت أيام وأسابيع. وفوجئنا أن الأعمال الفائزة. والتي وُعدنا بنشرها من قِبل الدكتور أحمد عواض أثناء تكريمنا وتسليمنا الجوائز. تم تحويلها للعرض علي لجان الفحص والقراءة بالنشر الإقليمي لإعادة تقييمها وهي أعمال فائزة علي مستوي الجمهورية. ولعل هذه إحدي المضحكات التي هي ضَحِكى كالبُكا كما قال المتنبي واصفا ما يدور في مصر آنذاك. المضحك في هذا الموضوع.أن هذه الأعمال الفائزة قد عُرضتْ علي لجان فحص وقراءة. ولجان تحكيم متخصصة علي أعلي مستوي. وقد حَكمت اللجان بفوز هذه الأعمال كأفضل الأعمال لهذا العام علي مستوي الجمهورية. فكيف تقوم الهيئة العامة بقصور الثقافة بتلك الخطوة الارتدادية؟! وتُعيد الأعمال إلي لجان الفحص والقراءة بالنشر الإقليمي؟! العالمون ببواطن الأمور. يدركون آلية عمل تلك اللجان في النشر الإقليمي. التي تلتزم بعدد محدد من الصفحات. يرتبط بميزانية تكلفة الكتاب. حسب لوائح النشر الإقليمي. وهنا يحدث الخلل» فكثير من الأعمال الفائزة مثل الروايات. سيُطلب من أصحابها حذف فصل أو بعض فصول الرواية. كذلك الوضع مع دواوين الشعر. سيُطلب من صاحب العمل حذف بعض القصائد. كذلك الأمر بالنسبة للدراسات النقدية الفائزة. وسوف ترفع لجان النشر الإقليمي تقاريرها والأعجب أن تقاريرها يمكن أن تجيز أو لا تجيز نشر تلك الأعمال التي فازت في مسابقة هي أكبر مسابقة أدبية تخرج عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. ولجان النشر الإقليمي حينما تتدخل في أعمال سبق لها العرض علي لجان فحص وقراءة ولجان تحكيم وفازت بالفعل ستحرض لجان النشر الإقليمي علي وضع بصمتها التي - ولا شك - ستُعَرِّضُ الأعمال الفائزة للتشويه إما بالاجتزاء أو الترهل. أعتقد أن الدكتور أحمد عواض وهو رجل له ما له من خلفية ثقافية وفنية لايمكن أن يقع في هذه الخطيئة لولا بعض العقول الخربة في إدارة النشر التي أعتقد أنها هي التي أوصت بإعادة الأعمال إلي لجان النشر الإقليمي» قاصدة تشويه الرجل. وإظهاره أمام المثقفين بمظهر مَن وَعَدَ فَأَخْلَف.