لم يجبِر أحد الدكتور أحمد عوّاض. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن يعطي وعدًا لا يستطيع تنفيذه. ولم يحدث أن كلّفه أحد فوق طاقته. كان يمكن ببساطة وهدوء أن يعتذر. وكان يمكنه أن يتعلل باللوائح. بل كان يمكنه - وهذا أضعف الإيمان - أن يعِد فقط بالنظر في الأمر. لكنه بدلا من كل هذا ووسط مئات من الأدباء والمثقفين ابتسَم الرجُل ابتسامة عريضة وواسعة وأطلق وعده في فضاء مسرح قصر ثقافة الجيزة. لتلتهب الأكف بالتصفيق. بين مديح وثناء. وتطلعات وطموح وآمال كبيرة تعلقت بالمبدع الشاب الذي ترأس أكبر جهاز ثقافي في مصر. وها هو في أول أيامِه يمنح الأدباء والمبدعين وعدًا كبيرًا. والقصة تبدأ في الاحتفالية الكبري التي أقامتها الإدارة العامة للثقافة العامة. بهيئة قصور الثقافة يوم 28/11/2017 علي مسرح قصر ثقافة الجيزة. لتكريم الفائزين في المسابقة المركزية التي تقيمها الهيئة لمبدعي مصر. وفي حضور الفائزين أنفسهم. والسيد الأستاذ الدكتور أحمد عواض. الذي كانت تلك الاحتفالية أولَ ظهوري إعلامي له .. حدثَ أن قدّم الفائزون بالمراكز الثانية والثالثة في المسابقة طلبًا لمعاليه يلتمِسون موافقتَه علي طبع أعمالهم الفائزة بسلسلة "الجوائز". أسوةً بالفائزين بالمراكز الأولي. وكان الطلب موقّعًا من جميع الفائزين دون استثناء. فما كان مِن السيد الدكتور رئيس الهيئة إلا أن خرج علينا في كلمته بابتسامة عريضة وموافقة صريحة علي الطلب!! وسط تصفيق الحاضرين الذين استبشروا خيرًا بمكرمتِه. إلا أنني كنتُ الوحيد ربما بين الحضور - وبين المصفقين - مَن وضعتُ يدي علي قلبي. خوفًا مِن أن تكون تلك الموافقة للشو الإعلامي. فالرجل لم يمر علي تشريفه بالهيئة غير يوم واحد فقط. وجاءت موافقته قاطعة وصريحة دون أن يشترط العرض أو النظر. ولما همستُ بمخاوفي لبعض الحضور لامَني بعضهم وعنّفني البعض الآخر لسوء ظني بالرجُل!! ومرت الأيام دون خبر. وتلتها أسابيع. وانشغل الهيئة والناس والفائزون بالمؤتمر العام في شرم الشيخ. ولما انفض السامر اتصل بعض الفائزين بالإدارة العامة للثقافة العامة لتنفجر القنبلة في وجوههم جميعًا: تم إحالة الأعمال للنشر بمشروع النشر الإقليمي بالفروع الثقافية. ليسقط في يد الجميع. ولأبتسِم أنا وحدي!! النشر الإقليمي كارثة الكوارث في مصر. وسبق لنا ولغيرنا أن كَتب عنه وعن سلبياته وسوء توزيعه. ورداءة طباعته. فضلا عن أن للنشر الإقليمي لائحة مالية هزيلة تتحكم في عدد الصفحات. وعدد النسخ المطبوعة التي تصل لمائتي نسخة فقط في بعض الفروع!! ومعني تحويل الكتب الفائزة في المسابقة المركزية للنشر الإقليمي خضوعُها مرةً أخري للجان النشر الإقليمي لتري جواز نشرِها من عدمِه "تخيّلوا" فضلا عن ضرورة التزام صاحب العمل الفائز بحذف نصف عمله تقريبًا ليتفق مع عدد ملازِم كتاب النشر الإقليمي. فإنْ جاز ذلك مع ديوان شِعر بحذف عدد من القصائد. فهل يليق أو يصلح مع رواية أو دراسة نقدية؟ والسؤال أو الأسئلة التي تدور في أذهاننا الآن مَن الذي أوعز للدكتور عواض بتلك الفكرة غير النبيلة والتي يريدون مِن ورائها توريطَه في أول أيامِه؟ وما المانع مِن طبع الأعمال الفائزة في سلسلة "الجوائز"؟ ولو فرضنا أن لوائح تلك السلسلة تمنع. فماذا عن طبعِها في غيرها من السلاسل كسلسلة أصوات أدبية مثلا؟ أليست تلك الأعمال فائزة في مسابقة مركزية كبري علي مستوي الجمهورية؟ ألم تنعقد لها لجان تحكيم علي أكبر مستوي كما تقول الهيئة؟ أُعلِن باسمي ومفوّضًا من عدد من الفائزين رفضي التام لطبع عملي في النشر الإقليمي. وأهيب باسم الفائزين بالسيد الدكتور رئيس الهيئة أن يفي بوعده للمبدعين بطبع الأعمال بسلسلة "الجوائز" أو بطبعها في أي سلسلة مركزية من سلاسل الهيئة. أو بإصدار بيان أو تصريح باعتذار الهيئة عن الطبع ... وجزاكم الله كل خير!!