هناك "عقدة" متأصلة لدي طبقة معينة من الشعب المصري معروفة منذ أجدادنا بأنها "عقدة الخواجة" وهي بإختصار اعتقاد راسخ أن أي منتج مصري "مضروب" وأن المنتج الأصلي لابد أن يكون مستورداً سواء في الملابس أو الأجهزة. الكهربائية أو حتي الأدوية. والغريب أن معظمنا وقع في هذا الفخ دون أن يدري أننا نضر بإقتصاد بلدنا فنجري وراء الماركات العالمية "البرندات" في الملابس مهما كانت باهظة الثمن وتركنا الصناعة المصرية تنهاربعد ان كانت بلدنا هي رائدة صناعة الغزل والنسيج والأزياء بما كانت ينافس السوق العالمية بجدارة. أصبحنا نشتري الأدوية المستوردة بسعر السوق السوداء الباهظة لأننا صدقنا ان المادة الفعالة في الأدوية المحلية ضعيفة في الوقت الذي توجد فيه أدوية مصرية لا تقل كفاءة عن المستورد في كل التخصصات. وهناك من يفضل الأجهزة الكهربائية المستوردة رغم اسعارها ظنا أنها أكثر كفاءة وأطول عمرا من "المصرية" في الوقت الذي تفوقت المصانع الحربية علي سبيل المثال لا الحصر في صناعة كل الأجهزة الكهربائية وحرصت علي تطوير نفسها بصفة مستمرة علي مدار السنوات الطويلة الماضية حتي علي مستوي السياحة. فمعظم الأثرياء يفضلون السياحة الخارجية عن الداخلية. وفي هذا الإطار لكل منا دور في تصحيح هذه المفاهيم ولو بتحسين صورة المنتج المصري بالكلام فقط ليواجه به الشائعات المضادة وهناك من أدرك ان له دوراً أكبر من هذا وجند نفسه لتصحيح هذه المفاهيم بشكل علمي واقعي مثل الصيدلي الذي نظم فيديوهات توعية لعمل مقارنات منطقية دقيقة بين الأدوية المستوردة والمصرية. وقناة نظمت فيديوهات تثقيفية وسياحية لتشجيع السياحة الداخلية بأسلوب مقنع ومبهر وغيرهما كثيرون. ولاشك ان هناك دوراً أكبر وأشمل للمسئولية في هذا الصدد بتحسين المنتجات المصرية لتكون جديرة بالمنافسة ثم الإعلان عنها بشكل عميق ومدروس مع ضرورة فتح المجال للصناعات الثقيلة والإليكترونية ولا ينقصنا العقول والإمكانيات التي تكفل لنا النجاح الكامل بل والتفوق فيها.